هل تتحكم السوشيال ميديا في الشهية ؟.. اختر أصدقائك من وجباتهم

تشير الأبحاث إلى أننا أكثر عرضة للتفاعل مع صور الوجبات السريعة
تشير الأبحاث إلى أننا أكثر عرضة للتفاعل مع صور الوجبات السريعة

بينما تمرر أصابعك بين مقاطع الفيديوهات المختلفة عبر مواقع السوشيال ميديا، بالتأكيد ستشاهد مقطعا للطعام سواء عن الطهي أو التقييم، دون أن تسأل نفسك هل هذا يؤثر على الشهية ؟

 

قم بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وتويتر وفيسبوك، ستمر عليك صورة تلو الأخرى للوجبات التي يتم تقديمها بشكل مثالي وذات المظهر اللذيذ تمامًا، في حين أن رائحة الطعام وطعمه يمكن أن يكون لهما تأثير قوي لا يمكن إنكاره على رغباتنا الشديدة.

 

وتساءل تقرير نشره موقع «بي بي سي» البريطاني، هل تعد المشاركات اللانهائية للوجبات الخفيفة أكثر من مجرد وليمة لأعيننا.

 

يبدو أننا نتأثر بشكل كبير بالآخرين - خاصة أولئك الأقرب إلينا - عندما يتعلق الأمر بما نأكله، وتوصلت الأبحاث إلى أنه كلما كانت العلاقة بين شخصين أوثق وأقوى، زادت نفوذهما على خيارات الطعام لبعضهما البعض.

 

مقارنة الطعام عبر السوشيال ميديا

 

ويقول سولفيج أرجيسانو، الأستاذ المشارك في الصحة العالمية وعلم الأوبئة في جامعة «إيموري» بالولايات المتحدة: "يتعلق الأمر بالعلاقة وكيف أقارن نفسي بهذا الشخص أكثر من أفراد محددين، إذا كنت أعتقد أن الشخص الذي أتعامل معه أكثر جاذبية أو شعبية ، فسأميل إلى تقليده أكثر."

 

يضيف «أرجيسانو» قائلا: «هذه الإشارات الاجتماعية تشجعنا عمومًا على تناول المزيد من الطعام، على الرغم من أن التواجد حول أكلة صحية قد يشجعك على تناول طعام صحي أيضًا».

تقول سوزان هيجز، أستاذة علم النفس البيولوجي للشهية في جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة: «هناك بعض الأدلة على أنه إذا رأيت صورًا للطعام، فإن التحفيز البصري يمكن أن يدفعك للشعور بالرغبة في تناول الطعام". 

وتضيف: «اتباع الناس لهذه الرغبة يتأثر بالعديد من العوامل الأخرى، مثل نوع الطعام المتاح في ذلك الوقت، لكن وسائل التواصل الاجتماعي هي مكان تلتقي فيه الإشارات المرئية والاجتماعية، وهناك بالتأكيد دليل على أنه إذا كان الأصدقاء في شبكتك الاجتماعية ينشرون بانتظام حول أنواع معينة من الطعام، فقد يقودك ذلك إلى مجاراتهم، للأفضل أو للأسوأ»،  وتشير الأبحاث إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تغير علاقتنا بالطعام، مما يجعلنا نفكر بشكل مختلف حول ما نأكله .

وتكمل هيجز: «إذا كان جميع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي ينشرون صورًا لأنفسهم وهم يستهلكون وجبات سريعة، فسيكون ذلك بمثابة قاعدة مفادها أن تناول الوجبات السريعة هو ما يفعله الناس".

 

اقرأ أيضا:
 

وبحسب التقرير، تشير الأبحاث إلى أننا أكثر عرضة للتفاعل مع صور الوجبات السريعة، وهذا ما يؤكده إيثان بانسر، أستاذ التسويق في جامعة «سانت ماري» في كندا، الذي قال: «هذا ينطبق بشكل خاص على الدهون المشبعة، لأنها تجعلنا نشعر بالرضا عن طريق إفراز الدوبامين وتحفيز مراكز المتعة في الدماغ».

 

وأكد أن البشر مهيئون بيولوجيًا للبحث عن طعام كثيف السعرات الحرارية، وهي القدرة التي ساعدت أسلافنا على البقاء على قيد الحياة عندما بحثوا عن الطعام.

 

ويكمل: "وجد علم النفس التطوري أن الناس يشعرون بالسعادة عندما يرون هذه الأطعمة ببساطة، وبالتالي يتفاعلون معها أكثر".  
ويستطرد: "مع زيادة المشاركة ومقاييس الوصول للأطعمة غير الصحية ، قد يغير منتجو المحتوى محتواهم تدريجياً ليصبح غير صحي ليظلوا قادرين على المنافسة، ومع زيادة التعرض للأطعمة غير الصحية، فإن تصورات المستهلكين لما يعتبر عادات أكل طبيعية قد تنحرف لتصبح غير صحية".

 

اقرأ أيضا:

 

قلق من ربط الطعام بالسوشيال ميديا 

تقول تينا تسيتور، أستاذة التسويق المشاركة في معهد العلوم التطبيقية وكلية الإدارة (IESEG) في كلية الإدارة في ليل، إن العلماء قلقون بشكل متزايد من أن المحتوى المرتبط بالطعام على وسائل التواصل الاجتماعي يجعلنا نفكر بشكل مختلف في الطعام. 

 

وتضيف: «تروج خوارزميات وسائل التواصل للمحتوى الذي يتفاعل معه المستخدمون بشكل أكبر، لذا فإن مشاهدة المزيد من الأطعمة غير الصحية يعني رؤية المزيد منها على خلاصاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

قدرت إحدى الدراسات أن الأطفال والمراهقين يرون التسويق للطعام بين 30  و 189 مرة في الأسبوع على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي ، مع كون الوجبات السريعة والمشروبات السكرية هي الأكثر شيوعًا،  ولكن ليس فقط المواضع الإعلانية من صناعة الأغذية هي المسؤولة - فنحن جميعًا قادرون على التأثير على الأشخاص عبر الإنترنت.