موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بشأن قصف مناطق جنوب أوكرانيا

قصف مناطق جنوب أوكرانيا
قصف مناطق جنوب أوكرانيا

تبادلت أوكرانيا وروسيا اليوم الأحد 25 سبتمبر، الاتهامات بشأن هجمات على مدنيين في جنوب أوكرانيا بينما سعت موسكو للدفاع عن موقفها في الحرب الدائرة منذ سبعة أشهر رغم تحركها صوب تصعيد الصراع وتنفيذ ضم محتمل في الشرق والجنوب للمناطق التي سيطرت عليها قواتها.

وتقول أوكرانيا والدول الغربية إن الاستفتاءات على ضم تلك المناطق لروسيا باطلة وتهدف لتبرير الضم وتصعيد العمليات القتالية بعد قرار باستدعاء جزئي لقوات الاحتياط إثر خسائر تكبدتها موسكو مؤخرا في أرض المعركة.

اقرأ أيضًا: اليوم الثالث على التوالي استمرار استفتاء الانضمام لروسيا 

وألقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ووسائل الإعلام العالمية أمس السبت وصور المعارضة للهجوم الروسي على أوكرانيا على أنها مقتصرة على الولايات المتحدة والدول التي تدور في فلكها.

لكن ما يقرب من ثلاثة أرباع الدول في الجمعية العامة صوتت لتوبيخ روسيا ومطالبتها بسحب قواتها بعد فترة وجيزة من بدء الغزو في 24 فبراير، وتصف روسيا غزو أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة".

وخلفت الحملة العسكرية الروسية عشرات الآلاف من القتلى وتركت مدنا أوكرانية حطاما وتسببت في أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.
وقال الجيش الأوكراني في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد إن القوات الروسية شنت عشرات الهجمات الصاروخية والغارات الجوية على

أهداف عسكرية ومدنية من بينها 35 تجمعا سكنيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضاف الجيش الأوكراني أن روسيا استخدمت طائرات مسيرة للهجوم على وسط مدينة أوديسا جنوب البلاد. ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت فندقا في مدينة خيرسون مما أسفر عن مقتل

شخصين. واحتلت القوات الروسية المدينة الجنوبية منذ الأيام الأولى للغزو.

ولم يرد تعليق بعد من أوكرانيا على الأمر.

ولم يتسن لرويترز التحقق من رواية أي من الطرفين.

وتم ترتيب إجراء استفتاءات على الانضمام لروسيا على عجل بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد في هجوم مضاد هذا الشهر.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن سكان بعض المناطق المحتلة منعوا من الخروج منها لحين انتهاء التصويت على مدى أربعة أيام وأضافوا أن جماعات مسلحة تدخل للمنازل وتم تهديد موظفين بالفصل إذا لم يشاركوا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن تلك الاستفتاءات ستلقى ما وصفها بأنها "إدانة صريحة" من العالم، هي والتعبئة التي بدأتها روسيا هذا الأسبوع بما في ذلك في شبه جزيرة القرم والمناطق الأخرى من أوكرانيا التي تحتلها روسيا.

وتصر موسكو على أن الاستفتاءات تقدم فرصة لسكان تلك المناطق للتعبير عن رأيهم.

 غير مقبولة

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي بعد خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن المناطق التي تجري

فيها استفتاءات بأوكرانيا ستصبح تحت "الحماية الكاملة" لروسيا في حال ضمها.

وردا على سؤال عما إذا كان لدى روسيا مبررات لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن المناطق التي ضمتها من أوكرانيا، قال

لافروف إن الأراضي الروسية، بما في ذلك الأراضي "التي سترد لاحقا" في الدستور الروسي، "تخضع لحماية الدولة بشكل كامل".

وقال إن "جميع قوانين ومبادئ ومفاهيم واستراتيجيات روسيا الاتحادية تسري على جميع أراضيها" مشيرا أيضا على وجه التحديد إلى مبدأ روسيا بشأن استخدام الأسلحة النووية.

وقالت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى إنها لن تعترف بنتائج التصويت.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في ساعة مبكرة من صباح الأحد  إن تصريحات الكرملين بشأن احتمال استخدام الأسلحة النووية "غير مقبولة على الإطلاق" وإن كييف لن تستسلم لها.

وقال كوليبا "نحن ندعو جميع القوى النووية للتحدث علنا الآن وأن توضح لروسيا أن مثل هذه اللهجة تعرض العالم للخطر ولن يتم التغاضي عنها".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو على تويتر إن كييف طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الاستفتاءات واتهم روسيا بانتهاك ميثاق الأمم المتحد من خلال محاولة تغيير الحدود الأوكرانية.

وأمر بوتين يوم الأربعاء بأول تعبئة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية مما دفع بعض الروس إلى محاولة الخروج من البلاد عبر الحدود والمعابر.

ولدى سؤال لافروف عن ذلك يوم السبت أشار إلى أن حق الحرية في التنقل مكفول.

وذكرت المخابرات العسكرية البريطانية أن سياسيين قوميين روسا دعوا إلى تعزيز قوات الحرس الوطني بموجب أمر التعبئة فيما بدا أنه مؤشر جديد على الضغوط التي تواجهها القوات الروسية.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية في إفادة "نظرا لضرورة قمع المعارضة الداخلية المتنامية في روسيا، إضافة لمهام العمليات في أوكرانيا، من المرجح بشدة أن تتعرض روسجفارديا لضغوط كبيرة" في إشارة لقوة الحرس الوطني التي تتلقى أوامرها مباشرة من بوتين وتشكلت عام 2016 لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.