خطر التغيرات المناخية يهدد 48 مدينة ساحلية بالغرق خلال السنوات المقبلة

 إعصار "نانمادول"
إعصار "نانمادول"

تسبب إعصار "تالاس" الاستوائي الذي ضرب اليابان، إلى حدوث انهيارات أرضية وتوقف قطارات ومصرع مواطنين، وفاضت الأنهار في مدينة «هاماماتسو بشيزوكا»، وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي سيارات تخوض في شوارع مائية، حيث تُعد هذه العاصفة هي الأحدث التي تضرب اليابان بعد أن تسببت أعاصير في سقوط العديد من القتلى والأضرار الجسيمة.

وتمر اليابان حالياً بموسم الأعاصير السنوي وتتعرّض لنحو 20 عاصفة ترافقها أمطار غزيرة وفيضانات وانزلاقات أرضية، حيث يتسبب التغيرات المناخ في ازدياد شدة العواصف ودرجات الحرارة والفيضانات.

ويعد إعصار "تالاس" آخر إعصار ضرب اليابان فمنذ قرابة أسبوع ضرب إعصار "نانمادول" منطقة كاغوشيما، وتسبب في هبوب رياح تصل سرعتها إلى 270 كلم في الساعة، وتم تصنيفه على أنه عاصفة عنيفة، وهو أعلى مستوى على مقياس الهيئة.

وأسفر إعصار "نانمادول" عن تدمير المنازل وتعطيل النقل والأعمال، ويعادل هذا الإعصار إعصارا من الفئة الرابعة أو الخامسة، حيث يتنبأ العلماء بموسم أعاصير نشط هذا العام، بسبب ظاهرة تُعرف باسم "لا نينا".

ونشرت دراسة حديثة في مجلة «Nature Sustainability» توصل إليها فريق من الباحثين في جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، تشير إلى إن أجزاء من 48 مدينة ساحلية كبرى باتت تغرق بشكل أسرع نتيجة لارتفاع مستوى البحر الناتج عن الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ذوبان الجليد في جميع أنحاء العالم.

وتعد زيادة مستويات سطح البحر مصدر خطر على الكثير من مدن التي تقع على أطراف السواحل المائية، ولكن وفق الدراسة تواجه الدول أيضًا مشكلة أخرى تتمثل في هبوط الأرض، حيث تغرق الأرض بسبب إزالة المياه الجوفية أو الغاز وانضغاط الأرض من الوزن الهائل للمباني الموجودة فوقها.

وهذه الظاهرة تسبب في غرق الأرض بمعدلات يمكن أن تتجاوز عشرات المليمترات في السنة، فالعديد من المناطق الساحلية التي تشهد أسرع معدلات هبوط الأراضي هي مدن رئيسية مبنية على دلتا أنهار مسطحة منخفضة الارتفاع.

وكان معدل الغرق لمدينة «هو تشي مينه» الفيتنامية،  16.2 ملم لكل سنة، حسبما توصلت الدراسة، بينما مدينة «ريو دي جانيرو» البرازيلية، ووجدوا أن ما يقرب من 2 كيلومتر مربع من الأرض داخل حدود المدينة ستكون تحت الماء بحلول عام 2030 إذا لم يتم اتخاذ تدابير لكبح ارتفاع البحر.

وتواجه جزر المالديف خطر الغرق عند ارتفاع مستوى سطح البحر، فارتفاع مستوى سطح البحر 45 سنتيمتر فقط سيؤدي إلى غرق نحو 77% من مساحة جزر المالديف. فيما تعد جزيرة «كيريباتي»، صغيرة والتي تقع في قلب المحيط من الدول المعرضة لأن تفقد ثلثي أراضيها في حال ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد.

وتواجه المناطق الساحلية من الصين خطرًا كبيرًا فمن المحتمل أن يتأثر أغلب سكانها بارتفاع مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى بنغلادش من البلدان التي تواجه خطر الغرق والاختفاء نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر، وتعد الهند أيضًا من الدول الكبيرة المعرضة لمواجهة خطر غرق واختفاء الأجزاء الساحلية منها مهددةً، بينما تعد العاصمة الإندونيسية «جاكرتا» أسرع مدينة غارقة في العالم.

اقرأ أيضاً: أثر التغيرات المناخية على الطبقات الأكثر احتياجا.. دراسات تثير مخاوف عالمية