عاجل

مدير فرع الانتقاء والتوجيه بالقوات المسلحة: نضع الفرد المناسب فى المكان المناسب

العميد ياسر وادى أثناء حواره لــ «آخر ساعة»
العميد ياسر وادى أثناء حواره لــ «آخر ساعة»

كتب: محمد ياسين

بعد حرب 1967 بدأ الاهتمام بتعزيز الجانب النفسى لقواتنا المسلحة، تم إنشاء فرع الانتقاء والتوجيه بهيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة عام 1985، الذى يمثل الجهة المنوطة بتطبيق منظومة الانتقاء والتوجيه واختيار الأفراد العاملين بالمؤسسة العسكرية بحيث يكون الفرد المناسب فى المكان المناسب، العميد ياسر وادى، مدير فرع الانتقاء والتوجيه يشرح لـ«آخرساعة» مهام الفرع وكيفية اختيار طالبى الالتحاق بالقوات المسلحة من خلال عدد من الاختبارات الشخصية والنفسية والطبية والرياضية.

- حدثنا عن الغرض من إنشاء فرع الانتقاء والتوجيه؟
منذ أن صدرت التعليمات التنظيمية بإنشاء فرع الانتقاء والتوجيه بهيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، أصبح الفرع يختص بوضع الأسس التى تمكِّن القيادات على كافة المستويات من إدارة القوى البشرية باستخدام الأساليب العلمية الحديثة التى تساعد على توجيه كل فرد إلى الوظيفة التى تتناسب مع قدراته وسماته الشخصية.

- وما هى مهام الفرع؟
أهمها انتقاء أفضل العناصر من الأفراد المتقدمين للتطوع بالقوات المسلحة (ضباط صف، ضباط احتياط)، بالإضافة لانتقاء أفضل العناصر من الأفراد ذكورًا وإناثًا المتقدمين للتطوع بالمعهد الصحى للقوات المسلحة، كما يتم توزيع المتطوعين الجُدد على الأسلحة ذات الشروط الخاصة طبقًا للقياسات النفسية المطبقة، بالإضافة لانتقاء المجندين من المؤهلات العليا المرشحين للالتحاق بكلية الضباط الاحتياط وانتقاء وتوجيه المجندين ذوى الكفاءة على الأسلحة المختلفة طبقًا للقياسات التى تتم عليهم حسب سماتهم الشخصية والنفسية وقدراتهم العقلية والبدنية والنفس حركية، بما يضمن وضع الفرد المناسب فى الوظيفة المناسبة، كما يتم الرصد والمتابعة للوقوف على أى من مظاهر الانحراف السلوكى للمجندين بمراكز التدريب عبر إعداد وتطبيق أدوات القياس النفسى اللازمة لهم.

- ما محددات ومعايير منظومة الانتقاء والتوجيه؟
تتم محددات ومعايير انتقاء وتوجيه المجندين من خلال عدد من المستويات، هى الطبى والنفسى والتعليمى والاجتماعى، بالإضافة إلى مهنة الفرد قبل التجنيد ليتم من خلالها تحديد مكانه المناسب فى الوحدة العسكرية، وأخيرًا تأتى المواصفات الشخصية.

- حدد لنا الأسلوب الأمثل لتنفيذ الانتقاء والتوجيه؟
اختيار الأفراد العاملين بالمؤسسة العسكرية يعتمد على أدوات قياس متطورة لها القدرة على التنبؤ بسلوك الفرد والكشف عن كافة جوانبه من ناحية السمات الشخصية والقدرات العقلية والبدنية، ولا يقتصر الأمر عند حد الاختيار، بل يتطلب توجيه الأفراد على الوظائف والتخصصات الفرعية، ويتم تنفيذ عملية الانتقاء والتوجيه على مرحلتين، الأولى انتقاء وتوجيه المجندين على الأسلحة المختلفة وفق سماتهم الشخصية وقدراتهم العقلية والبدنية، والثانية تكون بتوجيه المجندين على التخصصات الفرعية بكل سلاح حسب سماتهم الشخصية وقدراتهم العقلية والبدنية.

- ماذا عن شروط التطوع بالقوات المسلحة؟
للتطوع عدد من الشروط يجب توافرها فى المتطوع، إذ إن عليه أن يكون حاصلاً على الشهادة الإعدادية، ويجيد القراءة والكتابة فى حالة المتطوعين للعمل قصاصى أثر، ويشترط فى المتقدمين للمعهد الفنى الصحى الحصول على شهادة الثانوية العامة أو الأزهرية، وألا يقل المجموع عن 60%، وأن يكون المتقدم مصرى الجنسية، ومن أبوين مصريين، وحسن السير والسلوك، ولا يقل سنه عن 15 سنة، ولا يزيد على 25 سنة عند تاريخ الالتحاق، وألا يكون متزوجًا أو سبق له الزواج.

