كل أسبوع

واجبنا نحو أطفالنا

منى ربيع
منى ربيع

‭..‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬عملت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالجرائم‭ ‬التى‭ ‬ترتكب‭ ‬ضد‭ ‬الاطفال‭ ‬من‭ ‬تحرش‭ ‬وإتجار‭ ‬وابتزاز‭ ‬وغيرها،‭ ‬لا‭ ‬أنكر‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬كانت‭ ‬تهزنى‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬خاصة‭ ‬وانا‭ ‬ام‭ ‬لديها‭ ‬طفلين‭ ‬اخاف‭ ‬عليهما‭ ‬وافعل‭ ‬المستحيل‭ ‬من‭ ‬أجلهما‭ ‬حتى‭ ‬ينشئان‭ ‬تنشئة‭ ‬سليمة‭.‬

فأنا‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الثمانينات‭ ‬والتى‭ ‬تربيت‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬منها‭ ‬خفض‭ ‬صوتى‭ ‬لدى‭ ‬الحديث‭ ‬واحترام‭ ‬الكبير‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التقاليد‭ ‬الجميلة،‭ ‬فأنا‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الذى‭ ‬تربى‭ ‬على‭ ‬يوميات‭ ‬ونيس‭ ‬وروائع‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬أسامة‭ ‬أنور‭ ‬عكاشة‭ ‬من‭ ‬ليالي‭ ‬الحلمية‭ ‬وارابيسك‭ ‬والشهد‭ ‬والدموع‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬التى‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬وجداننا‭ ‬جميعًا‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬حلقة‭ ‬نشاهدها‭ ‬انا‭ ‬وافراد‭ ‬أسرتى‭ ‬نكتسب‭ ‬منها‭ ‬دروسًا‭ ‬مهمة‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الدراما‭ ‬التى‭ ‬تقدم‭ ‬داخل‭ ‬البيوت‭ ‬المصرية‭ ‬هادفة،‭ ‬لا‭ ‬انكر‭ ‬اننى‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬صدمة‭ ‬خاصة‭ ‬وأنني‭ ‬أقوم‭ ‬بعمل‭ ‬مقارنة‭ ‬لما‭ ‬تربيت‭ ‬عليه‭ ‬وما‭ ‬يوجد‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬سلوكيات‭ ‬غريبة‭ ‬وتطور‭ ‬هائل‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬حول‭ ‬ابنائي،‭ ‬لكننى‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أتركهم‭ ‬لحالة‭ ‬الصخب‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭ ‬الاجيال‭ ‬الحالية‭ ‬وأن‭ ‬اربيهم‭ ‬مثلما‭ ‬تربيت‭ ‬على‭ ‬القناعة‭ ‬والرضا‭ ‬والاخلاق،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬ابا‭ ‬واما‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬حياتى‭ ‬يعرفان‭ ‬كافة‭ ‬تفاصيلها‭ ‬ليس‭ ‬للتحكم‭ ‬فيها‭ ‬ولكن‭ ‬خوفا‭ ‬علي‭.‬

الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬اثناء‭ ‬متابعتى‭ ‬للقضايا‭ ‬التي‭ ‬تنظرها‭ ‬دائرة‭ ‬جنايات‭ ‬القاهرة‭ ‬وتحديدا‭ ‬بمنطقة‭ ‬15‭ ‬مايو‭ ‬استوقفتنى‭ ‬قضية‭ ‬ابتزاز‭ ‬لطفلة‭ ‬عمرها‭ ‬13‭ ‬عاما،‭ ‬هذه‭ ‬الطفلة‭ ‬المسكينة‭ ‬تاهت‭ ‬وسط‭ ‬دنياها‭ ‬المليئة‭ ‬بالصخب‭ ‬وانبهرت‭ ‬بتلك‭ ‬الحياة،‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬اصبحت‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬سن‭ ‬المراهقة،‭ ‬أخطر‭ ‬سن‭ ‬للبنات‭ ‬والأولاد‭ ‬معًا،‭ ‬ارادت‭ ‬ـن‭ ‬تكون‭ ‬مثل‭ ‬البلوجر‭ ‬ومشاهير‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬عندما‭ ‬رأت‭ ‬التغيرات‭ ‬الفسيولوجية‭ ‬التى‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬جسدها،‭ ‬شعرت‭ ‬بأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬امرأة‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬علاقات،‭ ‬استغلت‭ ‬ثقة‭ ‬والديها‭ ‬بها،‭ ‬ومع‭ ‬اول‭ ‬شاب‭ ‬طرق‭ ‬قلبها‭ ‬استجابت‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬استغلاله‭ ‬لها،‭ ‬وتصويرها‭ ‬وابتزازها،‭ ‬ولم‭ ‬يكتفِ‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬فضحها‭ ‬بين‭ ‬اصدقائه‭ ‬ليبتزوها‭  ‬ثانية‭.‬

