إبراهيم ربيع يكتب: خربشة

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

أنا فى رحلة بحث شاقة عن ''قهوة بلدى'' فى الحى الذى انتقلت إليه يشابه قهوة الحى السابق الذى كنت أشرب فيه القهوة بعشرة جنيهات.. واضطرتنى مهنيتى أن أقصد ''مول'' أدخله لأول مرة لمشاهدة مباراة الأهلى والمنستيرى وفرحت عندما وجدته والمباراة مذاعة ..

ولأننى من الطبقة تحت الوسطى حسبتها فى دماغى متوقعاً ارتفاع الأسعار فقررت طلب شاى بالنعناع بدلاً من القهوة.. وبين الشوطين تركت أشيائى على الترابيزة لشراء بعض الاحتياجات وعدت فوجدت شاشة التليفزيون تغيرت ونقلت استعدادات فريقى ليفربول وارسنال قبل بدء المباراة ، فقلت للبيه الجرسون الذى يلبس أفضل منى وينحنى وينثنى مفرطاً فى الاحترام حتى تخيلت أنه بصدد النصب عليا وتذكرت جرسونات الهرم وهم يرزعون الصينية فى وشى وأنا أبتسم ارتياحاً من هذه التلقائية الشعبية .. المهم سألته: ياأستاذ فين ماتش الأهلي.. فرد عليا معلش الناس عايزة الماتش الأجنبي.. طبعاً كان فى الحى القديم إذا تجرأ أحد لتغيير مباراة للأهلى فإنه مضروب مضروب ياولدى وبالجزمة القديمة.. تركت الكافيه وأنا أتعجب من الفوارق الطبقية حتى فى اللعب والتشجيع بين الأحياء الشعبية والأخرى المتفرنجة.. وقلت لنفسى وأنا أرحل بانكسار ومذلة: أيامك الجاية سودا ياحاج ابراهيم ..