العيب في الأفلام أم لجنة الاختيار؟!.. السينما المصرية محرومة من جنة الأوسكار

«كيرة والجن»
«كيرة والجن»

كتب: عصام عطية

منذ عام 1956 والسينما المصرية تسافر إلى الأوسكار، وتعود بدون جوائز، وهذه المرة لن تذهب من الأساس بأى فيلم، هذه ليست حالة بكاء على السينما المصرية، أو تشاؤمًا حول وضعها ومصيرها، ولكنها الحقيقة الوحيدة أننا أصبحنا ندور فى حلقة مفرغة، وأصبحنا مشغولين بأحوالنا وأفلامنا وإيراداتنا بعيداً عن المقارنة بأي صناعة سينما أخرى.

نقابة المهن السينمائية، أعلنت أن اللجنة المشكلة من قبل النقابة، اجتمعت لاختيار الفيلم المرشح للمشاركة فى مسابقة أوسكار لأفضل فيلم دولى، موضحة أنه بعد مشاهدة اللجنة للأفلام التى ينطبق عليها شروط الترشح انتهــت اللجــنة بأغلبية الأصوات إلى قرار بعدم ترشيح فيلم مصرى لهذا العام.

وكان المخرج مجدى أحمد على، أعلن سحـب فيلمه «2 طلعت حرب»، من قائمة الأفلام المرشحة لتمثيل مصر فى الأوسكار، وذلك اعتراضاً على ما وصفه بمخالفة لجنة الترشيح للوائح والقوانين.

وضمت قائمة الأفلام المرشحة لتمثيل مصر فى الأوسكار 5 أعمال، وهى إلى جانب فيلم المخرج مجدى أحمد على، أفلام «كـيرة والجـن» للمخـرج مـــروان حــامـد، و«الجريمة» لشريف عرفة، و«قمر 14» لهادى الباجورى، و«عقار 19ب» لأحمد عبد الله. 

وقــال المخرج مجدى أحمد على، إن قــرار ضــم فيلم «عقــار 19 ب» للقـائمـة القصيرة، يعد مخالفة وظلماً للأفــلام المنافسة الأخـرى، متابعـاً «أنا لست ضد صناع أى عمل، لكن أعارض مبدأ التحايل نفسه، لأنها أزمة متكررة»، مضيفاً أن ضم هذا الفيلم للقائمة القصيرة، يعود بالأثر الإيجابى على المنتج نفسه، فى تسويق الفيلم ومرحلة ما قبل البيع، مطالباً اللجنة الفنية لاختيار الفيلم المصرى المشارك فى أوسكار، بتقـييم العمـل بعــد العـرض الجماهيرى.

واعتبر أحمد على، أن هناك ممارسات خاطئة تتم داخل اللجنة، وهذه ليست المرة الأولى، بينما تكررت معه من قبل، فى فيلم مولانا، وهو من إخراجه أيضاً، وما يحدث حسب رأيه هو تحايل فج على اللوائح».

خطاب إلى فودة
وكان المخرج مجدى أحمد على، قد وجه خطاباً إلى مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، قبل ساعات، عبر فيسبوك، يروى تفاصيل انسحابه، اعتراضاً منه على ما وصفه بـ«التجاوزات»، وأوضح أن لجنة الأوسكار، كانت تضع شروطاً لاختيار الفيلم الذى يمثل بلد الإنتاج، لعل أبرزها عرض الفيلم جماهيرياً فى دور العرض، حتى جرى التحايل على هذا الشرط قبل سنوات، وتعديله إلى «تقديم المنتج خطابا يفيد بعرض فيلمه قبل الموعد النهائى لعمل اللجنة»، وأوضح أن «هذا التحايل الفج على فكرة العرض الجماهيرى، وضع آنذاك لمصلحة منتج بعينه، واعترضت وقتها»، متابعاً «فوجئت قبل ساعات، باختيار فيلم جديد ضمن القائمة القصيرة للأفلام المرشحة، مستخدماً ذات التحايل، وبالصدفة الفيلم لنفس المنتج»، وتابع «لذلك قررت سحب فيلمى من التصويت من قبل اللجنة الموقرة، ومخاطبة لجنة الأوسكار وإحاطتها بهذه التجاوزات، مع كل التمنيات الطيبة لصُنّاع أى فيلم تختاره اللجنة لتمثيل مصر فى مسابقة الأوسكار الأمريكية».

اقرأ أيضًا

المهن السينمائية تشكر أعضاء لجنة الأوسكار لعدم ترشيح فيلم مصري هذا العام

على «الفيسبوك»!
أندرو محسن، كتب على صفحته الشخصية بفيسبوك: «أنا اتشرفت آخر كام سنة بأن أكون عضواً فى اللجنة اللى بتختار الأفلام المشاركة، وفى أكتر من مرة كنت بشوف أنه من الأفضل عدم إرسال فيلم مصري، لأن الأفلام المعروضة كانت أقل من مستوى إنها تنافس فى الأوسكار، وده لا يعنى بالضرورة إنها أفلام رديئة».

