حديث الأربعاء

العالم ليس دائماً وردياً !

محمد سلامة
محمد سلامة

رئيس مجموعة البنك الدولى ديفيد مالباس قال إن النمو الاقتصادى العالمى يشهد تراجعاً حاداً ... من المرجح زيادة تباطؤ النشاط الاقتصادى مع انزلاق مزيد من البلدان فى غمرة الركود ... ما يثير القلق البالغ احتمال أن تستمر هذه الاتجاهات وما لها من تداعيات طويلة الأمد ذات آثار مُدمِّرة على اقتصادات الأسواق الصاعدة والنامية ... أشار مالباس الى أنه لتحقيق معدلات تضخم منخفضة واستقرار العملات وتسريع وتيرة النمو ينبغى لواضعى السياسات تحويل تركيزهم من تخفيض الاستهلاك إلى تعزيز الإنتاج ... يجب أن تسعى السياسات إلى توليد استثمارات إضافية  ... تحسين الإنتاجية ... تخصيص رأس المال فى عوامل ضرورية لتحقيق النمو والحد من الفقر .

مشفق تماماً  على السيد حسن عبد الله القائم بأعمال محافظ البنك المركزى المصرى الذى ينتظر الجميع منه غداً قراراً « مصيرياً « باجتماع لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزى المصرى ...  الرجل بين شقى الرحى كما يقولون ... يرفع العائد المصرفى على الإيداع والإقراض ... بأى نسبة يرفعه ... يبقى عليه دون تغيير ... كل الخيارات أحلاها مر سواء اتخذ قراره بالرفع أيا كانت النسبة ...  فضل الإبقاء على العائد الحالى على الإيداع والإقراض دون تغيير ... كلاهما له «فواتيره» ... تكلفته ... انعكاساته على عجز الموازنة العامة المثقلة بالالتزامات ... تداعياته على سوق يعانى بوادر ركود ندعو الله ألا يصل بنا الى حافة الكساد «العظيم» شأن كل اقتصاديات العالم التى تعانى ولا تزال مشاكل بالجملة على خلفية انتشار فيروس «كورونا» الذى ما كاد يغادرنا غير مأسوف عليه حتى باغتنا الغزو الروسى لأوكرانيا ... حرب بالوكالة  بين شرق فى صدارته روسيا  الآن والصين قادمة بقوة حال اشتعال أزمة تايوان وغرب يدفع أوكرانيا الى ساحة حرب يغذيها بمعداته وآلات حربه  ... آخر تقرير للبنك الدولى قبل أيام حذر من مخاطر ركود تضخمى  تبدو فى الأفق العالمى ... ركود يعود بنا الى أيام الكساد العظيم الذى اجتاح العالم قبل عقود ... حذر البنك الدولى من أن العالم قد يتجه الى ركود اقتصادى العام المقبل 2023 وسط سلسلة من الأزمات المالية تعصف باقتصادات الأسواق الصاعدة والنامية سواء ومن قبل الاقتصادات المتقدمة  ... قيام البنوك المركزية حول العالم بزيادات «متزامنة» لأسعار العائد لمكافحة التضخم  يستدعى فى المقابل سياسات تحول دون تفاقم مخاطر الركود الاقتصادى ... وفق كافة النظريات الاقتصادية كلما رفعت أسعار العائد  انتاب السوق حالة من «الهدوء» تحسباً لارتفاع تكلفة الإنتاج على خلفية ارتفاع أسعار العائد مع ما يحمله من «تراجع» الطلب تحت ضغط اشتعال أسعار  المنتجات  ... الخدمات ... يسمونه «الركود التضخمى» ... ارتفاع أسعار المنتجات وانحسار معدلات الشراء ...  دراسة البنك الدولى تشير إلى أن البنوك المركزية حول العالم أقدمت على رفع أسعار العائد هذا العام بدرجة من التزامن لم تُشهَدها العقود الخمسة الأخيرة فى اتجاه من المرجح أن يستمر العام المقبل ... المسار المتوقع لزيادة أسعار العائد والإجراءات الأخرى على صعيد السياسات قد لا تكفى للنزول بمعدلات التضخم العالمية إلى المستويات السائدة قبل تفشِّى فيروس كورونا فى ظل توقع مراقبين قيام البنوك المركزية حول العالم برفع أسعار العائد إلى 4% العام المقبل 2023 فى  زيادة تتجاوز 2%  عن متوسط أسعار العائد العام  السابق 2021 ... أكدت دراسة البنك الدولى أنه ما لم ينحسر تعطُّل سلاسل الإمدادات وضغوط أسواق العمل فإن زيادات أسعار العائد قد تُفضى بنا  إلى ارتفاع معدل التضخم الأساسى على مستوى العالم العام المقبل 2023 إلى مستوى  5% مما يعادل ضعفى متوسط السنوات الخمس قبل كورونا ... أوضحت الدراسة أن خفض التضخم العالمى إلى المستويات المستهدفة قد يتعيَّن معه على البنوك المركزية زيادة أسعار العائد 2% إضافية  ... إذا صاحبت هذه الإجراءات زيادة الضغوط بالأسواق المالية فإن معدل نمو إجمالى الناتج المحلى العالمى يتراجع إلى 0.5% العام المقبل 2023 بما يتوافق مع التعريف الفنى للركود العالمى ... رئيس مجموعة البنك الدولى ديفيد مالباس قال إن النمو الاقتصادى العالمى يشهد تراجعاً حاداً ... من المرجح زيادة تباطؤ النشاط الاقتصادى مع انزلاق مزيد من البلدان فى غمرة الركود ... ما يثير القلق البالغ احتمال أن تستمر هذه الاتجاهات وما لها من تداعيات طويلة الأمد ذات آثار مُدمِّرة على اقتصادات الأسواق الصاعدة والنامية ... أشار مالباس الى أنه لتحقيق معدلات تضخم منخفضة واستقرار العملات وتسريع وتيرة النمو ينبغى لواضعى السياسات تحويل تركيزهم من تخفيض الاستهلاك إلى تعزيز الإنتاج ... يجب أن تسعى السياسات إلى توليد استثمارات إضافية  ... تحسين الإنتاجية ... تخصيص رأس المال فى عوامل ضرورية لتحقيق النمو والحد من الفقر ... سلِّطت دراسة البنك الدولى الضوء على الظروف الصعبة غير العادية التى تكافح فيها البنوك المركزية التضخم اليوم فى ظل مؤشرات تاريخية لنوبات الكساد العالمية التى ترسل إشارات تحذيرية الآن  ... الاقتصاد العالمى يمر الآن بـأشد تباطؤ له عقب التعافى من كساد عام 1970 ... تشهد أكبر 3 اقتصادات فى العالم - الولايات المتحدة والصين ومنطقة اليورو- تباطؤاً حاداً للنمو  فى ظل هذه الظروف ... مجرد وقوع صدمة خفيفة للاقتصاد العالمى العام القادم قد تهوى به فى غمرة الركود ... التباطؤ الذى يشهده العالم حالياً يتطلب سياسات لمواجهة التقلبات من أجل مساندة النشاط الاقتصادى ... خطر التضخم ومحدودية الإنفاق فى إطار المالية العامة يحفزان واضعى السياسات فى كثيرٍ من البلدان على سحب الدعم الذى تتيحه رغم التباطؤ الحاد للاقتصاد العالمى ... تجربة السبعينيات واستجابة السياسات فى مواجهة الكساد العالمى 1975 وفترة الركود التضخمى التى أعقبته والكساد العالمى 1982 أكدت على خطورة السماح باستمرار ارتفاع معدلات التضخم لوقت طويل فى ظل ضعف النمو ... قال آيهان كوسى القائم بأعمال نائب رئيس البنك الدولى لشئون النمو المنصف والتمويل والمؤسسات من المرجح أن يكون تشديد السياسات النقدية والمالية العامة مفيدا فى الحد من التضخم لكن لأنها على درجة عالية من التزامن فى مختلف البلدان فإنها قد تفاقِم تقييد الأوضاع المالية ... زيادة تباطؤ النمو العالمى ... يجب أن يكون واضعو السياسات فى اقتصادات الأسواق الصاعدة والنامية على استعداد لإدارة التداعيات المحتملة للتشديد المتزامن للسياسات على مستوى العالم ... خلصت دراسة البنك الدولى إلى أنه ينبغى للبنوك المركزية حول العالم أن تواصل جهودها لاحتواء التضخم دون التسبُّب فى ركود اقتصادى عالمى ...  مهمة القائم بأعمال محافظ البنك المركزى المصرى وفق كل تلك المعطيات تبدو شديدة الصعوبة ما بين ضرورة رفع العائد لمواجهة تضخم تغول ولايزال وما بين تكلفة تنتظرنا حال رفع معدل العائد تضاعف من عجز الموازنة ... تسهم بالتأكيد كما حذر تقرير البنك الدولى فى مزيد من الركود يعانيه السوق الآن ... فى المقابل تخفف من عبء اشتعال الأسعار ... تآكل قيمة المدخرات لأصحاب القطاع العائلى الغالبية العظمى من المودعين ... إعادتها استثمارات الأجانب فى أدوات الدين الحكومى لإنعاش تدفق الدولار على السوق ... المهمة عظيمة تتطلب منا جميعاً الوقوف وراء القائم بأعمال محافظ البنك المركزى المصرى ومن قبل الدعوات الصالحات ألا يكون هنالك مزيد من التوتر العالمى ... الأزمات عابرة المحيطات التى نسدد كلفتها مضطرين ... عفانا الله من أزمات لا ناقة لنا فيها ولاجمل .