بعد 29 عاماً على رحيله.. ماذا تبقى من بليغ حمـدى؟

بليغ حمدى
بليغ حمدى

عصـام عـطــية

29 عاما مرت على رحيل بليغ حمدى، الملحن الذى أمتعنا بأجمل الألحان، وغيّر وجه الموسيقى المصرية، وأدخل الآلات الغربية على الموسيقى الشرقية، بليغ الذى غنت له سيدة الغناء العربى اسيرة الحبب، وعندما علمت أنها رسالة إلى اوردةب الجزائرية، قالت له اأنت عاملنى كوبرى يا بليغ، كل عام نحاول جاهدين أن نبرز ملامح من شخصيته ونضع خطوطاً تحت محطات من حياته الفنية التى وهب فيها للموسيقى الكثير والكثير.

ليس هناك جديد فى حياة بليغ، لكن المعروف تاريخياً أن بليغ جمع بين محبة الجمهور بكل طبقاته من الفلاح البسيط إلى الملوك والرؤساء واستطاع أن يطوع النغمات كما يريد ويجعل مفعولها كمفعول السحر، وقد كانت فى حياة بليغ حمدى الكثير من المحطات العاطفية التى كان لها تأثير كبير على فنه فمر بها بحالات من الحب والهجر والشوق والشجن والفوضى والألم وقد كان يستطيع دائما أن يعبر عن ذلك فى ألحانه العبقرية، كان بليغ حمدى يتعايش ويعيش حالة شجن ومحاكاة لألحانه مما جعل ألحانه تتجدد وترتسم بصوره متجددة دائما.

الملحن حلمى بكر، قال إن بليغ إحدى القامات العظيمة فى تاريخ الفن المصرى وحظى بشهرة لم يحظ بها الكثيرون ومع ذلك لم يتلق أى تقدير مناسب فى حياته أو بعد وفاته، وأنه لم ير مواطناً يعشق بلده مثل بليغ حمدى، ويتمنى أن يكون لدى الجمهور ذاكرة لمثل هؤلاء العظماء أمثال بليغ حمدى.

أما الموسيقار رضا رجب، فقال: نحن نعيش على تراث بليغ، فهو عبقرى الموسيقى، واذا كان محمد عبد الوهاب هو موسيقار الأجيال فبليغ حمدى هو الوحيد الذى يمكن أن ينافس عبد الوهاب لأنه نقل الموسيقى إلى جزئية أخرى، فهو امتداد للعظيم سيد درويش، وكل الملحنين الآخرين نهلوا من قيم وموسيقى بليغ حمدي، فقد كان له فضل كبير فى اكتشاف العديد من الأصوات مثل عفاف راضي، وكان له رأى فيها أنها يمكن أن تكون امتداداً لفيروز ولكن ذلك لم يحدث.

وعن حياته الشخصية، قال رجب إنه كان صاحب شخصية متواضعة وكريماً لأقصى درجة ممكنة، وكان يحب الناس البسطاء، وكان معتادا على أن يأخذ رأى مساعدى المنزل وحارس العقار فى أى لحن جديد له، وأتمنى أن يلقى التقدير الذى يتناسب مع عظم مشواره وعبقريته الفنية.

الملحن هانى شنودة، أكد أن لكل ملحن أزمنة مختلفة ومراحل متعددة وكل مرحلة تختلف عما قبلها، ولكن مراحل بليغ حمدى جميعها أعجبت الناس، وأنه كان شخصية شديدة الذكاء الفني، وبالحديث عن مراحله الفنية المختلفة سواء مع أم كلثوم أو عبد الحليم أو وردة فجميعها وصلت لنضج فنى لم يصل له أحد من قبل، وتحديداً مرحلته مع محمد رشدي، كانت مرحلة تستحق أن يرفع لها القبعة.

الموسيقار خالد الكمار، قال إن بليغ حمدى يعتبر من أكثر الملحنين الذين مازالت أعمالهم حية فى أذهان الجميع، فمثلا من أشهر أغانى أم كلثوم يوجد ما لا يقل عن ٤ أغانٍ نستمع إليها بشكل متكرر من ألحان بليغ، وعن أغانيه الوطنية، قال: ابليغ من أعظم من قدم أغانى وطنيةب.

وقالت الفنانة القديرة نجوى فؤاد، إنه لا يوجد اثنان يختلفان على بليغ حمدى وألحانه، مضيفة: اجمعتنى به العديد من الذكريات الجميلة، ففى نفس اليوم الذى تم عقد قرانى فيه إلى المخرج الاستعراضى كمال نعيم تم عقد قران بليغ حمدى ووردة على يد نفس المأذونب.

وأضافت: اأكثر ما ألوم نفسى عليه أننى تلقيت اتصالاً من بليغ حمدى قبل وفاته بأسبوع وطلب منى أن أزوره، لكننى تأخرتب، مؤكدة أن بليغ رجل وملحن وشخص لن يكرره الزمن مرة أخرى.

 

أقرأ أيضأ l كنوز| عتاب رقيق للأم التى لم تكرم ابنها!