«بسمة» .. نجمة رفضت العالمية

الفنانة بسمة
الفنانة بسمة

مايسة أحمد

حققت نجاحات سريعة عبر مجموعة من الأدوار الاجتماعية والرومانسية والكوميدية، وتنبأ لها كثيرون بأن تكون من نجمات الصف الأول، إلا أنها اختفت فجأة وبشكل غامض، مما أدى إلى ابتعاد الأضواء عنها نسبيا.. إنها الفنانة بسمة، التي عاشت حياة مليئة بالتحديات والصدمات، فهل تصدق أنها تعرضت للاختطاف، وأنه تم إيقاف سيارتها ورفع الرشاش الآلي في وجهها، كما احتجزت مع الخاطفين في سيارتها لمدة نصف ساعه قبل أن يتم إلقائها على الطريق الدائري.

بسمة رغم أنه يشاع عنها أنها شخصية حالمة تتسم بالهدوء، لكنها لديها من الجرأة ما تواجه به كل خطأ بكل شجاعة دون أن تخاف، فقد أعلنت من قبل أنها تعرضت مرتين للتحرش الجماعي، كل هذه المواقف لا تنساها أبدا، ووصفتها بالتجارب القاسية، لكن بعد فترة عندما تتذكرها تنظر لها بشكل مختلف حتى تتعلم منها.

شخصية غير اجتماعية

بسمة تغيبت عن الساحة الفنية عدة مرات، أقربها كان عام 2019، وقالت عن السبب الحقيقي وراء اختفائها: “ابتعدت عن الأضواء برغبتي الشخصية، لأني استشعرت صعوبة التواصل مع الجمهور لأنه في كثير من الأحيان يُساء فهمي، أما غيابي عن الساحة الفنية فكان بسبب ولادتي وسفري إلى الخارج”.

واعترفت بسمة بأنها شخصية غير اجتماعية، على عكس الفنانين الذين يملكون القدرة على التحكم في إعطاء جمهورهم مساحة معينة في حياتهم الشخصية، ونفت ما تردد عن الاختفاء بسبب اتخاذها موقف ضد الإعلام والإعلاميين، مؤكدة أن حياتها اختلفت كثيرا بعد الإنجاب، لذلك تحرص على أن تحظى حياتها الخاصة بالقدر الأكبر من الاهتمام، حتى لا تتهم نفسها في يوم من الأيام بالتقصير.

ابنتها أم العالمية

القدر وضع بسمة بين خيارين لا ثالث لهما، قائلة: “شاركت في المسلسل الأميركي (Tyrant)، وحققت نجاحا كبيرا في أول تجاربي العالمية التي نالت إعجاب فريق العمل والجمهور، وكنت أيضا أتابع الدراسة في مدينة نيويورك، لكن طوال الوقت كانت نادية ابنتي في مقدمة أولوياتي واختياراتي”.

وتحكي عن مدى حبها وخوفها على ابنتها، التي دفعتها للرجوع إلى مصر والتخلي عن حلم العالمية، وأضافت: “أمضيت 3 أشهر في بودابست بالمجر من أجل التصوير، لكن وضعي كأم لطفلة في عمر صغير، لا يسمح لي أن أواصل ذلك، كان الأمر صعبا للغاية”.

لنعود سنوات للوراء لنتعرف أكثر على نشأة بسمة، فهي درست بمدرسة فرنسية، ثم التحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة، وعملت مذيعة في قناة “النيل للمنوعات” لمدة عامين، وعادت بعد دخولها الفن للعمل في الإعلام من خلال شاشة قنوات “دريم” الفضائية..

والدتها هي الباحثة الحقوقية نولة درويش، وجدها لوالدتها هو يوسف درويش، واحد من أهم مؤسسي الحركة الشيوعية في مصر، ومؤسس الحزب الشيوعي.

إنطلاقة فنية وسياسية

بدأت بسمة حياتها الفنية في نهاية التسعينيات، وكانت انطلاقتها عام 2000، من خلال فيلمي “المدينة” مع يسري نصر الله، و”الناظر” مع شريف عرفة، انطلقت بعدها بسمة بقوة وقدمت عدة أعمال بين الدراما والسينما، أشهرها: “أميرة في عابدين، النعامة والطاووس، حريم كريم، ليلة سقوط بغداد، لعبة الحب، مرجان أحمد مرجان، زي النهارده، رسائل البحر، قصة حب، واحد صحيح”.

