التحكيم المصرى.. ومظلوما!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: شوقى حامد

مشوارى فى بلاط صاحبة الجلالة زاخر بالمواقف حاشد بالأحداث ملىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طال لأكثر من أربع حقب زمنية.. فقد استحق التسجيل واستوجب التدوين.. وعلى صفحات «آخرساعة» أروى بعضا من مشاهده.

التحكيم والحكام وهم يمثلون ويحققون العدالة والتكافؤ والنزاهة فى كل الملاعب، وتشكل عناصره وممثلوه القضاء النقى الشفيف العفيف الذى يمنح كل من يخضع له أو يلجأ إليه الحقوق الكاملة دون إجحاف أو نقصان أو ميل أو عواطف.. هذه الأمور جعلتنى أندهش وأتعجب من قلة توافرها وندرة وجودها فى ملاعبنا المحلية.. بل دفعتنى للترحم على قضاة  ملاعبنا من الأجيال السابقة أمثال أحمد الخولى ومحمد حسن حلمى وعبدالمجيد نعمان وعلى قنديل، والأجيال التى لحقت هؤلاء الأوائل أمثال مصطفى كامل منصور، محمد حسام، وحسين فهمى ومحمود عثمان..

أما الأجيال الحالية في الهفى على التحكيم معها وياعينى على الذى تقدمه وترسمه أمامنا وما تفرضه من ظلم وعسف وعنت على اللاعبين والجماهير.. وقد كنت أنوى أن أحدد عنوان الموضوع بـ«التحكيم المصرى ظالما وظالما» لولا الحوارات والنقاشات التى دارت مع زميلى صلاح دندش مدير تحرير «آخرساعة» وابنى ونجل صديقى الراحل الكابتن سمير عثمان اللذين أقنعانى بأن أعدل  العنوان ليكون «التحكيم ظالما ومظلوما».. بتكبير الظلم الواقع علينا وتقليل وتصغير الظلم الواقع عليهم.. حلقة التحكيم المحلى هى الحلقة الأسوأ والأردأ فى حلقات المنظومة الرياضية.. ندرة فى العدالة.. قلة فى الكفاءة.. ضعف فى الشخصية.. سطحية فى الرؤية.. مع وجود بعض من الرهبة والانحياز والتعاطف والتردد والميل والغرض.. قد يكون معظم الحكام لديهم معاناة شديدة من تأخر وتباطؤ حصولهم على مستحقات مادية وإنفاقهم على التنقلات والرحلات من جيوبهم الخاصة.. وقد يكون بعضهم واقعا تحت إرهاب القيادات ومنتميا لبعض الجهات المسئولة والتى لديها أندية كما هو الحال فى منظومة البترول..

وقد يكون البعض منهم يحصل على مقابل مادى ومعنوى من الانتماء لجهات رياضية فلا يستطيع أن يفرض كل الحق ويبخل عن انتماءاته وانتساباته.. لكن كل هذه الأعذار لا تقنعنى بغياب العدالة والافتقار للشفافية خاصة من الحكام الدوليين أمثال إبراهيم نور الدين ومحمود البنا ومحمود عاشور ومحمد معروف وأمين عمر وأحمد الغندور وجميعهم وقعوا فى أخطاء كارثية لايمكن غفرانها وتدنيس وتلوث سجلاتهم الدولية ومشوارهم الطويل.. أما قصة الفار والذى يفهمه كل حكامنا فهما خاطئا فهو للمساعدة والاستئناس.. فكيف لإبراهيم نور الدين  أن يلغى ضربة جزاء كان لا يبعد عن مرتكبها إلا ياردات قليلة ثم يذهب للفار فيلغيها..

اقرأ أيضًا

صافرة نسائية لمباراة سموحة وفاركو في الجولة الأخيرة

أين نظرك أين قراراك أين وأين وأين؟.. الحكام مظلومون لأن اختياراتهم لم تبن على أسس ومبادئ ومقومات صحيحة.. معظمهم دخلوا بالصدفة ودون أن يوقع عليهم كشوفات وفحوصات طبية ونفسية وعائلية وثقافية.. معظمهم لم يتم تأهيلهم أو تعليمهم أو معالجتهم ومداواتهم من العلل والأسقام التى يعانون منها.. بل ليس مهما من يدافع عنهم أو يؤمن موقفهم أو يحميهم إذا ما تعرضوا لأى تخويف أو إرهاب من الآخرين.. بل لعل أحدهم تم استبعاده من المشاركة فى تحكيم كأس العالم القادمة بجهود زملاء سابقين له فى التحكيم الأفريقى.. ويبقى الأمل.. وتبقى جهود الإصلاح والتى لايمكن اختصارها فى جواتنبرج الإنجليزى الذى أصبح رئيسا للجنة الموقرة بالرغم من إدارتها بحكام سابقين لأنه لا يستطيع وحده اختيار كل الحكام.. يبقى بعض الموهوبين الجدد الأشــــراف والأكفــــاء والـــنزهاء أمثــال عبدالعزيز السيد ومحمد العتبانى ومحمود ناجى ووائل فرحان وسيد شعبان وسيد منير ومحمد مجدى وقد ينضم لتلك القائمة بعض من لم أعرفهم ولــــم تســــمح متابعـــاتى باختيارهم.