القصة الكاملة لحادثة دنشواي.. جبروت الإنجليز في المنوفية 

حادثة دنشواي
حادثة دنشواي

ظلت حادثة دنشواي الشهيرة حديث العالم حتى قامت صحف العالم بالكتابة عن وقائع تلك الحادثة، وقد تأثر الكاتب والمؤلف الأيرلندي الشهير جورج برنارد شو بالكتابة عن حقائق تلك الحادثة ترويها السطور التالية.

وبحسب ما تم نشره في جريدة أخبار اليوم بتاريخ 13 من شهر يونيو عام 1964 فإنه في:

صيف عام 1906 وبالتحديد في 13 يونيو بدأ سيناريو القصة الحزينة الذي دارت أحدائها في قرية دنشواى إحدى قرى محافظة المنوفية؛ حيث دخل في هذا اليوم أربعة من الضباط الإنجليز بملابسهم العسكرية وبحوزتهم بنادقهم من أجل صيد الحمام.

 

اقرأ ايضا:عازف الكمان أحمد الحفناوي..  جنيه عن كل حفلة لأم كلثوم

ورغم التحذيرات المتكررة من الأهالي من عدم صيد الحمام خوفا من البارود المتطاير من الرصاص الذي قد يصيب بيوتهم بالنيران.

وتقدم إليهم أحد الفلاحين وهو شيخ كبير في السن يتجاوز عمره الستين عاما ويدعى "حسن محفوظ" لتحذيرهم بألا يطلقوا أعيرتهم النارية لكي لا تندلع النيران في جرن القمح .

لكن أحدًا من الضباط لم يعر اهتمامه بذلك العجوز ولم يكترثوا لصراخه فأطلق أحدهم الرصاص من بندقيته لتصيب زوجة أحد الأشخاص ويدعى "عبدالنبي" وهو أحد الشباب الذين تجمعوا على أثر الصراخ الشديد.

وتوفيت السيدة وتطور الأمر بين الفلاحين والضباط إلى معركة حامية، وبعد أن أساء الضباط التصرف وأيقنوا أنهم  في خطر لا محالة لاذوا بالفرار وظلوا يركضون لأكثر من ثمانية كيلومترات تحت أشعة الشمس الحارقة حتى سقط أحدهم مغشيا عليه فتركه زملائه حتى وصلوا إلى معسكر الكتيبة على الترعة الباجورية وأبلغوا عن الحادث.

وخرج رجال الكتيبة في اتجاه القرية، وفي طريقهم وجدوا زميلهم الذي سبق وأغمى عليه قد مات وبجواره أحد الفلاحين وهو ممسك بقربة ماء في محاولة منه لإفاقته فما كان منهم إلا أن قتلوه وخزا بالبنادق.

لم يتحمل الإنجليز موت أحد ضباطهم ولم ينتظروا السلطات المحلية بل دخلوا القرية وقبضوا على الأهالى بداية من الرجل المسن الذي حذر الضباط في البداية من إطلاق الرصاص مرورا برجال وشباب القرية.

وتم نصب المشانق في القرية قبل بدء المحاكمة التي أصابها العوار من كل اتجاه وتم تشكيل هيئة محكمة خصيصا لتلك الواقعة من المصريين الموالين للإنجليز مثل بطرس غالي وأحمد فتحي زغلول.

وصل عدد المقبوض عليهم 52 متهما وتم الحكم على أربعة منهم بالإعدام شنقا، وأمرت المحكمة بإعدام "حسن محفوظ" أمام منزله وعلى مرأى ومسمع أهل القرية.

كما قامت بترك جثث المحكوم عليهم بالشنق معلقة لمدة نصف ساعة وهى تتأرجح على المشانق حتى يتمتع الانجليز برؤيتها هكذا، وتم الحكم على الباقين بأحكام متنوعة ما بين الأشغال الشاقة المؤبدة والجلد.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم