«حماية التاريخ والآثار» تطالب بتصحيح اللوحة الإرشادية على قمة جبل موسى 

 قمة جبل موسى 
قمة جبل موسى 

تستضيف مصر الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة، بشأن تغير المناخ بمدينة شرم الشيخ وتعمل محافظة جنوب سيناء على مدى 24 ساعة يوميًا على إظهار المحافظة في أجمل صورة تحت رعاية اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء.

ومن المتوقع أن تقوم الوفود المشاركة بجولات سياحية بمجمع الأديان بسانت كاترين وباقى مدن سيناء السياحية.

وفى هذا الإطار، يشارك خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس اللجنة المركزية العليا لحماية التاريخ والآثار، ضمن فعاليات الحملة المصرية للتنمية المهارية والإعلام السياسى الاجتماعى برئاسة الدكتورة عبير المعداوى المصدّقة والموثقة من وزارة العدل وصحة تاريخ بالشهر العقارى برقم 27257 لسنة 2019 بالرأى لتعديل اللوحة الإرشادية على قمة جبل موسى بسانت كاترين باللغة الإنجليزية ونصها " You 're now at The Summit of Mount Sinai" من جبل سيناء إلى جبل موسى لكثرة استفسارات السائحين عن موقع جبل موسى بعد قراءة اللوحة، وهناك لوحة أخرى كتب عليها نفس النص بالإنجليزية من جانب وترجمة عربية فى الجانب الآخر نصها " أنت الآن على قمة جبل موسى" مما يؤدى إلى اللبس للمصريين والأجانب .

وأوضح الدكتور ريحان أن رئيس اللجنة الفرعية لحماية التاريخ والآثار، بمحافظة جنوب سيناء أحمد الشيخ رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء أرسل إلى اللجنة صور هذه اللوحات على قمة جبل موسى موضحًا تساؤلات السياح المستمرة ومن هذا المنطلق تطالب اللجنة بتغيير اسم اللوحة إلى جبل موسى وتوضح أن جبل موسى له عدة مسميات منها جبل الطور وجبل الشريعة وجبل المناجاة وأضعفها جبل سيناء والتي ذكرته بعض المراجع الأجنبية وهى تسمية عامة والأفضل تسمية الجبل بمسماه الذي يعبر عن مدلوله الديني والتاريخي .

اقرأ ايضا :- «تنمية السياحة البيئية والعلاجية بسيناء» أمسية بشرم الشيخ

وينوه الدكتور ريحان إلى أن جبل موسى يواجه جبل التجلي حيث وقف نبي الله موسى على الجبل وأمامه جبل التجلي وهو الجبل الذي تجلى له سبحانه وتعالى فدكه، ويقع جبل التجلي إلى الشمال الشرقي لجبل موسى، وقد عرف بهذا الاسم نتيجة لحادثة التجلي الشهيرة حيث تجلى عليه المولى عز وجل حينما سأل نبي الله موسى ربه أن يراه، كما ورد في القران الكريم  "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا" سورة الأعراف 143.

وأردف الدكتور ريحان أن تعديل اللوحة سيؤكد للعالم أجمع أن هذا هو جبل موسى والتي تحاول عدة دوائر سلب هذه القيمة الكبرى عن مصر الذي شرّفها سبحانه وتعالى بجبل الشريعة بالوادي المقدس طوي ومن أمثلة ذلك ما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ونقلت عنه المواقع العربية أن نبى الله موسى قد كلم ربه فى الأردن وليس مصر عن طريق جبل نافو، كما نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن العالم الإسرائيلي عمانويل أناتى ذكر أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود فى صحراء النقب .

وذكر العالم الإسرائيلى تسيفى إيلان أن جبل موسى فى سيناء ولكن فى منطقة سرابيط الخادم  مما يؤكد أن الغرض من هذه الأراء مجرد إبعاد وجود الجبل عن موقعه الحقيقى بالوادى المقدس، فمرة فى سيناء وأخرى فى النقب أو الأردن.

ويؤكد الدكتور ريحان من خلال تحقيقه الأثري لرحلة خروج بني إسرائيل بسيناء وتحديد محطات الخروج الذي نشرها في كتاب " التجليات الربانية بالوادي المقدس طوى" إصدار دار أوراق للنشر والتوزيع أن الجبل الحالي بسانت كاترين الذي يصعد إلى قمته ملايين الزوار لنيل البركة والاستمتاع برؤية أجمل منظر شروق في العالم هو جبل موسى والذي يتوافق مع مسار نبي الله موسى بسيناء  وتبدأ الرحلة بسيناء من عيون موسى حيث تفجرت الإثنى عشرة عينًا ثم منطقة سرابيط الخادم حين طلبوا من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهًا ثم منطقة الطور المشرفة على خليج السويس (موقع طور سيناء حاليًا) والذى ترك بها نبى الله موسى أهله وعبر وادي حبران إلى جبل الشريعة وتلقى الألواح ثم عاد إلى قومه فوجدهم قد عبدوا العجل الذهبي بمنطقة قريبة من البحر ثم نسف العجل وأخذهم عبر نفس الوادي ليعتذروا لربهم واستكمال الرحلة حتى مشارف الأرض المقدسة ورفض الدخول فقدّر عليهم أربعون سنة تائهين بجبال سيناء وشعابها وسهولها حتى قضى على هذا الجيل ودخولهم الأرض المقدسة على يد يوشع بن نون فتى موسى.

ويتفق موقع الجبل المقدس مع خط سير الرحلة وهو المحطة الرابعة التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر .

ويتابع الدكتور ريحان بأن الصعود إلى جبل موسى يتم عبر ثلاثة طرق، الأول يعرف بطريق السلالم صعودًا حتى فرش إيليا وهى طريق مختصرة مهدها الرهبان منذ عهد بعيد وجعلوا لها سلمًا من الحجر الغشيم مكون من 3000 درجة وتم ترميمه عام 1911م، وهناك قنطرتين من الحجر الجرانيتى على شكل عقد نصف دائري، قيل أنه كان يجلس عند كل قنطرة راهب أو أكثر يتقبل الاعتراف من الزوار ويكتب أسمائهم وبعد القنطرة الثانية نجد منخفض بين الجبال يسمى (فرش إيليا) وهناك كنيسة موسى النبي وبجانبها كنيسة إيليا النبي ومنه إلى قمة الجبل 750 درجة صخرية أخرى، أمّا قمة الجبل فتحوى أطلال كنيسة ترجع إلى فترة الامبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادي، وكنيسة الثالوث الأقدس وترجع إلى سنة 1937م، ومسجد يرجع إلى الفترة الفاطمية في القرن الثاني عشر الميلادي، إضافة إلى دورات المياه القديمة ومصلى الكهف.

والطريق الثاني هو طريق عباس باشا (طريق الجمال) الذي مهده عباس باشا والى مصر في القرن التاسع عشر للصعود إلى قمة الجبل موسى ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة والطريق الثالث هو طريق وادي الأربعين حيث يصعد إلى الجبل عبر وادي اللجاه المعروف بوادي الأربعين ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة .