علاء عبدالوهاب يكتب: المجد للتكنولوچيا اللينة

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

عن البشر أكتب.. 
التكنولوچيا الصلبة من ماكينات ومعدات ومواد خام و.. ودون خبرة، أو معرفة فنية يمتلكها البشر، لاسيما من الخبرات الوطنية، تجعل من رهان التحديث مأزقاً.! 
ثم إن الإنسان صاحب المعرفة الفنية، أو بمعنى آخر أحد أهم ركائز قوة العمل، أقدر على تعظيم القيمة المضافة للمواد الخام، سواء محلية أو مستوردة،من ثم فإن التكنولوچيا اللينة بأى معنى تشكل حجر الزاوية فى أى خطة تتطلع إلى إحداث نهضة عبر تنمية شاملة مستدامة، تدفع الوطن باتجاه تقدم حقيقى يستحقه. فى ظل هذا الطموح المشروع، يمكن تثمين دور الجامعات التكنولوچية التى تهتم بالجانب التطبيقى فى التأهيل المهنى للدارسين بها، عبر مناهجها التى تعنى بتدريس العلوم الأساسية الفنية، فضلاً عن برامج التدريب، سواء فى ورشها أو معاملها، أو من خلال اتفاقات وبروتوكولات بين تلك الجامعات والمصانع، والشركات التى تتيح فرصاً تدريبية جادة على قاعدة الاستفادة المتبادلة.

وإذا كان جوهر التنمية المستقلة يستند إلى مبدأ الاعتماد على النفس، أى الاعتماد على مواطنين يحملون معارف ومهارات تراكمت عبر عملية تنمية بشرية، تؤهلهم للتعامل مع أدوات الإنتاج الحديثة، وذلك الأمر تحديداً يعد جوهر فلسفة التعليم التكنولوچى، وبقراءة لأهم التجارب التى أثمرت ثماراً يانعة لإلتزامها بهذا التوجه، يبرز النموذج الألمانى، ربما بما يفوق النموذج اليابانى أو الكورى الجنوبى.

ولعل القائمين على التجربة يدركون ضرورة تذليل جميع العقبات أمام الأجيال المستهدفة، بإحداث نقلة نوعية فى المستقبل المنظور، يكون ثمرته تخريج أصحاب مهارات فنية وتقنية، يشكلون قاعدة متينة للتكنولوچيا اللينة.

ثمة تحدٍ أساسى تمثله وظائف المستقبل، لابد أن يتجاوز النظرة الكلاسيكية لفكرة خريج الجامعة من كليات القمة التى عششت فى العقول طويلاً، ولكن مع بروز مهن جديدة كل يوم، لابد أن يتناغم مع الطلب عليها، فلسفة تعليمية تجارى تسارع انتشار التكنولوچيا من خلال استجابة أنظمة التعليم لهذه التحولات الجذرية.