الابنة‭ ‬ترددت‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تروي‭ ‬لأسرتها‭ ‬حتى‭ ‬اخذت‭ ‬القرار‭ ‬عندما‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬مغلقة،‭ ‬شعرت‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬بأنها‭ ‬طفلة‭ ‬تحتاج‭ ‬من‭ ‬يدافع‭ ‬عنها‭ ‬ويحميها،‭ ‬فقررت‭ ‬أن‭ ‬تستنجد‭ ‬بأسرتها‭ ‬والذين‭ ‬بالفعل‭ ‬وقفوا‭ ‬بجانبها‭ ‬حتى‭ ‬اقتصت‭ ‬العدالة‭ ‬لها‭ ‬ممن‭ ‬ارهبوها‭ ‬وارعبوها‭ ‬أياما‭ ‬وليالى‭ ‬وهى‭ ‬ذليلة‭ ‬أسيرة‭ ‬لرغباتهم‭ ‬الشاذة،‭ ‬القضية‭ ‬انتهت‭ ‬بسجن‭ ‬المتهمين‭ ‬بابتزازها‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وجهت‭ ‬لهم‭ ‬المحكمة‭ ‬اتهامات‭ ‬الخطف‭ ‬وهتك‭ ‬العرض‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬بمطالبة‭ ‬المحكمة‭ ‬الاسرة‭ ‬بتفعيل‭ ‬الرقابة‭ ‬وتشجيع‭ ‬الفتيات‭ ‬والاسر‭ ‬على‭ ‬الابلاغ‭ ‬فورًا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬وقائع‭ ‬ابتزاز‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬المجنى‭ ‬عليها‭ ‬هي‭ ‬المخطىء‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬بإرسال‭ ‬الصور‭ ‬للجانى‭ ‬فهذا‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يبتز‭ ‬براءتها‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬بدأت‭ ‬اتساءل‭ ‬كيف‭ ‬لتلك‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬ان‭ ‬تقيم‭ ‬علاقة‭ ‬عاطفية‭ ‬مع‭ ‬شاب‭ ‬يكبرها‭ ‬بسبع‭ ‬سنوات؟‭ ‬مالذى‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬ببالها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة؟‭ ‬كيف‭ ‬ذهبت‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬بيته؟‭ ‬واين‭ ‬كانت‭ ‬أسرتها؟‭ ‬وكيف‭ ‬غاب‭ ‬ضمير‭ ‬ذلك‭ ‬الشاب؟‭ ‬وكيف؟‭ ‬وكيف؟،‭ ‬اسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬دارت‭ ‬بخلدي‭ ‬وأخذت‭ ‬تحاصرنى‭ ‬وفجأة‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬انظر‭ ‬لأطفالنا‭ ‬واسأل‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬حمايتهم‭ ‬من‭ ‬معدومي‭ ‬الضمير‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬استغلوا‭ ‬ضعفها‭ ‬وقلة‭ ‬حيلتها‭ ‬وخوفها‭ ‬من‭ ‬أسرتها‭ ‬والفضيحة‭ ‬ليفعلون‭ ‬بها‭ ‬مايشاءون،‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬استسلمت‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬للمحاولات‭ ‬الرخيصة‭ ‬ولم‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدائرة‭ ‬وقتها‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬امامها‭ ‬سوى‭ ‬طريقان‭ ‬إما‭ ‬الانحراف‭ ‬أو‭ ‬الموت‭ ‬خوفا‭ ‬وهربًا‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭.‬

