أم تتقمص شخصية «مخبر سري».. للبحث عن أبنها

الضحية برفقة زوجها
الضحية برفقة زوجها

كتبت: هبة عبد الرحمن

إذا شاهدت تلك المرأة تجوب الشوارع ذهابًا وايابًا ما بين محافظات القاهرة والمنوفية والجيزة، تبحث عن شيء وتقف تنتظر لاهثة الانفاس، عيناها زائغتان كأنها فقدت شيئًا وتبحث عن دليل أو أثر له، مثل المخبر الذى يبحث عن شيء ما هنا وهناك، فاعلم أنها قررت أن تخلع الثوب الأبيض حيث تعمل طبيبة، وقررت أت تتقمص دور المخبر السري الذي نراه في الأفلام، أن تكون «أما» بدرجة مخبر تركت العالم خلفها، وكرست حياتها للوصول إلى أى معلومة او طرف خيط لمكان ابنها، بعد أن قام زوجها و«حماتها» بخطفه وحرمانها هى وشقيقته الصغرى من رؤيته أو حتى سماع صوته لأكثر من عام، وكأنه فص ملح وذاب، وبعد أن باءت كل محاولاتها بالفشل للعثور على أى معلومة توصلها لعنوان زوجها وابنها وفشلها فى تنفيذ حكم المحكمة بضم صغيرها، لجأت الأم طبيبة التحاليل الطبية «امنيه» الى جريدة «أخبار الحوادث» تروى مأساتها، وتطلق الاستغاثة من خلال صفحاتها إلى المسئولين للوقوف بجانبها وهى تروي مأساتها بدموع عينيها تحملها السطور التالية.

الزوجة أمنية سمير عبد الفتاح «29سنة» دكتورة تحاليل تقول بأسى بالغ: زواجى من «محمد. ع» 32سنة وهو مهندس فى احدى الشركات الكبرى للإنشاءات، كان بمثابة زواج صالونات، تم بعد سنة وشهرين خطوبة فحسب، وقبل الزواج كنت اعمل فى محافظة المنوفية التى اقطن فيها مع اسرتى، لكنى تركت العمل وذهبت مع زوجى إلى شقة الزوجية بالهرم بمحافظة الجيزة، كان يملؤنى الامل بأن اعيش حياة سعيدة هادئة، لم أدرك ما سوف ينتظرنى من عذاب.

خنقة الديون وحماتي
أثناء فترة الخطوبة كان يصر «محمد» على تأثيث الشقة بأثاث راقي وعمل أحدث الديكورات فيها، رغم تكلفتها المرتفعة، وعندما كنت أطلب منه أن نقتصد فى المصروفات حتى لا يضيق بنا الحال بعد الزواج، كان يتهمنى بأنى ليس لدى طموح وطلب منى أن اكون متطلعة حتى لو أنفقنا كل مليم معنا، فالشقة التي يتم تأثيثها يسكن فيها مهندس وطبيبة تحاليل هذا ليس بالأمر الهين هكذا قال لي، وكذب على والدى عندما أخبره بأنه دفع ثمن الشقة كاملا قبل الزواج، لأكتشف فيما بعد انه لم يسدد اقساط الشقة والتى أكملها بعد عامين من الزواج، كما اكتشفت أنه عمل قرض كما اقترضت والدته المال من اجل تأثيث الشقة، وقضينا اكثر من عامين فى سيل من الديون والاقساط التى خنقتنا، وحتى بعد انتهائها فوجئت به يدخل في دوامة ديون جديدة واقساط اخرى بعد إصراره على بيع سيارته وشراء سيارة احدث موديل.

ورغم محاولاتى بإقناعه بأننا نكون اكثر سعادة إذا عشنا حياتنا ببساطة دون تعقيد ونخطو إلى تقدم حياتنا خطوة خطوة، بدلا من بحر الديون الذي سوف نغرق فيه جميعنا، أجده يفتعل معى المشاكل التى لا تنتهى إلا بسيل من الاتهامات ضدى والتى أحيانا تنتهى بالضرب والاهانة.