- حدثنا عن الاختبارات التى يخضع لها طالب الالتحاق؟
هناك اختبارات عدة يمر بها المتقدم للالتحاق بالقوات المسلحة، وتكون على عدة مراحل، تبدأ بالاختبارات الطبية ويتم الكشف على المتقدمين للتطوع بمعهد ضباط الصف بالقومسيون الطبى بإدارة التجنيد والتعبئة.

أما بالنسبة إلى قصاصى الأثر فيتم الكشف الطبى بمستشفى أسوان العسكرى، وبعد تخطى طالب الالتحاق الاختبارات الطبية يبدأ باختبار السمات الشخصية الذى يتضمن عدداً من الاختبارات هى النظرية والنفسية والانحرافات السلوكية وقياسات السمات البدنية والمقابلة الشخصية وتحديد المستوى الثقافى. وبعدها يكون الاختبار الرياضى بمعهد الكفاءة البدنية بالهايكستب لاختيار أنسب الأفراد فى الكفاءة البدنية.

اقرأ أيضًا

قصر القومسيون الطبي بأسيوط.. تحفة أثرية تنتظر التطوير| صور

- لماذا يكون هناك مقابلة شخصية مع المتقدم للالتحاق؟ وما الغرض منها؟
المقابلة الشخصية عبارة عن حوار مباشر بين الأخصائى النفسى والمختَبر، ويستطيع من خلال المقابلة الكشف عن الجوانب النفسية والقدرة على التركيز، وكيفية الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليه، بالإضافة إلى  الجوانب الاجتماعية من خلال مؤهل الوالد ووظيفته وعدد الإخوة الأشقاء وغير الأشقاء. كما أن المقابلة تظهر مخارج الألفاظ وتكشف وجود أى خلل مثل اللدغة أو التلعثم، بالإضافة إلى المظهر العام من خلال علامات بالوجه أو لزمات حركية.

- إلى أين وصل فرع الانتقاء والتوجيه فى أعمال التطوير والتحديث فى التعامل مع القوى البشرية؟
قيادة فرع الانتقاء والتوجيه تؤمن بأهمية التطوير والتحديث فى انتقاء وتوجيه القوى البشرية لمواكبة المتغيرات الحديثة فى المجتمع المحلى والإقليمى والدولى، وذلك على عدة محاور، أولها "المستوى الفنى والتقنى"، حيث تمت ميكنة جميع الاختبارات والأجهزة لتُطبَّق بشكل آلى بما يضمن أعلى مستويات الدقة والموضوعية وتحييد العنصر البشرى فى التقييم، كما تتم الاستعانة بأحدث برامج نظم المعلومات لتطبيق الاختبارات وربط البيانات ذات الصلة بأطقم الانتقاء والتوجيه من خلال منظومة آلية متقدمة. وعلى مستوى القوى البشرية العاملة تتم الاستعانة فى تطبيق منظومة الانتقاء والتوجيه بضباط علم نفس متخصصين حاصلين على درجات علمية متقدمة "دبلوم - ماجستير - دكتوراه" مع استمرار تدريبهم العلمى والفنى.

أما على المستوى العلمى، فيتم عقد لجان علمية بحضور أساتذة جامعيين لبحث تطوير منظومة الاختبارات النفسية، حيث تتم الاستعانة بأحدث المقاييس النفسية ويتم صياغتها بما يناسب البيئة العسكرية من خلال ضباط علم نفس متخصصين. إضافة إلى تدريب ضباط الفرع والأطقم للحصول على الفرق اللازمة، أو تسجيلهم ببرامج دراسات عليا بالجامعات المصرية.

وفيما يخص المستوى الإدارى، هناك تطوير مستمر للبنية التحتية بالفرع وأطقم الانتقاء والتوجيه، حيث يتم تطوير وتحديث أجهزة الحاسب الآلى وأجهزة الاختبارات العملية والبدنية.