وعندما‭ ‬سألت‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬الاسرى‭ ‬وعلماء‭ ‬الاجتماع‭ ‬كانت‭ ‬اجابتهم‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬يجب‭ ‬تفعيل‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الابناء‭ ‬ولا‭ ‬نتركهم‭ ‬للسوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬والذين‭ ‬بدأوا‭ ‬في‭ ‬تقليدها‭ ‬بشكل‭ ‬أعمى،‭ ‬وثانى‭ ‬شيء‭ ‬هو‭ ‬المصارحة‭ ‬ومصادقة‭ ‬الابناء‭ ‬وإمدادهم‭ ‬بكافة‭ ‬المعلومات‭ ‬التى‭ ‬يحتاجونها‭ ‬من‭ ‬خلالهم‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آخرين،‭ ‬حتى‭ ‬نضمن‭ ‬تقديم‭ ‬النصيحة‭ ‬السليمة‭ ‬لهم‭.‬

وانا‭ ‬استمع‭ ‬لتلك‭ ‬النصائح‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬ارجع‭ ‬بشريط‭ ‬ذكرياتى‭ ‬للوراء‭ ‬ووجدت‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬النصائح‭ ‬والتى‭ ‬يقولها‭ ‬المتخصصون‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬الايجابية‭ ‬الحديثة،‭ ‬هى‭ ‬ماكان‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬امى‭ ‬وابي‭ ‬رحمهما‭ ‬الله‭ ‬معى‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭ ‬لم‭ ‬يمنعانى‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬لكنهما‭ ‬كانا‭ ‬دائما‭ ‬حولى‭ ‬يعرفان‭ ‬اصدقائي‭ ‬واسرهم‭ ‬لا‭ ‬يسمحان‭ ‬أن‭ ‬اصادق‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬تربيتنا‭ ‬وعاداتنا‭ ‬وتقاليدنا،‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الاحيان‭ ‬اغضب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لكن‭ ‬عرفت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬حب‭ ‬وخوف‭ ‬عليّ‭.‬

تعلمت‭ ‬على‭ ‬أيديهما‭ ‬أن‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬اهم‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬البشر،‭ ‬فكنت‭ ‬قوية‭ ‬بهما‭ ‬وليس‭ ‬عليهما،‭ ‬فكانا‭ ‬سببًا‭ ‬لما‭ ‬انا‭ ‬فيه‭ ‬الآن،‭ ‬فبعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬رأيته‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬محاكم‭ ‬الجنايات‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬المجنى‭ ‬عليه‭ ‬فيها‭ ‬أطفال‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أصادق‭ ‬اطفالى‭ ‬اربيهما‭ ‬مثلما‭ ‬تربيت‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬احرمهما‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جديد،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬اتركهما‭ ‬وحدهما‭ ‬ألعب‭ ‬معهما‭ ‬اصادقهما‭ ‬حتى‭ ‬التيك‭ ‬توك‭ ‬شاركتهما‭ ‬فيه‭.‬

لذا‭ ‬ارجو‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬ابنائهم،‭ ‬للاسف‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬صعب‭ ‬عليهم‭ ‬لاتتركوهم‭ ‬فريسة‭ ‬للسوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬تقودهم‭ ‬إلى‭ ‬الهاوية،‭ ‬صاحبوهم‭ ‬وصادقوهم‭ ‬اعطوهم‭ ‬الحرية‭ ‬لكن‭ ‬عرفوهم‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحرية‭ ‬مشروطة‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬ينفذوا‭ ‬شروطها‭ ‬ستسلب‭ ‬منهم،‭ ‬نريد‭ ‬أجيالًا‭ ‬سوية‭ ‬تبنى‭ ‬الوطنى‭ ‬تتربى‭ ‬على‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬الانحلال‭ ‬وانعدام‭ ‬الضمير‭ ‬فهدم‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬هو‭ ‬هدم‭ ‬للأوطان‭ ‬فحافظوا‭ ‬عليهم‭ ‬وعلى‭ ‬وطنكم‭ ‬فهؤلاء‭ ‬الاطفال‭ ‬هم‭ ‬نواة‭ ‬ذلك‭ ‬الوطن‭.‬

