بقلم مصرى

عبق التاريخ

 صلاح سعد
صلاح سعد

 صلاح سعد

فى الإعادة إفادة ولكن ليس فى كل الأحوال وخاصة بالنسبة للأعمال الفنية التى يعاد تقديمها مرة أخرى.. النسخة الأولى تحتفظ برونقها وجاذبيتها عند المشاهدين وتظل عالقة فى أذهانهم بكل نجومها وأبطالها وغالبا ماتكون المقارنة لصالحها إذا حدث وتقرر إعادة تقديمها فى نسخة جديدة !! الشواهد السابقةأكدت أن (القديمة تحلى) فى أغلب الأحيان وقد يكون ذلك لأسباب غير فنية فى بعض الأحيان كالارتباط النفسى والوجدانى والزمانى بالنسخة الأولى بكل شخوصها وأبطالها !! فهناك العديد من الأعمال التى تمت إعادة استنساخها ولكنها لم تحظ بالنجاح الذى حققته عند ظهورها أول مرة.. فقد كانت هناك محاولات بالفعل من جانب الفنان محمد صبحى لاحياء التراث الفنى من خلال اعادة تقديم اعمال نجيب الريحانى فى مسرحية (لعبة الست) وسعد الدين وهبة فى مسرحية (سكة السلامة) ورغم كونها جهودا مشكورة من حيث التكنيك والثراء الإنتاجى فإنها لم تحقق المكانة الجماهيرية التى كانت للأصل !! وتأكيدا على ذلك مسرحية (كوبرى الناموس) التى كتبها الراحل سعد الدين وهبة للمسرح القومى وضمت كوكبة كبيرة من النجوم على رأسهم الفنانة سميحة أيوب التى قدمت شخصية (خضرة الفلاحة).. هذه المسرحية تمت اعادة تقديمها بعد ذلك من جانب شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وقامت ببطولتها أيضا سميحة أيوب ولكن العمل افتقد وجود باقى الأبطال مثل شفيق نور الدين وحسن البارودى ومحمود الحدينى ورجاء حسين وأيضا رونقها الوجدانى والزمانى الذى يفوح منهما عبق التاريخ أو بمعنى آخر الارتباط النفسى !!.