فى الشارع المصرى

الأحد الحزين

مجدى حجازى
مجدى حجازى

أمس الجمعة، كان يومًا صعبًا، حيث غابت إطلالة «محمد عمر» مدير تحرير أخبار اليوم عن اجتماع «الصفحة الأولى» لجريدة أخبار اليوم..

الوجوم أصاب الحضور، حيث تاهت النظرات بين أرجاء المكان، فقلما يتغيب «عمر» عن اللقاء الأسبوعى كل يوم جمعة إلا لإجازة قصيرة لا تتعدى أيامًا، أو لسفر فى مهمة عمل. 

التقيته يوم الجمعة قبل الماضى، مثلما هو الحال منذ أكثر من أربعين عامًا، ولم أظنه اللقاء الأخير، ولكنها الأقدار والآجال، وإنا لله وإنا إليه راجعون..

وكعادة «عمر» لم يكن يشكو، خاصة ما كان يتعلق بهمومه الخاصة..

شاركنا اللقاء محمود سالم مدير تحرير أخبار اليوم، الذى بادر «محمد عمر» بسؤاله عن موعد إجرائه عملية «قسطرة» على شرايين قلبه، وكان السؤال مفاجأة، فلم أكن أعلم بتلك العلة، وبدا على «عمر» القلق الذى حرص على مداراته، فما كان منى إلا طمأنته، مؤكدًا أن العلوم الطبية فى مصر ازدهرت وتقدمت حتى أصبحت عملية «القسطرة» من العمليات البسيطة التى لا يشوبها خطر. 

هرب «محمد عمر» من الحوار حول «القسطرة» المحدد صباح الأحد الماضى، لنركز فى إعداد الصفحة الأولى للجريدة، ومتابعة الانتهاء من صفحات أخبار اليوم حتى تصل لقرائها الأعزاء فى موعدها..

وعقب الانتهاء من إعداد الجريدة وإرسالها للمطبعة، ذهبت أبحث عن «عمر» حتى أخفف من روع ما يضمر فى وجدانه، فلم أجده. 

لم تفارقنى ملامح «محمد عمر» المضطربة، حاولت التواصل معه بإلحاح من داخلى، ولكن هاتفه كان «خارج الخدمة»، ومضى يوم السبت وآثرت عدم إزعاجه، حتى جاء يوم الأحد، غالبت القلق، وحاولت الاتصال به كى أطمئن عليه، ولكن دون جدوى.. وأثناء تلك المحاولات فاجأنى الهاتف معلنًا عن رسالة على «الواتس آب»، لتصدمنى مفاجأة نعى «محمد عمر» الذى بثه الكاتب الصحفى عمرو الخياط رئيس التحرير على صفحة «مجلس تحرير أخبار اليوم»، وسرعان ما تواصلت معه للتأكد من الخبر، الذى أكد أنه الحقيقة، والبقاء لله وحده. 

صعدت روح «محمد عمر» إلى بارئها، راضية مرضية، فى هدوء وسلام، ورغم «زوغانه» من توديع أحبائه إلا أن زملاءه وتلاميذه ورفاقه حرصوا على الالتفاف حوله حيث يوارى جسده التراب مع أذان العشاء يوم الأحد الماضى، الذى بات يومًا حزينًا على الصحافة المصرية لفقدها فارسًا من أمهر فرسانها. 
رحم الله «محمد عمر» وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وذويه الصبر والسلوان، وإنا لفراقك يا «عمر» لمحزونون.. نسألكم الدعاء وقراءة الفاتحة.