وتستطرد «أمنية» كلامها بأسى قائلة: الأكثر صعوبة من كل ذلك هى «حماتى» والتى لها الدور الاكبر فى كل المشاكل التى أمر بها، وذلك لتأثيرها وسيطرتها على تفكير زوجى بشكل كامل.
بعد زواجى بمدة لا تتعدى 40 يومًا فقط تعدى زوجى على بالضرب بسبب اعتراضى على ذهابنا إلى زيارة والدته، رغم أني سافرت فى شهر العسل مثل أى عروسين لقضاء شهر العسل ولكن بصحبة والدته واشقائه، وقد وافقت حتى لا افتعل المشاكل بعد زواجنا وبالطبع قضيت معظم الوقت وانا ارتدى الحجاب و«الاسدال» بسبب وجود اشقائه، كنت اشعر بتضجر كبير لكن لم اظهر اى شيء، وبمجرد عودتنا بل ودخولنا إلى باب الشقة فوجئت به يخبرنى بأن والدته واشقائه ينتظرونا فى بيتها بالمعادى لنتناول طعام الغذاء، لم استطع السيطرة على غضبى وقتها واعترضت بشدة على ذهابي، فتعدى على بالضرب، وعندما حضر ابى بدلا من أن يعتذر زوجى، راح يقول لأبي«كنت بأدبها وده حقي»، فما كان من الأب إلا أن رد على زوجي قائلا: «بنتي متربية في بيتها قبل ما تتجوزك».

وعدت إلى بيت اسرتى بعد  40يوم زواج، لكن تم الصلح وعدت معه إلى منزل الزوجية، وفوجئت بأن قضائنا مع والدته واشقائه هو اسلوب حياتهم، فوالدهم متوفى منذ عدة سنوات وقد طلبت منهم والدتهم بألا ينفصلوا عنها مهما حدث، ورغم ان لها من الابناء 3 أولاد وفتاة واحدة، منهم اثنين متزوجين وهم زوجى وشقيقه الاصغر منه، لكننا كنا نعيش جميعا فى شقة واحدة، تارة فى شقتها بالمعادى وتارة فى شقتنا بالهرم.

لا أنكر انى بدأت اعتاد هذه الحياة الغريبة التى ليس بها أى خصوصية، خاصة اني اكتشفت أن زوجى «محمد» بخيل إلى اقصى حد، كانت تعوض هذا البخل، والدته التى تنفق علينا من خلال عملها كموظفة بوزارة التربية والتعليم، خاصة فى فترة حملى بابنى والذى هو سبب المشكلة كلها، وسعادتهم زادت بعد انجابه، بجانب انه اول حفيد لهم، قرروا تسميته على اسم والدهم «عبد المنعم» كما انه اخذ عن زوجى ووالدته شكلهما بالضبط، البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الاصفر، مما جعل حماتى تتعلق به بشكل مبالغ فيه، حتى تحول الى مرض لا يمكن أن يتصوره عقل.

الهروب الى العمل
وتستكمل «امنيه» كلامها بدموع عينيها قائلة:بعد أن عشت فترة قصيرة من السعادة، بدأ الحال يتبدل إلى النقيض، فكانت إقامتنا جميعا مع بعضنا البعض دائمة حتى إذا سافرنا فى اجازة الصيف كنا نسافر سويا، واذا ذهبنا إلى شقتنا فى الهرم كنا ننام جميعا انا وزوجى ووالدته وشقيقه وزوجته وشقيقته وشقيقه الصغير، فى الصيف فى غرفة واحدة بسبب وجود جهاز التكييف بها، وكل ذلك لانها رغبة والدتهم لا يمكن لاحد الاعتراض عليها، وبالطبع كنت انام بالاسدال، وطوال الوقت صباحا ومساء اجلس وانا ارتدى الاسدال بسبب وجود اشقائه، وبمجرد ان وصل ابنى إلى عمر الستة أشهر فقط وبدأ زوجى ووالدته اعلان رغبتهما فى أن انجب طفلى الثانى، وكل ذلك حتى تتمكن والدته من اخذ ابنى وتربيته خاصة بعد تعلقها البالغ به واصبحت توليها مسئولية كاملة كأنها هي أمه ولست أنا، اعلم ان أعز الولد، ولد الولد، ولكن ليس بهذا المعنى الغريب الذي أراه أمامي. 