وفى عام 2011 عندما كانت ثورة يناير في أوجها، ظهرت بسمة خلال العمل العام، مما كان مفاجأة للكثيرين، وفي إحدى الجرائد الخاصة جمعت الصدفة بينها وبين السياسي عمرو حمزاوي في لقاء صحفي عابر مع المهتمين بالشأن السياسي، وكان ذلك متزامنا مع عيد الحب 14 فبراير 2011، عقب التنحي، وبينما كانت الساحة السياسية على أشدها.

رغم عدم معرفة حمزاوي بها في أول اللقاء، جذبه إليها سؤالا حادا مباشرا وجهته بسمة إليه خلال ندوة، ثم تعارفا وتبادلا الأراء وأرقام الهواتف، وبدءا في الظهور مع الأهل والأصدقاء في المناطق العامة.

حادثة

تعتبر حادثة ميدان طلعت حرب نقطة التحول في علاقة حمزاوي ببسمة، حينما التف حولهما كم كبير من البشر وبدأوا في التعدي على بسمة، وتبلورت قصة الحب وبدأت تأخذ الشكل الرسمي بعد 5 أيام من وقوع الحادثة، حيث جلس حمزاوي برفقة بسمة في النيابة تستمع لأقوالهما كمجني عليهما، في ميدان طلعت حرب، وهناك قرر كتابة مقال بعنوان “أشك”، اعترف فيه بحبه لـ”سيدة قلبه” بسمة، وبالفعل تم الزواج الذى أثمر عن الطفلة نادية، وشاركت بسمة عام 2013 في مسلسل “الداعية” مع هاني سلامة، لكنها اختفت بعدها لفترة وسافرت أمريكا وبرلين مع زوجها حمزاوي، وابتعدت بسمة عن المجال الفني لما يقرب الخمس سنوات.

جعانة تمثيل

بعدما بدأت ابنتهما تتخطى سنوات عمرها الأولى، قررت بسمة العودة إلى مصر، وقالت أنها تريد أن تنشأ ابنتها في مصر وتتعرف على الصعيد حيث نشأ والدها، بل أقرت بأنها اتفقت مع زوجها على ذلك، وأن تكون الزيارات له كل حين حتى لا تنقطع عنه الطفلة الصغيرة نادية.

وعادت بالفعل عام 2017 وقالت بسمة إنها “جعانة تمثيل”، وتريد العودة بشدة للساحة الفنية، فشاركت في مسلسل “اختفاء” مع نيللي كريم الذي عرض في 2018، وكذلك فيلم “رأس السنة” الذي شاركت في بطولته مع الأردني إياد نصار وإنجي المقدم وشيرين رضا، من تأليف محمد حفظي وإخراج محمد صقر.

وفجأة، وفي مارس 2019 ظهرت بسمة بدون خاتم الزواج، لتعلن انفصالها عن زوجها دون أن تكشف عن الأسباب.

شاركت بسمة بعدها في فيلمي “ماكو”، وكذلك فيلم “بعلم الوصول”، الذي عرض بعدة مهرجانات، من بينها مهرجان “تورنتو”.

وظهرت نادية ابنة بسمة في أول ظهور لها بعد انفصالها عن زوجها، في فيديو للإعلامية بوسي شلبي، التي كانت تصور الفنانين خلال وجودهم بالمطار للسفر إلى الجونة، لحضور المهرجان في دورته الثالثة، وظهرت بسمة في الفيديو وهي تطالب بوسي بعدم إظهار ابنتها، وحاولت إخفاءها، وفي حوار لها، قالت بسمة إنها تعلم ابنتها الصدق والاتساق مع ذاتها، والابتعاد عن التزييف والكذب، وأضافت أن الأمومة غيرت فيها كل شيء، وجعلتها إنسانة مسئولة، وأصبح كل شيء بموعد ولديها إلتزامات.

أقرأ أيضأl  مصطفى قمر ونجله تيام يستعدان لفيلم «أولاد حريم كريم»