كريم عبد العزيز.. محطم الإيرادات

كريم عبد العزيز
كريم عبد العزيز

أحمد بيومى

“السهل أن تصل إلى القمة.. لكن ليس من السهل أن تحافظ عليها”.. جملة قد تبدو مكررة ونمطية وسمعتها عشرات المرات في الكثير من المواقف من العديد من الأشخاص، لكن بالفعل لو قمت بتطبيقها على أرض الواقع ستجد الكثير من الأمثلة التي تؤكد صحة المقاولة وأنها لم تأتي من فراغ أو مجرد حكمة عابرة، والمجال الفني تحديدا هو خير دليل على ذلك، فالكثير من النجوم تصدروا القمة، لكنهم سقطوا سريعا من فوقها، تاركين ذكرى بعمل أو أثنين على الأكثر، لكن من النادر أن تجد فنان بمجرد صعوده إلى القمة لم يتزحز عنها، هذا هو ما يطلق عليه “رجل القمة”.. هذا هو الفنان كريم عبد العزيز.. 

مسيرة “رجل القمة” أو كريم عبد العزيز، بدأت منذ طفولته، فالطفل كريم نشأ مصاحبا لوالده المخرج محمد عبد العزيز في بلاتوهات التصوير السينمائي، وكانت البداية مع فيلم “أنتبهوا أيها السادة” عام 1978، ويبدو أن الكاميرا أحبته كما أحبها لاحقا، فظهر مرة أخرى في واحد من أشهر أفلام الكوميديا في نهاية السبعينيات وهو “البعض يذهب إلى المأذون مرتين” 1978، ليشأ القدر أن يستغل نفس الفيلم في عمل سينمائي قام هو ببطولته عام 2021 مع بعض التغيير بحيث أصبح “البعض لا يذهب للمأذون مرتين”، مسيرة الطفل استمرت مع عمالقة الشاشة الكبيرة، حيث شارك عام 1979 أمام عادل إمام في فيلم “قاتل ما قتلش حد”، وفي عام 1981 مع سعاد حسني وعادل إمام في فيلم “المشبوه”، ومع سمير صبري ونادية لطفي ويسرا في فيلم “منزل العائلة المسمومة” عام 1986.

سنوات انقطاع طويلة عن الفن شغلتها سنوات الدراسة التقليدية والفنية، لكن العودة كانت من الباب الواسع، لتثبت أن الشهرة تبحث عن صاحبها، فأول عودة لكريم كانت من خلال مسلسل “امرأة من زمن الحب” عام 1998، وهو العمل الذي حقق نسب مشاهدة ضخمة مصريا وعربيا، لكن هذا المسلسل سبقه فيلم كان شاهد على أننا أمام موهبة صاعدة سريعا دون الحاجة للمرور على فترة معاناة البدايات، وهو “أضحك الصورة تضحك حلوة”، فيلم شهد وقوفه مع أسماء من الوزن الثقيل، أحمد زكي وسناء جميل أمام الكاميرا، وشريف عرفة خلفها، لكن الفيلم لم يحظى بنجاح تجاري كبير لأنه كان في مواجهة صعبة مع فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، أحد أنجح الأعمال السينمائية في تاريخ مصر.

مسيرة الأدوار الثانية أستمرت مع كريم لفترة قصيرة، ففي عام 2001 قدم كريم أول بطولاته السينمائية في الفيلم الكوميدي “حرامية في كي جي تو”، الذي تصدر الإيرادات وظل نجاحه مستمر لمدة طويلة، وهو الأمر الذي دفع منتج العمل لتكرار التجربة بنفس الأبطال في فيلم آخر عرض عام 2003 بعنوان “حرامية في تايلاند” ليتكرر أيضا نفس النجاح، في عام 2004 قام ببطولة فيلم “الباشا تلميذ”، ثم قدم أحد أنجح أعماله على الإطلاق فيلم “أبو علي” عام 2005، وهو العمل الذي كان بداية لتغيرر مساره سينمائيا، حيث قدم بعدها أول بطولاته بعيدا عن الكوميديا بفيلم “واحد من الناس”، العمل التراجيدي الأكشن الذي أكد على صدارة كريم لشباك التذاكر مهما كانت طبيعة العمل، الغريب أنه في نفس العام قدم كريم عمل كوميدي آخر وهو “في محطة مصر” مع منة شلبي ورغم نجاحه لكن ظل “واحد من الناس” هو الأهم هذا العام.

في العام التالي كرر كريم تجربة الأكشن مع فيلم “خارج على القانون” الذي تصدر أيضا شباك التذاكر، وعاد في 2009 مع المخرج الكبير شريف عرفة - مكتشفه – ومنى زكي شريكة نجاحه في “أبو علي” بفيلم الجاسوسية والأكشن “ولاد العم”.

عام 2011 كان أقل سنوات كريم نجاحا، حيث لم يحقق فيلم “فاصل ونعود” أي إيرادات تذكر، لكن هذا لم يعني سقوط “رجل القمة”، بل كانت الظروف السياسية والأمنية والاجتماعية في مصر أقوى من أي عمل يقدم وقتها، لذلك توجه كريم في عام 2014 وقف على قمة شباك التذاكر بفيلم الإثارة والرعب “الفيل الأزرق” الذي حقق أرقام قياسية لم يسبقه لها فيلم من قبل. 

منذ هذه الفترة أصبحت أسهم كريم في تصاعد، وأيضا أرقام إيراداته، وجاءت نجاحاته المستمرة بأفلام “نادي الرجال السري” و”الفيل الأزرق 2” عام 2019، والأخير كسر الرقم القياسي الذي حققه الجزء الأول، ثم “البعض لا يذهب للمأذون مرتين”.

وفي الختام دائما درة الحديث، فيلم “كيرة والجن”، العمل الذي مازال يحصد الإيرادات متفوقا على إيراد تحقق في تاريخ السينما المصرية على مدار تاريخها الذي يتخطى المائة عام، بأكثر من 106 مليون جنيه في 7 أسابيع لعرضه، ليثبت أننا أمام نجم استثناء صعد للقمة ولن يتنازل عنها.