بعد «عروس الإسماعيلية».. ماذا تقول الأرقام عن العنف ضد المرأة؟

عروس الاسماعيلية
عروس الاسماعيلية

بعد أن تصدرت عروس الإسماعيلية المشهد مرة أخرى على منصات التواصل الأجتماعى التى تندد برفضها للعنف الجندرى ، لم يكن المشهد صادماً للجميع عندما أعلنت عن التعذيب القهرى التى تعرضت له، فالكثير توقع لها حياة مليئة بالعنف ،لكن تصريحات العروس أنها أكملت الزيجة منذ البداية لأنها تعرضت للتهديد كانت صادمة  ، عروس الأسماعيلية هي واحدة من كل 3 نساء  في أنحاء العالم كافة تتعرض في حياتها للعنف البدني أو العنف الجنسي على يد الزوج أو الأهل وتمثل نسبتهن 30% وفقاً للإحصائيات العالمية لمنظمة الصحة بوابة أخبار اليوم تسلط الضوء على أهم المؤشرات الإحصائية التى تشير أن العنف سلوك ممنهج يمارس على الفئات الأضعف فى المجتمع..

 

تفيد ثلث النساء تقريباً (27%) اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة من المرتبطات بعلاقة جنسية بأنهن يتعرضن لشكل معين من أشكال العنف البدني أو الجنسي على يد عشرائهن.

يمثّل العنف ضد المرأة مشكلة مستديمة وكبيرة من مشاكل الصحة العامة، وانتهاكاً لحقوق الإنسان التي تتمتع بها المرأة.

يؤثر العنف سلبياً على صحة المرأة البدنية والنفسية والجنسية وصحتها الإنجابية، ويتسبب في زيادة خطورة الإصابة بفيروس "العوز المناعي" البشري في بعض الأماكن.

وهناك محاولات من القطاع الصحى لمحاولة وقف العنف ضد المرأة وذلك بتوفير الرعاية الصحية الشاملة.

الأمم المتحدة 

تعرّف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنّه "أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجّح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحيـــــة الجسمانيــــــة أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمـــــان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة "

ويشير تعبير عنف العشير إلى سلوكيات ينتهجها عشير أو شريك سابق تتسبب في أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أم الجنسية أم النفسية، بما في ذلك الاعتداء البدني والإكراه الجنسي والإيذاء النفسي وسلوكيات السيطرة.

أما العنف الجنسي فهو "أي فعل جنسي أو محاولة لممارسة فعل جنسي أو فعل آخر موجه ضد النشاط الجنسي لشخص ما باستخدام الإكراه، من جانب أي شخص بغض النظر عن علاقته بالضحية، في أي مكان. 

المسح الأحصائى للناجيات 

قامت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الجهات المعنية بحقوق الإنسان ورفض العنف الجندري بعمل حصر ميدانى على تقارير مقدمة من "الناجيات" في الفترة 2000-2018  وتعد هى أدق التقديرات عن معدلات انتشار العنف الزوجى والجنسي. ورُئي من تحليل لبيانات معدلات الانتشار في جميع أنحاء 161 بلداً ومنطقة، كانت قد أجرته المنظمة في عام 2018 نيابة عن الفريق العامل المشترك بين الوكالات التابع للأمم المتحدة والمعني بالعنف ضد المرأة، أن هناك امرأة واحدة تقريباً من أصل كل 3 نساء أو نسبة 30٪ من النساء اللاتي يتعرضن لعنف بدني أو جنسي على يد الزوج أو العنف الجنسي على يد غير الزوج، أو لكليهما معاً.

التقديرات العالمية والإقليمية 

تبين أن ممارسة العنف ضد المرأة تمثل أكثر من ربع النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة من المرتبطات بعلاقة جنسية يتعرضن للعنف البدني أو الجنسي على يد أزواجهن مرة واحدة على الأقل في حياتهن (اعتباراً من سن 15 سنة). وتتراوح التقديرات المتعلقة بمعدلات انتشار عنف الزوج ضد المرأة خلال حياتها بين 20٪ في غرب المحيط الهادئ، و22٪ في البلدان المرتفعة الدخل وأوروبا و25٪ في إقليم المنظمة للأمريكتين و33٪ في إقليم المنظمة لأفريقيا، و31٪ في إقليم المنظمة لشرق المتوسط، و33٪ في إقليم المنظمة لجنوب شرق آسيا.

