أوضحت دراسة جديدة إلى أن تلف الأعصاب هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لمرض السكري من النوع 2 وقد يبدأ في العين قبل وقت طويل من تشخيص الحالة.
و استخدم العلماء في هذه الدراسة ، الاعتلال العصبي ، أو تلف الأعصاب ، في قرنية العين كبديل لتلف الأعصاب في جميع أنحاء الجسم، وذلك حسب ما ذكره موقع «upi».
و شملت الدراسة ما يقرب من 3500 شخص - 21 ٪ يعانون من مرض السكري من النوع 2 ، و 15 ٪ يعانون من مقدمات السكري و 64 ٪ بدون أي حالة - وفحص الباحثون أعصاب القرنية في المجموعات الثلاث.
وجد الباحثون أن مقدار الضرر الذي يلحق بأعصاب القرنية يرتفع جنبًا إلى جنب مع مقدار ضعف أيض الجلوكوز .
و اضافت الدراسة ان الأشخاص المصابون بمقدمات داء السكري يعانون من تلف في أعصاب القرنية بنسبة 8٪ أعلى من أولئك الذين لا يعانون من مرض السكري.
وأظهرت النتائج في الوقت نفسه ، أن مرضى السكري يعانون من تلف في أعصاب القرنية بنسبة 8 ٪ أعلى من أولئك الذين يعانون من مقدمات السكري و 14 ٪ أعلى من أولئك الذين لا يعانون من أي حالة.
كما ارتفع تلف الأعصاب مع ارتفاع مستويات السكر في الدم ومع طول الفترة الزمنية التي يعاني فيها الشخص من مرض السكري، وشمل ذلك ارتفاع مستويات HbA1c (متوسط مستوى السكر في الدم على مدى عدة أشهر) ، ومستويات السكر في الدم بعد ساعتين من تناول الوجبة.
ومن جانبها قالت الدكتورة سارة مختار ، من قسم الطب الباطني في المركز الطبي بجامعة ماستريخت في هولندا: "نعلم من دراسات أخرى أن الأمر يستغرق عادة من ثلاث إلى خمس سنوات للتقدم من مقدمات السكري إلى النوع الثاني من السكري. وتشير نتائجنا ، من أول دراسة من نوعها ، إلى أن المستويات المرتفعة من السكر في الدم يمكن أن تبدأ في إتلاف أعصاب القرنية قبل وقت طويل من الإصابة بمرض السكري 2".
وأضافت: "من السهل نسبيًا قياس تلف الأعصاب في القرنية ويوفر نافذة لتلف الأعصاب في أي مكان آخر من الجسم، وإذا تمكنا من اكتشاف تلف الأعصاب مبكرًا ، فقد نتمكن من تأخيره أو منعه والمشكلات التي يسببها ، وهكذا يحسن نوعية الحياة بشكل كبير ".
في حين أن الاعتلال العصبي يمكن أن يسبب كل شيء من جفاف العين إلى فقدان البصر في العين ، إلا أنه يمكن أن يسبب أيضًا ألمًا وتنميلًا في الساقين والقدمين واليدين. يمكن أن يؤدي مرض السكري أيضًا إلى حدوث مشاكل في العضلات والأعضاء.
تم عرض النتائج هذا الأسبوع في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري ، في ستوكهولم، وتعتبر النتائج المقدمة في الاجتماعات الطبية أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.
وأضاف مختار في بيان صحفي أنه ستكون هناك حاجة لمزيد من البحث لإثبات أن ارتفاع مستوى الجلوكوز هو سبب الضرر وما إذا كان التحكم المبكر في نسبة السكر في الدم قد يؤخره أو يمنعه.