أضاف: «مع المناقشات السنوية فى اللجنة، كانت الأغلبية بتستقر على إرسال فيلم، وبالتالى كنا بنرسل أفضل اختيار ممكن من الأفلام اللى مستوفية للشروط، ومن جوانا عارفين إن الفيلم ده مش هيوصل لحاجة، لكن يبقى اسمنا بعتنا، والمتابع لجوائز الأوسكار، تحديدًا فئة أفضل فيلم دولى «Best International Film» عارف إنها بقالها سنين بتعلن على مرحلتين، القائمة القصيرة، ودى بتضم حوالى 15 فيلماً، والقائمة النهائية وبيكون فيها 5 أفلام إحنا بقى عمرنا حتى ما وصلنا للقائمة القصيرة دي، والسؤال هل كان فيه فيلم ينفع يتبعت هذا العام؟ فى رأيى لا، طبعًا ممكن نبعت من إننا نبقى قدمنا كالعادة وخلاص، بس هنبقى عارفين إنه مش هينفع، حتى كيرة والجن؟..  الكلام على قدرة أو أحقية كيرة والجن بالمنافسة واخد مناحى غريبة شوية. بداية أنا بشوفه فيلم جيد على أقصى تقدير، مش أكتر من كده، ممكن يكون مميز فى بعض عناصره، بس ده مقارنة بالأفلام المصرية، مش بالأفلام بره، وبالتالى هيظل فيلم مناسب للعرض التجارى فقط. الفيلم فيه مشاكل كتير فى السيناريو ورسم الشخصيات لا تخفى على أحد.

وقــال، آخـر نقطة هتكلم عليها هــى الشكل العــام بتــاع الأفــلام اللى بترســل، أو ما يتعلق بخلفيات المشاركة. بعيدًا عن مستوى الأفلام، فيه حملات دعائية كبيرة بتتصرف عشـــان أعضــاء الأكاديـــمية يلتفــتوا للفيلم. وفيه حاجــة كمان مهمــة، إن أغلب - إن لم يكن كل - الأفلام المشاركة لازم تكون متسلط عليها الضوء مسبقًا فى واحد من المهرجانات الكبرى ومحقق جائزة أو أكتر، وده بجانب إنه شهادة بجودة الفيلم فهو برضه جزء من الدعاية، الحقيقة إننا لازم نعترف إننا عندنا مشاكل فى صناعة السينما وعدد الأفلام الجيدة مش قليل، لا ده نادر، وبالتالى لما نرسل فيلم واثقين فيه كل فترة أفضل ما نحتفى بإرسال فيلم وإحنا عارفين إنه مش هيوصل لأى حاجة.

الإجابة.. لا!
ويقول الناقد الفنى أحمد سعد، وهو ضمن لجنة اختيار فيلم الأوسكار، إن من ضمن شروط الأفلام المشاركة فى الأوسكار هى أن يعرض الفيلم فى الفترة ما بين الأول من يناير إلى ثلاثين نوفمبر من السنة نفسها بالسينمات وليس فقط على المنصات وقد عرض فى السينمات هذا العام 18 فيلماً وفيلمان فقط على المنصات واخـــتارت اللجـــنة أفضــل أربـــع أفلام وهى كيرة والجن، وحدث فى٢ وطلعت حــرب، والجريمة، وعقــار 19ب، وذكــر أيضــًا من ضمن الشـــروط أن يكــون قــد دخــل الفيلــم المشـــارك أحـــد المهرجـانات الكــبيرة أو كـــتب عنه نقاد عالميون والسؤال هنا هل المعايير تلك موجودة فى الأفلام المختارة وللأسف الإجابة لا، فمثلاً فيلم الجريمة يواجه العديد من المشاكل فى السيناريو وهذا سبب استبعاده، وفيلم كيرة والجن يخاطب شباك تذاكر السينما المصرية فقط لاغير وفيلم «19 ب» هو أقل فنيًا منهم لأنه عرض على المنصات فقط ولم يعرض فى السينمات، وأصبح الاختيار الوحيد هو فيلم طلعت حرب ولكن لم يعرض فى السينمات وهذا أدى إلى عدم اختيار أى فيلم ليشارك هذا العام وكان هذا قرار اللجنة وأكد أن هذا حق أصيل من حقوقها، وقد أكد أيضا الناقد أحمد سعد أننا لم ندخل قائمة الأفلام القصيرة منذ 60 عاما وأكثر.

الإرسال مستمر!
ويوضح سعد أنه حتى الأفلام التى تم ترشيحها ووصلت الأوسكار، لم يتم قبول أى فيلم منها للاشتراك فى فئة الأفلام بلغة أجنبية، ولا مرة، منذ إضافة الفئة الجديدة فى عام 1956، على الرغم من إرسال مصر 34 فيلما للاشتراك فى فئة المهرجان، حيث بدأت مصر فى تقديم الأفلام للجائزة منذ عام 1958، وكان أول فيلم هو «باب الحديد» للمخرج العبقرى الراحل يوسف شاهين، الذى أصبح أول فيلم أفريقى وعربى يتنافس على الجائزة، ومن بعدها قدمت مصر 34 فيلما، لمسابقة الأوسكار فى فئة الأفلام بلغة أجنبية، لكنها لم تستطع تحقيق ولا ترشيح واحد إلى الآن، كما قل عدد الأفلام المصرية المشاركة فى المنافسة خلال الفترة ما بين عام 1982 إلى عام 2001، حيث تم إرسال 3 أفلام فقط، لكن عادت من جديد مصر فى إرسال الأفلام بشكل منتظم فى عام 2002، وتم إرسال 4 أفلام للمخرج العبقرى الراحل يوسف شاهين، وهى «باب الحديد»، «إسكندرية.. ليه؟»، «إسكندرية كمان وكمان»، وآخرها «المصير»، وكانت مصر أرسلت فيلم «ورد مسموم»، للمخرج فوزى صالح، وأيضا لم يتم ترشيحه.