علماء الدين: تردي الأخلاق السبب الرئيسي في انتشار الجرائم بكافة أنواعها

أحمد كريمة - سامى العساله - سيد زايد - خالد الجندي - إبراهيم رضا
أحمد كريمة - سامى العساله - سيد زايد - خالد الجندي - إبراهيم رضا

أكد علماء الدين والأزهر أن حملة أخلاقنا جميلة هى فرصه رائعه لمعالجة ما أصاب المجتمع المصرى من خلل وهى بداية يجب أن نستثمرها جيدا لدحض كل ما هو خبيث وفاسد وغير أخلاقى أضر بالمجتمع المصرى خلال الفترة السابقة واضافوا ان الحملة جاءت فى وقتها الصحيح خاصة بعد انحرافات عدة فى السلوك المجتمعى أضرت بالمجتمع ككثرة حوادث القتل والكذب وغيرها من الأفعال السلبية التى أفسدت المجتمع ..

وأوضحوا أن جوهر الدين الإسلامى هو مكارم الأخلاق وأن الرسول الكريم له أحاديث كثيرة تؤكد أن الأخلاق هى أساس نجاح المجتمعات، وأشاروا إلى أن نجاح المجتمعات يبنى بالأساس بقوة الأخلاق واحترام القوانين والآخر والأهم أن فطرة الإنسان هى الأخلاق.

«الأخبار» فى السطور القادمة رصدت آراء بعض خبراء الدين والأزهر واستطلعت رأيهم عن حملة أخلاقنا جميلة وكيف يتم استثمارها.

 فى البدية يقول، أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه يؤيد الحملة بكل ما أوتى من قوة خاصة أن هذه الحملة هى فرصة ذهبية لمعالجة ما أصاب المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعى التى تسببت فى اختراق سلوكيات المجتمع جراء التقليد الأعمى لمثل هذه السلوكيات والتى تتناقض مع جوهر الدين الإسلامي.

ويشير إلى أن جوهر الدين الاسلامى هو مكارم الأخلاق وهناك الكثير من الشواهد التى تؤكد ذلك من آيات قرانية وأحاديث نبوية شريفة مثل قول الله تعالى فى وصف سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» بالإضافة إلى أحاديث الرسول الكريم التى تدعو إلى الأخلاق كقوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وأيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم منى مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ، وأبعدكم منى يوم القيامة، الثرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون)).

ويوضح أن تردى الأخلاق هو السبب الرئيسى فى انتشار الجرائم بكافة أنواعها وأيضا المتهم الرئيسى فى الجرأة على الإقدام على هذه الجرائم وفعلها بأشنع الطرق والكارثه الاكبر عدم الاكتفاء بفعل الجرم بل بل أيضا الترويج له والتفاخر به.

ويرى كريمة أنه لكى تؤتى هذه الحملة ثمارها لابد من من إيجاد منظومة متكاملة يتواجد بها علماء للدعوة الإسلامية من الأزهر الشريف وأيضا رعاة من الكنائس بالإضافة إلى علماء الاجتماع لرصد الظواهر السلبية ومن ثم عمل ورشة علمية جادة لوضع خطط عملية تتناسب مع الواقع لمعالجة الظواهر السلبيه التى أصابت المجتمع.

ويطالب كريمة الإعلام الدينى والعام بضرورة التوحد خلف هذه الحملة ودعمها بكل ما اوتوا من قوه والأهم التخلص من المذهبية والطائفية فى الفكر والأهم إبراز كل ما هو إيجابى ودحض كل ما هو سلبى وعدم الترويج له.

فرصة ذهبية

ويؤكد الشيخ سامى العساله، أحد علماء الأزهر الشريف، أن أى عمل يدعو لعودة مكارم الأخلاق والفطرة الكريمة وأساسياتها من احترام الآخر ودعم الصغير قبل الكبير وعدم الكذب وكل ما يدعو للخلق الحسن والعمل المحمود يجب ان يتم دعمه بكل قوة.

ويضيف: إن هذه الحملة خطوة عظيمة كنا نحتاج إليها ويجب أن تلقى الكثير من الدعم لتأتى بمفعولها وأثرها الإيجابى على المواطنين لأننا فى الوقت الحالى نعانى من أزمة حقيقة فى مكارم الأخلاق وطفت على المجتمع ظواهر سلبية كثيرة نحتاج لمثل هذه النوعية من الحملات لمواجهتها بشراسة.

ويوضح أنه علينا أن نقتدى بالرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى مكارم الأخلاق وكيف أنه كان ولازال هو المثال الأعظم فى الاخلاق بداية من معاملته الحسنة وعدله وعدم الكذب والكثير الكثير من محاسن الاخلاق التى كان يحرص على ان تكون أساس كل تعاملاته.

