كرم جبر يكتب: هل يعود ترامب ؟

كرم جبر
كرم جبر

طريق الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب للعودة مرة ثانية إلى البيت الأبيض، مسدود بـ 20 صندوقاً من الوثائق والمستندات السرية التى حصل عليها إبان توليه الحكم، وتخضع لتحقيقات فيدرالية مكثفة، باتهامات تتراوح بين التجسس الذى تبلغ عقوبته عشر سنوات سجناً، وعرقلة العدالة وعقوبتها عشرون سنة سجناً.

ترامب الذى يمتلك سجلاً حافلاً من الهجوم اللاذع على خصومه، قال تعقيباً على تفتيش منزله فى «مارا لاجو» بولاية فلوريدا: لا يحق للهواة والبلطجية مهاجمة منزلى وسرقة ما وجدوه فى طريقهم.

وتزداد المعركة سخونة كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتختبئ كل الأسرار فى العشرين صندوقا محل النزاع، ولم يوافق ترامب إلا على إعادة 12 صندوقاً فقط، اكتشف المحققون أن بها 84 وثيقة «سرية للغاية»، ولم يكن من حق الرئيس السابق أن يحصل عليها أو ينقلها لمنزله.
الوثائق التى حصل عليها ترامب تتعلق بمعلومات دقيقة عن المخابرات الأمريكية بشريًا وتكنولوجيًا، وثبوت الجريمة عليها يتطلب أمرين، الأول إخفاء أو إتلاف الوثائق، والثانى عرقلة عمل الجهات الرسمية، وعقوبتها 20 عاماً ضعف عقوبة التجسس.
ترامب لم يكن الرئيس الوحيد الذى فشل فى الحصول على ولاية ثانية، قبله رؤساء آخرون، أشهرهم جون آدمز وهربرت هوفر وجيرالد فورد وجيمى كارتر وجورج بوش الأب.

الانتخابات الأمريكية لا تزال على بعد سنتين، وإذا قرر الرئيس الأمريكى الحالى بايدن الفوز بولاية ثانية، سيكون قد دخل العقد الثمانين، وتنخفض شعبيته تدريجياً بسبب أزمات ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية والتضخم، والأمل ليس معقوداً على تحسنها حتى بعد انتهاء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
صحة بايدن الجسدية والعقلية أصبحت محل انتقادات كبيرة، وتزداد الآراء المؤيدة للبحث عن مرشح آخر، يقود الولايات المتحدة فى سنوات ما بعد عام 2024.

***

الأزهر الشريف.. فى أعناقه إعادة نشر قيم التسامح ورعاية الفكر الإسلامى المعتدل وحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل شعوب العالم، وإبراز دور الإسلام فى خدمة البشرية ورقى الحضارات الإنسانية.

الأزهر الذى يجلس على مقعده الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، واحد من علماء المسلمين العظام، يتسلح بعشق دينه ووطنه، ولم يصمت حين تسلطت جماعة الشر على المصريين، لأن حب الوطن يعلو فوق كل شيء، وشرعيته فوق كل الشرعيات الزائفة.

الأزهر نحتاجه هذه الأيام بالذات مرشداً لمقاومة الفتن البعيدة عن جوهر الإسلام ومقاصده، ولا تفيد الناس شيئا غير إذكاء الخلافات والتناحر والكراهية، لنكون بحق أمة علم وعمل وإيمان وعدل، وإسعاد الناس وليس التشكيك والتحريض والكراهية.