تحييد العنصر البشرى فى التوجيه يضمن أعلى درجات الموضوعية

- ما الأساليب والبرامج العلمية الحديثة فى التعامل مع العنصر البشرى من خلال أفراده بمناطق التجنيد والتعبئة؟
يتم تطبيق أحدث المقاييس النفسية بأطقم الانتقاء والتوجيه بمناطق التجنيد لانتقاء وتوجيه الجنود لصالح الأسلحة المختلفة، فضلاً عن قياس أى اضطرابات نفسية أو سلوكية، كما يتم تطوير هذه المقاييس النفسية مع كل مرحلة تجنيدية جديدة، إضافة إلى عمل مقابلات شخصية مع الشباب المرشحين للتجنيد من جانب ضباط علم نفس للكشف عن جوانبهم الشخصية والاجتماعية والنفسية، وأصحاب المهن والحرف والسائقين لصالح توجيههم للأسلحة المناسبة، بجانب ربط منظومة القياس النفسى بمناطق التجنيد المختلفة بالفرع من خلال منظومة آلية مطوَّرة، والمرور الدورى من جانب ضباط علم النفس بالفرع المتخصصين لتقديم الدعم الفنى.

- هل لعلوم النفس المدنيِّة والعسكرية أى دخل فى توجيه العناصر البشرية من جانبكم؟
منظومة انتقاء وتوجيه العناصر البشرية التى يتبناها الفرع تعتمد بالأساس على علم النفس بما يضمنه من أفرع وثيقة الصلة بعملنا مثل علم النفس التنظيمى والإدارى، وعلم النفس العسكرى، وتعتمد آلية الانتقاء والتوجيه على مناهج ومبادئ وأسس هذين الفرعين من علم النفس، وأحدث ما توصلت إليه الدراسات العلمية الحديثة فى علم النفس التنظيمى والإدارى، وعلم النفس العسكرى. كما تستعين آلية العمل بأحدث العلوم الإحصائية وعلوم نظم المعلومات لتشكيل منظومة متكاملة فى الانتقاء والتوجيه تقوم على أسس علمية ومنهجية.
 

- كيف تردون على مزاعم "الوساطة والمحسوبية" داخل المنظومة فى انتقاء وتوجيه المجندين والمتطوعين وضباط الاحتياط؟
يستعين الفرع فى تطبيق منظومة القياسات النفسية، التى تنتقى أفضل العناصر من الجنود والمتطوعين وضباط الاحتياط، بمنظومة آلية مميكنة، يتم فيها تحييد تدخل العنصر البشرى، وهذا يضمن أعلى درجات الموضوعية والبعد عن التحيز، فكل شاب متطوع تقييمه وترتيبه وسط زملائه عبارة عن مجموع درجاتٍ يتم سحبها ومعايرتها آليًا، وحتى المقابلات الشخصية مع المتقدمين تتم معايرة بنودها آليًا لتترجم إلى درجات معيارية معالجة إحصائيًا وآليًا، وهذه الآلية فى العمل تنفى أى مزاعم للوساطة والمحسوبية، وتبعث فى نفوس المتقدمين الطمأنينة إلى النزاهة والحيادية فى التقييم.

فصل النتائج للاختبارات (طبى- نفسى-...) عن الاسم حتى عن القائمين بالرصد والتقييم (رقم سرى)، ويجب أن يكون هناك قناعة لدى أهالينا وأسر المتقدمين للتطوع بأنه لن تنتهى ظاهرة الاحتيال "النصب" بإمكانية الوساطة والمحسوبية طالما تواجد الفرد الذى يريد الحصول على حق ليس من حقه، حال نجاح أى فرد بادعاء الوساطة فيجب أن نتأكد من نجاحه بواسطة درجات التقييم دون تفعيل هذه الوساطة والمحسوبية.

اختيار الأفراد يعتمد على أدوات قياس متطورة تتنبأ بالسلوك

- هل يتوقف دور الفرع بانضمام الفرد المقاتل إلى وحدته العسكرية؟
لا تتوقف عملية الانتقاء والتوجيه عند التحاق الفرد المقاتل بوحدته، بل هى عملية مستمرة، ويتم إجراء قياسات للفرد للتأكد من سلامة الصحة النفسية للفرد، ولتحقيق مبدأ التغذية العكسية «feedback»، وضرورة ذلك مع الطفرات التكنولوجية المتلاحقة فى مجال الأسلحة والمعدات، ما يتطلب تحديث نوعية الاختبارات المستخدمة بناءً على تحديث تحليل العمل «Job analysis» للأفراد شاغلى الوظائف المختلفة بالقوات المسلحة، وتتم المتابعة والتطوير بشكل مستمر طوال خدمة الفرد ويأتى ذلك بالتزامن مع التطوير والتحديث المستمر التى تحدث فى أنظمة التسليح المختلفة بالجيش المصري.