وحتى اتخلص من إلحاحهما المستمر على الإنجاب مرة اخرى، وايضا شعورى بالملل من جلوسي الدائم بملابس الخروج أو الحجاب المستمر فى البيت، طلبت من زوجى الخروج للعمل، ووافق بعد وضع شرط بأن أخرج للعمل بجانب منزل والدته بالمعادى، وأن يأخذ كل راتبى للانفاق على البيت، حتى دفع ثمن موقف السيارات الذي كان يترك فيها سيارته عند بيت والدته بالمعادى، فقد اشترط على دفعه بعد خروجى للعمل شهريا وذلك لانه الآن «يركنها» هناك من اجل عملى وليس فقط من اجل بقائنا لدى والدته كالمعتاد.

المهم انى وافقت على أى شروط وضعها مقابل خروجى للعمل، حتى انى حصلت على «شفت» مسائى فى معمل التحاليل الذى خرجت له حتى اترك ابنى «منعم» مع جدته بعد عودتها من عملها صباحا، وكان زوجى فى نهاية كل شهر يحصل على راتبى ويعطينى مصروفا شهريًا، ما يكفى فقط نفقة مواصلاتى واكثر منها جنيهات قليلة ويحاسبنى على كل جنيه أنفقه دون مبالغة منى، لدرجة انه فى اخر مشكلة بيننا تعدى على بالضرب المبرح بسبب «25 جنيها»!

اقرأ أيضًا

من أروقة محاكم الأسرة.. زوجي «البخيل» حرمني من أطفالي بسبب النفقة

تتابع «أمنية» كلامها بأسى قائلة: زاد ارتباطى بحماتى وببيتها أكثر بعد خروجى للعمل بجانب بيتها، لكنى لا انكر انى لم اعترض نهائيًا ورضيت بالوضع، بل كنت احب اشقائه وكانت حماتى لا تشعرنى ببخل زوجى، لكن بدأ زوجى يزداد غضبا وعنفًا فى رغبته بإنجابى طفل آخر وعلمت فيما بعد ان والدته هى السبب فى هذا الإصرار.

وكان تصميمه على الطفل الثانى يزداد حتى انه كان يصطحبنى إلى الطبيب رغمًا عني ويسأله «هى ينفع تخلف تانى دلوقتى وله لا؟» وللاسف قال له الطبيب «ينفع»، وأعلن زوجى ضدى الحرب، مشاكل لا تنتهى واعتداء بالضرب، واتهمنى بالنشوز وعصياني لاوامره، ومنع عنى المال حتى منع نفسه عنى وقضى شهورًا لا يقترب منى حتى بالكلام، واضطريت فى النهاية لأرضخ لطلبه وحملت فى ابنتى «ملك»، وبعد انجابى لها حياتى انقلبت لجحيم أكبر.

ترك لي ابنتي لأنها "مش شبهه"!