ويشير إلى أنه يجب علينا أيضا توعية المواطنين بالاهتمام بأبواب العبادات خلال الحياة وألا تلهيهم مشاغل الحياة عن عبادة الله والذى يبتعد عن الله فهو يفقد الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة مع أخوته فى المجتمع والدين هو المعاملة والأخلاق وكما وصانا الرسول بالمعاملة الحسنة والأخلاق الحميدة.

لهو الحياة

ويؤكد الشيخ سيد زايد، أحد علماء الأزهر الشريف: أن هذه الحملة أتت فى الموعد والتوقيت السليم الذى كنا نحتاجه خاصة اننا فى الوقت الحالى نعانى ظواهر سلبية كبيرة وغياب كبير للأخلاق الحميدة والمعاملة الحسنة.

ويشير إلى أن هذه الحملة هى خطوة هامة لترجمة رسالة الإسلام القائمة على الأخلاق، فالدين هو المعاملة وحسن الخلق والدليل على ذلك وصف القرآن الكريم الرسول الكريم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومدحه بمكارم الأخلاق بقول الله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم».

ويوضح زايد أننا أمام كارثة كبيرة وظواهر سلبية كبيرة ككثرة حالات الطلاق والخلع والبعد عن الأخلاق والجرائم والقتل والكذب الذى أصبح جهارا نهارا فى الشوارع ناهيك على الألفاظ النابية التى أصبحت على ألسن الجميع إلا مَن رحم الله. 

وشدد زايد على أنه علينا أن نتكاتف مع هذه الحملة بكل ما أوتينا من قوة لأننا نحتاج بقوة لأن تعود الأخلاقيات لخلق مجتمع صحى قائم على الأخلاق النبيلة والقيم البناءة والأهم أنه يجب على المواطنين والأسر الاهتمام بأبنائهم أكثر وتعليمهم من الصغر محاسن الأخلاق وألا تلهيهم الحياة ومشاغل المجتمع عن تربية أولادهم.

ويختتم زايد حديثه قائلا: «نأمل أن يستفيد الشعب المصرى من هذه الحملة الطيبة التى جاءت فى وقت مهم كان يحتاجه المواطنون للاستفاقة من لهو الحياة».
 القيم الإنسانية

ويؤكد خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن حملة «أخلاقنا جميلة» جاءت فى الوقت المناسب وأن هذه الحملة خطوة عظيمة كنا نحتاجها بقوة ويضيف أنه لا يخفى على أحد أننا فى حاجة شديدة فى هذا التوقيت إلى من يذكرنا بـ»الأخلاق الطيبة وحسن التعامل بين المواطنين وعودة القيم الإنسانية والأخلاقية بين أفراد المجتمع. 

ويشير إلى أنه يجب على كافة الاطياف الاعلاميه الاتحاد دعما لهذه الحملة لدعمها وبث ما هو مطلوب من المجتمع فى هذه المرحلة العصيبة التى تمزقت فيها أواصر الأخوة بين الجميع وانتشر فيها التطاول من بعض الناس الذين يتسترون بأسماء مصطنعة وصفات مزيفة لمحاولة بث بذور الفرقة فى المجتمع و محاولة نشر الفتن بين أطياف الشعب الواحد و وتدمير كل ما يتعلق بهذا الوطن من ثوابت يقينية فى الدين والخلق والأسرة والأطياف المختلفة.

واستكمل قائلا: «إنه يشيد بهذه الحملة وسيكون أول المنضمين لها، فالدين الإسلامى يدعونا إلى ذلك وهناك الكثير من الآيات القرآنية التى تؤكد أنه يجب على الجميع السعى لنشر الأخلاق وتذكرتهم بها كقول الله تعالى «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» وأيضا قول الله تعالى «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ»، ويوضح أننا نحتاج لبث روح الخير بيننا مرة أخرى وأن نسعى فى التقريب بين الناس وأيضا الدعوة للتماسك بين الأفراد والأهم ضرورة نشر الكلمة الطيبة على القلوب والبشاشة.

نشر الوعي

ويؤكد إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر الشريف: أن أى خطوة للسعى وراء نشر الوعى بالأخلاق خطوة محمودة ويجب على الجميع دعمها ولكننا نحتاج إلى أكثر من حملة حتى نضمن نجاح هذه الحملات.

ويوضح أن عودة القيم والأخلاق لمجتمعنا مرة أخرى يحتاج إلى عمل جاد يتشارك به الجميع كـ»المدارس، والجامعات، النوادي، والمؤسسات الثقافية» والعمل فى أكثر من اتجاه تتبناه الدولة خاصة أن منظومة القيم ضعيفة فى مجتمعنا.

ويشير إلى أننا أيضا بحاجة إلى توحد كل مؤسسات الدولة من وزارة الثقافة، الأزهر، وزارة الأوقاف، دار الإفتاء، وزارة الشباب والعمل بمنهج موحد حتى تؤتى هذه الحملة ثمارها.

إقرأ أيضاً|أحمد كريمة يكشف عن انتمائه الكروي على الهواء ويوجه رسالة للنادي الأهلي