نبض السطور

الإعلام.. والمعلومات!!

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

فى حريق كنيسة أبوسيفين كانت المعلومات متاحة وبكثافة منذ اللحظة الأولى، فتسابقت الصحف ووسائل الإعلام فى نقل الحقائق ثانية بثانية..

فتصدر الإعلام المصرى ولم تجد الفتنة لها طريقًا فتم وأدها فى مهدها، تحرك الرئيس عبدالفتاح السيسى ومتابعته للحادث منذ لحظته الأولى كان فارقًا..

وكانت الحكومة فى مستوى الحدث وفى المقدمة رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى.

هذا الحادث كاشف لحال الإعلام فى مصر وقدرته على التفاعل والتعامل بمهنية واحترافية عالية..

فعندما تتوافر المعلومات سريعًا وفى وقتها المناسب يسبق الإعلام المصرى الجميع، فالكفاءات متوافرة ولديها حس إعلامى وطنى مرتفع ومقدرة مهنية احترافية..

ويجد المشاهد والقارئ المصرى فى صحفه وقنواته التليفزيونية والإذاعية الحقائق التى يبحث عنها، فلا يلتفت لقنوات الشر وما أكثرها ولا يستمع للإعلام الأجنبى الذى لا يخدم إلا أجنداته الخاصة بعيدًا عن أكاذيب المثالية والمهنية.

وعلى النقيض تمامًا عندما تغيب المعلومات أو تتأخر ينفتح الباب لنشر الأكاذيب..

وتجد قنوات الشر لها مكانًا لتبث سمومها وأكاذيبها فى عقول الجمهور.

والحقيقة أن مقولة «أن تأتى متأخرًا خير من أن لا تأتى أبدًا» صادقة تمامًا..

ففى أحداث جزيرة الوراق ما يؤكدها..

تأخرت المعلومات فتصدر المشهد قنوات الشر وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعى..

وعندما تدخلت الدولة تم وأد الفتنة وكانت الحقيقة وحدها كافية لدحض الأكاذيب وفضحها.

الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يعرف هذه الحقائق جيدًا ويتعامل معها بحرفية رغم جسامة المسئوليات..

ونجده يسارع لعقد مؤتمرات صحفية وكشف الحقائق لوسائل الإعلام والرأى العام..

كما يحرص المركز الإعلامى برئاسة مجلس الوزراء على توفير المعلومات الدقيقة والصحيحة وفضح الشائعات وتفنيدها.

لكن عددًا غير قليل من الوزراء والمحافظين والمسئولين يتعمد الابتعاد عن الإعلام، يغلقون أبواب المكاتب ويتركون للصحفيين متحدثًا رسميًا - غالبًا - لا يتحدث لأنه لا يمتلك المعلومات ولا يمكنه المسارعة للتعبير عن رأى الوزارة أو المحافظة فى حادث طارئ أو أزمة تحتاج لشفافية ومعلومات كافية فى وقت سريع ومناسب.

الابتعاد عن وسائل الإعلام المصرية الوطنية المحترفة والمهنية ليس حلًا، وترسيخ هذه القاعدة لا يخدم إلا أبواق الشر، وعدم توفير المعلومات والصور والحقائق فى وقت سريع ومناسب لا يخدم إلا دعاة الفتنة..

وفى وسط أزمات عالمية متلاحقة تؤثر فينا ونؤثر فيها لا حل إلا بالمكاشفة وتوفير المعلومات.

فى كل حدث كبير، أو صغير تم توفير المعلومات الكافية لإعلامنا كانت النتيجة إيجابية..

والحقائق تتدفق بمهنية فتقنع الجمهور وتسد حاجته للمعرفة وتغلق أبواب الفتنة والأكاذيب، وعندما يختار الوزير أو المسئول أن يبتعد ويتراجع تتدفق الأكاذيب فى زمن السماوات المفتوحة..

والغريب أن هذا الوزير الذى يبتعد ولا يوفر المعلومات هو من يسارع باتهام الصحافة والإعلام بالتقصير وعدم القدرة على مواجهة قنوات الشر والفتنة..

لا يقوم بعمله ويجد الإعلام هو الشماعة الجاهزة ليوجه لها الاتهام.

التجارب كاشفة والحقائق واضحة.. توفير المعلومات فى الوقت المناسب ضرورة وفرض عين، وفى كل مرة تم توفير المعلومات فيها أثبت الإعلام المصرى كفاءته وريادته.

الصحافة والإعلام قوة ناعمة هائلة.. وعندما يتم سد الثغرات بالمعلومات لن تجد قنوات وحسابات أهل الشر موطئ قدم.