من الأخر

زمـن الزمالك

د. أســامة أبــو زيــد
د. أســامة أبــو زيــد

من‭ ‬جدّ‭ ‬وجد‭.. ‬من‭ ‬زرع‭ ‬حصد‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬المثل‭ ‬الذى‭ ‬ينطبق‭ ‬تماماً‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬الزمالك‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭.. ‬نوايا‭ ‬طيبة‭ ‬وإدارة‭ ‬واعية‭ ‬وجهاز‭ ‬فنى‭ ‬فاهم‭.. ‬ولاعبون‭ ‬بذلوا‭ ‬كل‭ ‬الجهد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسعاد‭ ‬الجماهير‭ ‬التى‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تفرح‭ ‬وتسعد‭.. ‬ليصل‭ ‬الأبيض‭ ‬أبوخطين‭ ‬حمر‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬التتويج‭ ‬بطلاً‭ ‬للدورى‭ ‬للعام‭ ‬الثانى‭ ‬على‭ ‬التوالى‭.‬

عندما‭ ‬يخسر‭ ‬فريق‭ ‬كبير‭ ‬بطولة‭.. ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتألم‭ ‬ويتوجع‭ ‬حباً‭ ‬فى‭ ‬النادى‭.. ‬وهنا‭ ‬تختلف‭ ‬الآراء‭.. ‬مجموعات‭ ‬تقف‭ ‬خلف‭ ‬فريقها‭ ‬وتشجعه‭ ‬من‭ ‬القلب‭.. ‬وعينات‭ ‬تتشفى‭ ‬من‭ ‬‮«‬السواد‮»‬‭ ‬وعدم‭ ‬وجودها‭ ‬فى‭ ‬الكيان‭ ‬أو‭ ‬‮«‬ركنتها‮»‬‭.. ‬وعينات‭ ‬غريبة‭ ‬تبعد‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬الحيادية‭ ‬والمنطق‭ ‬وتبدأ‭ ‬رحلة‭ ‬التخبيط‭ ‬فى‭ ‬المنافس‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬قصور‭ ‬أو‭ ‬تشويه‭ ‬لتنهى‭ ‬أفراحه‭ ‬مبكراً‭!!‬

هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬موجودة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.. ‬ولكنها‭ ‬أصبحت‭ ‬منتشرة‭ ‬بشكل‭ ‬قبيح‭ ‬فى‭ ‬الرياضة‭ ‬وتتزايد‭ ‬بشكل‭ ‬مؤسف‭ ‬نتيجة‭ ‬‮«‬للخراب‮»‬‭ ‬الاجتماعى‭.. ‬الفيس‭ ‬بوك‭.. ‬وصفحات‭ ‬وفيديوهات‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬التى‭ ‬تساهم‭ ‬فى‭ ‬تخريب‭ ‬العقول‭.. ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬هب‭ ‬ودب‮»‬‭ ‬يطلع‭ ‬ويظهر‭ ‬بطلته‭ ‬البهية‭.. ‬ويحكى‭ ‬ويزيد‭ ‬ويعيد‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬شىء‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬بألفاظ‭ ‬يُعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭.. ‬المهم‭ ‬الناس‭ ‬تعرفه‭!!‬

الأجواء‭ ‬كانت‭ ‬ضبابية‭ ‬تماماً‭ ‬داخل‭ ‬القبيلة‭ ‬البيضاء‭ ‬وخارج‭ ‬أسوارها‭.. ‬مجلس‭ ‬محلول‭.. ‬لجان‭ ‬جاءت‭ ‬لقيادة‭ ‬المؤسسة‭ ‬البيضاء‭ ‬الزملكاوية‭.. ‬بعضها‭ ‬حاول‭ ‬فك‭ ‬الشفرات‭ ‬وحل‭ ‬‮«‬اللوغاريتمات‮»‬‭.. ‬وآخرون‭ ‬فشلوا‭ ‬فشلاً‭ ‬ذريعاً‭ ‬وكانوا‭ ‬يدعون‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لتولى‭ ‬المسئولية‭ ‬بأن‭ ‬تمر‭ ‬عليهم‭ ‬الأيام‭ ‬بخير‭ ‬حتى‭ ‬يبتعدوا‭ ‬عن‭ ‬نار‭ ‬ميت‭ ‬عقبة‭.‬