حوادث‭ ‬المدارس

ومن‭ ‬ساحات‭ ‬الجنايات‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬أسبوع‭ ‬دراسة‭ ‬والذى‭ ‬شهد‭ ‬عدة‭ ‬حوادث‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬سور‭ ‬السلم‭ ‬بمدرسة‭ ‬المعتمدية‭ ‬بنات‭ ‬والتى‭ ‬راحت‭ ‬ضحيته‭ ‬الطالبة‭ ‬ملك‭ ‬واصابة‭ ‬15‭ ‬اخريات‭ ‬من‭ ‬الطالبات‭ ‬نتيجة‭ ‬التدافع‭ ‬لنخرج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬على‭ ‬حادثة‭ ‬اخرى‭ ‬وهي‭ ‬سقوط‭ ‬الطالبة‭ ‬منه‭ ‬تامر‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬بعد‭ ‬خروجها‭ ‬سهوًا‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يراها‭ ‬مدرس‭ ‬الفصل‭ ‬ليختل‭ ‬توازنها‭ ‬وهي‭ ‬تبكي،‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬الحوادث‭ ‬بوفاة‭ ‬منة‭ ‬لتقع‭ ‬حادثة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬السنبلاوين‭ ‬تحقق‭ ‬فيها‭ ‬حاليًا‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬مدرس‭ ‬بضرب‭ ‬طالبة‭ ‬بالصف‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬لتصاب‭ ‬بغيبوبة‭ ‬ونزيف‭ ‬بالمخ‭ ‬وقد‭ ‬نسبت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬المعلم‭ ‬استعمال‭ ‬القسوة‭ ‬مع‭ ‬المجنى‭ ‬عليها‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬وظيفته‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬معلما‭ ‬لها‭ ‬واحرازه‭ ‬الأداة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الاعتداء‭ ‬بغير‭ ‬مسوغ‭ ‬وأمرت‭ ‬بحبسه‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات،‭ ‬وقررت‭ ‬المحكمة‭ ‬المختصة‭ ‬مد‭ ‬حبسه‭ ‬15‭ ‬يومًا‭ ‬وجار‭ ‬استكمال‭ ‬التحقيقات‭ ‬في‭ ‬الوقائع‭ ‬الثلاثة‭.‬

يعد‭ ‬وقوع‭ ‬حادث‭ ‬مدرسة‭ ‬المعتمدية‭ ‬تابع‭ ‬الدكتور‭ ‬رضا‭ ‬حجازي‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬الفني‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عنه‭ ‬الحديث‭ ‬وقرر‭ ‬تكليف‭ ‬مدير‭ ‬مديرية‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بـ‭ ‬الجيزة‭ ‬بمتابعة‭ ‬الأمر،‭ ‬وتوفير‭ ‬كل‭ ‬احتياجات‭ ‬الطلاب‭ ‬المصابين‭ ‬وشدد‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬محاسبة‭ ‬المسؤولين‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬الدكتور‭ ‬رضا‭ ‬حجازى‭ ‬لتلك‭ ‬الوقائع‭ ‬ومطالبته‭ ‬بمحاسبة‭ ‬المسئولين‭ ‬عنها‭ ‬وتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمصابين،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يمنعنا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬ألا‭ ‬يحق‭ ‬لأطفالنا‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬ذلك؟،ألميحن‭ ‬الوقت‭ ‬للانتباه‭ ‬للأبنية‭ ‬التعليمية‭ ‬وتأهيل‭ ‬المدرسين‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬اطفالنا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬ضحايا‭ ‬آخرين؟‭!  ‬ألا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتحرك‭ ‬قبل‭ ‬وقوع‭ ‬الحادثة‭ ‬وتقوم‭ ‬الوزارة‭ ‬بالتفتيش‭ ‬على‭ ‬الأبنية‭ ‬التعيلمية‭ ‬ومعرفة‭ ‬مدى‭ ‬صلاحيتها؟‭!‬،‭ ‬فلماذا‭ ‬نتحرك‭ ‬دائما‭ ‬بعد‭ ‬وقوع‭ ‬الخطر،‭ ‬ارجو‭ ‬بعد‭ ‬وقوع‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬محاسبة‭ ‬المخطىء‭ ‬ونعمل‭ ‬بالحكمة‭ ‬التي‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬الوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج‮»‬‭.‬