تنمر
وتصمت الدكتورة أمنية للحظات، ظهرت خلالها شبه ابتسامة على وجهها سرعان ما سحبتها، ونظرت لي تسألني: «سمعتي عن حد يتنمر ببنته اللي عمرها أيام»؟!، ولأنها لم تكن تنتظر مني إجابة واصلت تقول: اى شيء كان جيد حدث قبل انجابى لها توقف، حتى أنه لم يرض بعمل سبوع لمولودته، وكان يتنمر على ابنته لانها لم تكن شبهه مثل «منعم» ابنى، وكلما كان يقول له احد انها شبهه يعترض صارخًا «لا ديه مش حلوه زينا ديه سمرا وملامحها مش حلوة»، وكانت دائما تردد امه «انتى اثبتى انك بتحبى محمد لما جبتى منعم شبهه إنما فى البنت انتى بطلتى تحبيه»، والعجيب أن زوجى صدق كلام امه وبدأ يكرهنى ويكره ابنته، واخبرنى بضرورة انجاب طفل ثالث بسرعة لتصحيح الوضع.

أرجو مساعدتي في عودة طفلي الغائب منذ عام 

اعترضت بشدة على رغبته وقضيت عامًا من أسوأ سنوات حياتى، بعد ان كنا مقيمين اقامة دائمة لدى والدته اخبرونى بأن أعود بابنتى إلى شقتى بالهرم، واترك لهم «منعم»، لكنى رفضت وعدت بولدي الاثنين، ابني وابنتي، واشتركت لهما فى حضانة بجانب البيت فى الهرم لذهابى الى العمل بالمعادى، وكثيرا ما كنت اعود لأخذ اطفالى افاجأ بأن حماتى ذهبت إلى الحضانة واخذت «منعم» وتركت ابنتى فى الحضانة دون أذنى، حتى العاملين فى الحضانة كانوا فى اشد الدهشه من تصرفاتها.

المشكلة أن حماتى بدأت تتسبب فى الكثير من المتاعب لنا خاصة لابنى، فكان العاملين فى الحضانة يعلقون بأن ابنى تصرفاته عنيفة بسبب دلع جدته فيه أكثر من اللازم؛ حيث يتعدى بالضرب على الاطفال في سنه ويتعامل بغطرسة وتكبر رغم سنه الصغير، حتى عمه وزوجته كانا يشعران بغيره منه لان جدته تعامله بحنان تجعله يتعدى بالضرب على ابناء عمه الصغار ولا أحد يجرؤ من الاقتراب منه، فكان دائمًا عمه يرفض لعبه مع ابنائه، وهو بالطبع ليس ذنب ابنى الصغير لكنه ذنب جدته التى كرهت الناس كلها فيه.

وكلما اعترض على انها اخذته من الحضانة دون علمى، تهاجمنى هى وزوجى الذي يدافع عن تصرفات أمه قائلا: «احمدى ربنا ان امى عايزة تساعدك والمفروض تسمعي كلامها وتنجبى طفل ثالث طالما انها بتساعدك»، وقال لى ايضا، «ماما بتصرف على «منعم» وانتى اشتغلى واصرفى على بنتك «ملك» وانجبى لى طفل ثالث يكون أخ لمنعم شبهى»، وراح يتنمر على البنت ويكره حتى اللعب معها بل وكان يتعلل بالمشاكل ويأخذ ابنى ويذهب إلى بيت والدته بالايام ويتركنى انا وابنتى بمفردنا دون حتى أن يسأل عنا او يترك لنا مالا.

وفى آخر فترة ضربنى أكثر من مرة وزاد الامر عن حده، وكلما اخبره بأني سوف اترك المنزل واذهب إلى بيت والدى، يخبرنى بأن أترك البيت بمفردى دون اصطحابى ابنائى، مما يجعلنى اتراجع عن قرارى، ويبرر ضربه امام الجميع بأنه «يؤدبنى»، واكتشفت ان امه هى التى تحرضه على ذلك عندما ألقت على اللوم امام والدى فى احدى الجلسات بأنى السبب في استفزازى لابنه، رغم انى لم افعل له أي شيء.

حتى انه في آخر مرة ضربنى فيها كاد أن يتسبب فى تشويه وجهى، وعندما ذهبت الى قسم الشرطة تراجعت عن عمل محضر من اجل ابنائى وبالطبع كان ذلك خطأ كبير لانى لم اتمكن من اثبات حقي فيما بعد.

وبعدما وصل بنا الامر إلى طريق مسدود، وحبسني فى الشقة وتركنى بلا اموال او حتى طعام، اتصلت بشقيقي الذى حضر على الفور لاصطحابى إلى بيت ابى بالمنوفية، الغلطة انه اتصل به ليخبره بأنه سيأخذنى وابنائى إلى بيت اسرتى، ورغم انى اخبرته ألا يتصل به، لكنه قال لي بأنه يفعل الصواب والاصول، وطلب منه أن يحضر الى بيت والدى لعمل جلسة هناك، وكانت الكارثه.

بمجرد أن وطأت اقدامنا موقف السيارات التى نستقلها إلى المنوفية فوجئت بسيارة مسرعة بها زوجى ووالدته وعدد من اقاربه، وجذب منى ابنى «منعم» بالقوة ولم اتمكن انا او شقيقى من الاحتفاظ به، واخذه واسرع بالسيارة بينما ترك والدته واقاربه يفتعلون المشكلة امام الناس فى الموقف الذين تدخلوا لفض الخناقة، ورغم صراخى المستمر لكن راحت امه وخالته تطلبان منى الهدوء والذهاب إلى بيت اسرتى ثم حضورهم إلى هناك للصلح واصطحابى إلى منزل الزوجية مرة اخرى.

ولم يكن امامى سوى الذهاب لبيت ابى، وادعى افراد اسرته بأنهم يقفون فى صفى  وسوف يعدون لعمل جلسات للصلح، لكن لم اعلم انهم يقومون بحيلة من اجل تضليلى حتى يقوم هو ووالدته بالاختفاء بابنى بعد أن تركوا شقة المعادى وكذلك الهرم بعد أن اخذ كل منقولاتى واخفاها، وقام بتأجير الشقه بينما عاشوا فى مكان آخر لا اعرف مكانه حتى اللحظة.

أين ابني؟!
وبدموع عينيها تقول «أمنية»:أسرعت إلى محكمة الاسرة بالمنوفية ورفعت دعوى طلاق للضرر، واخرى نفقة زوجية ونفقة صغار، ثم تنازلت عن دعوى نفقة صغير لابنى «منعم» لانه ليس معى واكتفيت بدعوى نفقة لابنتى الصغيرة.

بسبب هروبه المستمر.. عاجزة عن تنفيذ حكم بالنفقة

بينما تقدمت بدعوى ضم صغير «منعم» امام محكمة اسرة الهرم بمحكمة الجيزة، بينما تقدم هو ضدى بدعوى «طاعة» امام محكمة اسرة المعادى على شقة ولدته فى المعادى فما كان مني إلا أن اعترضت على إنذار طاعة.

والكارثة انى اكتشفت أن راتب زوجى مرتفع جدا رغم انه كان بخيلا ويأخذ كل راتبى، فعندما طلبت المحكمة مفردات مرتبه من الشركة التى يعمل بها اكتشفت أن راتبه دون حوافز 10 آلاف جنيه، فصدر لصالحى نفقة زوجية بمبلغ 1800جنيه ونفقة لابنتى 1200 جنيه، كما صدر فى دعوى قائمة المنقولات حكم غيابى بحبسه لعدم تسليم قائمة المنقولات، كل ذلك منذ اكثر من سنه وشهرين منذ اقامة الدعاوى ولم اتمكن من تنفيذ اياها بسبب هروبه المستمر ومراوغته.