ملفات‭ ‬عويصة‭ ‬وشبه‭ ‬معضلة‭ ‬كانت‭ ‬هى‭ ‬أساس‭ ‬الزمالك‭.. ‬الاقتراب‭ ‬منها‭ ‬صعب‭ ‬لأن‭ ‬لهيبها‭ ‬عنيف‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ملايين‭ ‬الملايين‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬فى‭ ‬كفة‭ ‬والفريق‭ ‬الأول‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬فى‭ ‬كفة‭.. ‬الهدف‭ ‬فى‭ ‬مرمى‭ ‬المنافس‭ ‬يهز‭ ‬القلوب‭.. ‬ويسعد‭ ‬البشر‭ ‬الزملكاوية‭ ‬ويجعل‭ ‬الحياة‭ ‬أحلى‭.. ‬والفوز‭ ‬بالنقاط‭ ‬الثلاث‭ ‬يجعل‭ ‬الوجوه‭ ‬مبتسمة‭ ‬والفرحة‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬فرحة‭.. ‬وعندما‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬بطولة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التقلبات‭ ‬والانقلابات‭ ‬هنا‭ ‬المعجزة‭.‬

كانت‭ ‬الانتخابات‭ ‬هى‭ ‬بداية‭ ‬زمن‭ ‬الزمالك‭.. ‬جاء‭ ‬مجلس‭ ‬مرتضى‭ ‬منصور‭ ‬بقائمة‭ ‬كاملة‭.. ‬وبدأت‭ ‬الرؤية‭ ‬تتضح‭.. ‬والخزائن‭ ‬تمتلئ‭.. ‬والحياة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭.. ‬والشغل‭ ‬المؤسسى‭ ‬يعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭.. ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬الحقيقة‭.. ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬نجاحاً‭ ‬فاعلم‭ ‬أن‭ ‬العامل‭ ‬الأول‭ ‬الإدارة‭ ‬ورئيس‭ ‬المؤسسة‭.‬

تعدلت‭ ‬الأوضاع‭ ‬تماماً‭ ‬فى‭ ‬الزمالك‭.. ‬اختفت‭ ‬‮«‬الشلالية‮»‬‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬مرتضى‭ ‬منصور‭.. ‬كل‭ ‬من‭ ‬ينتمى‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬دوره‭ ‬محدد‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬الآخرين‭.. ‬هنا‭ ‬اختفى‭ ‬زمن‭ ‬‮«‬السمك‭ ‬لبن‭ ‬تمرهندى‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يتربع‭ ‬الزمالك‭ ‬على‭ ‬عرشه‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭.. ‬اختفى‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬المجلس‭ ‬أو‭ ‬الزمالك‭ ‬وحدث‭ ‬الانتصار‭.‬

منح‭ ‬المجلس‭ ‬الحالى‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬أعضاءه‭ ‬بالكامل‭.. ‬الصلاحيات‭ ‬الكاملة‭ ‬لأمير‭ ‬مرتضى‭ ‬الذى‭ ‬أجاد‭ ‬وأغلق‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬تسريب‭ ‬الأخبار‭ ‬والمعلومات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬داخل‭ ‬ميت‭ ‬عقبة‭ ‬على‭ ‬‮«‬الكيف‮»‬‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬الصحف‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬حياء‭ ‬أو‭ ‬خجل‭.‬