قتل النساء

وتصل نسبة جرائم قتل النساء التي يرتكبها الأزواج إلى 38% من مجموع هذه الجرائم على الصعيد العالمي.

تصل نسبة النساء اللاتى تعرضن للاعتداء الجنسي على يد شخص آخر غير الزوج لـ6% ، برغم محدودية البيانات المتوفرة عن العنف الجنسي على يد غيرالزوج يرتكبها الرجال ضد النساء.

زيادة  العنف وقت الجائحة 

زادت معدلات العنف وقت تفشى  جائحة كوفيد-19  ، نتيجة لإجراءات الحظر التى تم إتخاذها كأحد أوجه السبل الإحترازية لمكافحة العدوى تسببت فى ارتفاع معدلات تعرض النساء للإيذاء على يد ازواجهن وقيّدت في الوقت نفسه سبل حصولهن على الخدمات. وقد تؤدي حالات الأزمات الإنسانية والتشريد إلى تفاقم معدلات العنف القائم، من قبيل الزوج او الاهل ، وقد ادى  لظهور أشكال جديدة من العنف ضد المرأة.

الآثار الصحية

يتسبب عنف الزوج (البدني والجنسي والنفسي) في معاناة المرأة من مشاكل صحية جسيمة بدنية ونفسية وجنسية وإنجابية في الأجلين القصير والطويل، كما تؤثر على صحة أطفالها وعافيتهم. 

ويؤدي هذا العنف إلى ارتفاع التكاليف الاجتماعية والاقتصادية التي تتكبدها النساء وأسرهن ومجتمعاتهن ولعواقب مميتة مثل القتل أو الانتحار.

حيث تبلّغ نسبة 42% من النساء اللواتي يتعرضن لعنف الزوج عن تعرضهن لإصابات من جراء هذا العنف.

حالات حمل غير مرغوب فيها، وحالات إجهاض متعمدة، ومشاكل صحية نسائية، وعدوى أمراض منقولة جنسياً، ومنها عدوى فيروس العوز المناعي البشري. ورأت دراسة أجرتها المنظمة في عام 2013 بشأن العبء الصحي الناجم عن العنف ضد المرأة أن النساء اللاتي اعتُدي عليهن بدنياً أو جنسياً تعرّضن للإصابة بعدوى مرض منقول جنسياً، وبفيروس العوز المناعي البشري في بعض الأقاليم، بمقدار 1.5 مرة أكثر من النساء اللواتي لم يتعرضن للعنف الزوجى. كما يُرجح أن يتعرضن للإجهاض بواقع مرتين أكثر من سواهن .

ارتباط عنف العشير أثناء الحمل .

أظهرت نفس الدراسة التي أجريت في عام 2013 أن النساء اللواتي تعرضن للعنف كنّ أكثر عرضة بنسبة 16% للإجهاض التلقائي وبنسبة41% للولادة قبل الأوان (3).

ما تنطوي عليه أشكال العنف هذه من احتمالات الإصابة بالاكتئاب واضطرابات الإجهاد اللاحقة للصدمة والاضطرابات الأخرى المسببة للقلق، والمعاناة من صعوبات في النوم، واضطرابات في عادات الأكل، ومحاولات الانتحار. ورأى التحليل الذي أجري في عام 2013 أن النساء اللواتي تعرضن للعنف كنّ أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والمعاناة من مشاكل "الشرب ".

تمتد الآثار الصحية للمعاناة من الصداع ومتلازمات الألم (آلام الظهر والبطن وآلام الحوض المزمنة) واضطرابات المعدة والأمعاء ومحدودية الحركة واعتلال الصحة بشكل عام.

اقرا أيضأ: أمين الفتوى بدار الإفتاء يعدد أسباب العنف الزوجي..فيديو