كما تم رفض دعوى الطلاق للضرر فى اول درجة، وذلك لان الاسباب التى ابديتها ليس بها اية أدلة، حيث انى اتهمته بالبخل بأنه يتعدى على بالضرب، وللاسف قالت المحكمة؛ بأن الشهود على الضرب هم شهود سمعية فقط أى انهم قالوا بأنهم سمعوا منى فى المشاكل بأنه تعدى علي بالضرب لكنهم لم يروا بأعينهم، أما عن البخل فقد حضر زوجى إلى المحكمة وقدم صور لى معه فى الجونه وشرم الشيخ وادعى بأنه يصطحبنى للسفر فى اكثر من مكان، رغم أن تلك الرحلتين كانتا تبع الشركة التى يعمل بها والغرفه كانت بدون مقابل بل كان يتركنى اسافر فى الاتوبيس بمفردى بينما يسافر هو طيران لان الشركة حجزت له طيران ولا يمكن أن تحجز لى معه، وبالطبع كل كلامى ذهب فى الهواء لانه بلا دليل يذكر.

وندمت اشد الندم لانى لم اذهب لعمل تقرير طبى ومحضر في قسم الشرطة آخر مرة ضربنى فيها، وانا الآن فى انتظار الاستئناف الذى محدد النظر فى جلسته نهاية اكتوبر الجارى، والاكثر عجبًا انه تقدم بدعوى رؤية للصغار امام محكمة اسرة المنوفيه وادعى بأن «منعم» معى وتحايل على القانون بعد أن كشف عليه فى احدى المستشفيات الحكومية القريبة منى فى المنوفية، بينما قدم إيصال المستشفى الى المحكمة كدليل ان ابنى معى، كما قدم دليلا آخر بأنى كنت تقدمت بدعوى نفقة له من قبل، لكنى قدمت بما يفيد انى تنازلت عن الدعوى، وتم شطبها، كما ان تحريات المباحث اثبتت أن الطفل ليس معى لاننا فى قرية صغيرة والجميع يعرف بعضنا ولا يمكن اخفاء الطفل او تغيير مسكننا بسهولة مثلما فعل، وتم رفض دعواه فأقام استئناف على الرؤية وقدم شهودا زور بأن «منعم» ليس معه.

وأنهت «امنية» كلامها بدموع عينيها قائلة: صدقوني لا يهمنى الحصول على نفقة او منقولاتى او اى شيء، كل ما يهمنى أن ارى ابنى، فأنا اموت فى اليوم آلاف المرات اتمنى رؤيته وسماع صوته، فمنذ اكثر من عام وشهرين وانا لم أره ولا اعرف عنه شيئا، اخرج مسرعة مع صباح كل يوم تارة إلى المعادى حيث شقة حماتى وتارة الى الهرم وتارة الى مكان عمل حماتى، لان زوجى ليس له مكان ثابت لانه يسافر كثيرًا بسبب عمله، كما انى ادرك تماما أن ابنى مع جدته وليس والده، أعمل»مخبر سري» طوال عام حتى اعرف مكان ابنى، اقف فى الشارع لساعات حتى انى كنت ارتدى «النقاب» حتى لا يعرفنى احد ويخبرهم أملا فى العثور على ابني بصحبة جدتي أو زوجي، حتى شقيقته الصغرى والتى اقترب عمرها من الثلاث سنوات لا تعرف عن شقيقها شيئا ولم تره، حتى والدها لم يسأل عنها ولو لمرة طوال تلك الفترة وكأنها ليست ابنته، فقد فرق زوجى بين ابنيه بسبب عناده وغطرسته هو ووالدته وحرمونى من ابنى الذى اموت شوقًا لسماع صوته ورؤيته، وأرجو من كل مسئول بيده مساعدتى الوقوف بجانبى لرد الحق لأم مكلومة تتعذب بسبب فراق ابنها.

***

مأساة «امنية» تتشابه مع مئات من الأمهات اللائى فقدن ابسط حقوقهن فى رؤية ورعاية فلذات اكبادهن رغم أن القانون يكفل لهن ذلك الحق، لكن تأبى القلوب القاسية اعطائهن ذلك الحق الذى يكفله لهن القانون والدين قبل اي شيء.