من‭ ‬يصدق‭ ‬أن‭ ‬أعمدة‭ ‬أساسية‭ ‬فى‭ ‬فريق‭ ‬ترحل‭ ‬ولا‭ ‬يهتز‭ ‬الفريق‭.. ‬ويظهر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الأفذاذ‭ ‬يحققون‭ ‬انتصارات‭ ‬كبرى‭ ‬بأداء‭ ‬فنى‭ ‬رائع‭ ‬يعيد‭ ‬أمجاد‭ ‬الفن‭ ‬والهندسة‭.‬

من‭ ‬يصدق‭ ‬أن‭ ‬الزمالك‭ ‬ومديره‭ ‬الفنى‭ ‬فيريرا‭ ‬المبدع‭ ‬والمخضرم،‭ ‬يلعب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفوز‭ ‬فقط‭ ‬ويدخل‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الأهلى‭ ‬بلا‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬رعب‭ ‬مثلما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬أجيال‭ ‬كثيرة‭ ‬تخسر‭ ‬من‭ ‬الأهلى‭ ‬نفسياً‭ ‬قبل‭ ‬المهارات‭ ‬وانطلاق‭ ‬المباراة‭.‬

من‭ ‬يصدق‭ ‬أن‭ ‬الزمالك‭ ‬يفوز‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مباريات‭ ‬متتالية‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬هدفاً‭ ‬وعزيمة‭ ‬وإصراراً‭ ‬وحباً‭ ‬وهدوءاً‭.‬

نعم‭ ‬استحق‭ ‬الزمالك‭ ‬بطولة‭ ‬الدورى‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬لأنه‭ ‬كافح‭ ‬ولم‭ ‬يخترع‭ ‬وكان‭ ‬التوفيق‭ ‬حليفه‭.‬

جميل‭ ‬أن‭ ‬يبارك‭ ‬الأهلاوية‭ ‬للزمالك،‭ ‬لأن‭ ‬الرياضة‭ ‬مكسب‭ ‬وخسارة،‭ ‬يوم‭ ‬كسبان‭ ‬وآخر‭ ‬متعادل‭ ‬ويوم‭ ‬خسران‭.. ‬ومثلما‭ ‬أكدت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نغمة‭ ‬التحفيل‭ ‬فعلاً‭ ‬‮«‬رزلة‭ ‬وبايخة‭ ‬ودمها‭ ‬تقيل‮»‬‭ ‬وتسبب‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭.‬

على‭ ‬الأهلى‭ ‬أن‭ ‬يتدارك‭ ‬أخطاءه‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬للمنافسة‭ ‬ويسعد‭ ‬جماهيره‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وعلى‭ ‬الزمالك‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬دعم‭ ‬صفوفه‭ ‬وأن‭ ‬يستمر‭ ‬فى‭ ‬استقراره‭ ‬ليحافظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬لأن‭ ‬جماهيره‭ ‬عرفت‭ ‬طعم‭ ‬الفرحة‭ ‬والسعادة‭ ‬والفوز‭.‬

مبروك‭ ‬لكل‭ ‬منظومة‭ ‬الزمالك‭ ‬التى‭ ‬أعادت‭ ‬الزمن‭ ‬الأبيض‭ ‬‮«‬أبوخطين‭ ‬حمر‮»‬‭.. ‬وهاردلك‭ ‬للمنافس‭ ‬التقليدى‭ ‬الأهلى‭.. ‬والله‭ ‬الموفق‭ ‬والمستعان‭.‬

برقيات سريعة

<  محمد صلاح: أحوال ليفربول غير مطمئنة.. لأن عضمة النجوم كبرت!!

<  سواريش: «باى.. باى»!!

<  فيريرا: أصبحت علامة فى ميت عقبة.. لن ينساك الزملكاوية!!

<  محمد عمر: الاتحاد «سيد البلد» وأنت النجم الأول فى الإسكندرية.

<  محمد الشناوى: وحشتنا.. المنتخب فى انتظارك!!