«ملتقى الشباب العربي لبناء الوعي» يستعرض التجارب العربية لبناء التنمية والسلام

 ملتقى حديث الشباب العربي لبناء الوعي
ملتقى حديث الشباب العربي لبناء الوعي

تتواصل بالقاهرة فعاليات الملتقى الأول حول "حديث الشباب العربي لبناء الوعي " والذي ينظمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بالتعاون مع وزارة الشباب تحت شعار " أجيال تدعم قضايا الأمة " بمشاركة عربية وافريقية واسعة ، حيث تم عقد العديد من الجلسات ، دعا خلالها المشاركون الى تكثيف الجهود العربية والافريقية  لترسيخ الوعي لدى الشباب وحمايتهم من الفكر المتطرف واشراكهم في التنمية وصنع القرار .

اقرأ أيضا:

الشباب العربي والأفريقي يستعرضان القواسم المشتركة وفرص الاستثمار الواعدة

وكذلك العمل على تعظيم دور الدين والاعلام والدراما في بناء الوعي لدى الشباب الذين يمثلون ثروة أوطانهم وقاداتها في المستقبل.

وخلال جلسة التأثير النفسي والسياسي والاقتصادي على المجتمعات العربية وفي محورها  الاول : "بناء الوعي المفهوم واثره المجتمعي "

تحدثت الدكتورة كوثر الجوعان رئيس معهد المرأة للتنمية والسلام بالكويت

موضحة ان المعهد يعني بكافة الفئات ويهتم بنشر الوعي وثقافة السلام والاصلاح الديمقراطي وحقوق الانسان والثقافة والتراث والموضوعات التنموية موضحة .

وقالت ان جائحة كورونا لم تعطل عملنا فمن خلال منصة زوم نظمنا العديد من المؤتمرات ونحتفل دائما بيوم السلام العالمي بمشاركة الامين العام لجامعة الدول العربية ، ونحن نعتبر انفسنا من الدول التي تنافس على التقدم  وندرك جيدا ان " الوعي " يشكل البوصلة التي سيقود من خلالها الشباب مجتمعاتنا .

واضافت ان المجتمع الكويتي امتداد للدول العربية يؤثر فيها ويتأثر بها ويعمل على التوعية والتصدي لما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات مغلوطة وكل ما يخالف عاداتنا وتقاليدنا مما يصدره لنا الغرب .

وقالت ان بلادنا العربية زاخرة بالثروات ويجب استغلالها كما انه زاخر بتاريخه وتراثه .

و طالبت وزارات التربية والتعليم بمناهج ترسخ الوعي وتنمية الهوية الوطنية لدى النشء والشباب .

و التصدي للصراعات من اجل الحفاظ للحفاظ على مجتمعاتنا من اي غزو خارجي سياسي وثقافي ومجتمعي وأن نتحمل مسؤولياتنا الوطنية ضد محاولات اثارة الفتن بيننا وان نتماسك ونتعاون ضدها.

وأكدت أهمية حماية الشباب العربي بناة مستقبل الأمم واستغلال الثروات الشبابية وان يتبنى الملتقى استراتيجية الشباب في هذا الشأن .

 

من جهته أكد إبراهيم راشد رئيس جمعية الخالدية الشبابية بالبحرين أهمية دور المجتمع المدني في النهوض بالشباب موضحا ان جمعيته نظمت 

١٢٤ فعالية ناجحة خلال عامين .

ودعا الى تغيير المناهج التعليمية التي لا تزال تقليدية ويجب ان تتواكب مع التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي .

وقال انه لو لم نتسلح بصورة علمية صحيحة ونتصدى لمحاولات التشويه عبر وسائل الاجتماعي لن نتقدم في استشراف المستقبل خاصة في ظل الحروب العالمية الراهنة والتحديات الخطيرة في العالم .

وفي المحور الثاني حول التأثير النفسي والسياسي والاقتصادي على المجتمعات العربية وخلال الجلسة التي ادارها الاعلامي احمد يوسف

أكد الدكتور حمدي أبو سنة  محاضر الصحة النفسية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن الشباب هو مصدر الطاقة الايجابية واذا كان الفكر لدى الشباب سليما يؤدي الى سلوك ايجابي  

و حذر أبو سنة من مخاطر الشائعات التي تستخدم وقت الازمات مؤكدا ضرورة التوعية لدى الشباب وترسيخ الارشاد الاسري والتربوي والاعلامي والديني  .

  وتحدث عن مخاطر الحروب النفسية في العصر الحديث موضحا ان الدولة لابد ان تتمتع بالقوة الممثلة في "قوات مسلحة" والفكر والكرامة .

وقال ان المجتمع المدني يحب ان ينمي مهارات التفكير لدى الشباب .

وان يتم حشد الجهود لمواجهة العمليات النفسية بانواعها البيضاء والرمادية والسوداء التي تستهدف انت و استقرار الدول .

 

وفي الجانب الخاص بالتأثير السياسي حذرت الاعلامية رانيا هاشم عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من خطورة الغزو الفكري ومحاولات طمس الهوية لافتة الى ان الفراغ وراء استهداف فكر الشباب باعتبار ان الفراغ مفسدة ، فالشباب اصبح اسيرا لمواقع التواصل الاجتماعي ، وان الفراغ  والبطالة وتشويه النماذج والرموز العربية امر اصبح يثير مخاوف الجميع واعتبرت ان كلمة "تريند" وسعي الشباب الدائم وراءها  هي استهداف لتسطيح العقول العربية .

وأكدت اهمية تعريف الشباب بأهمية دورهم السياسي في تنمية مجتمعاتهم .

 

تنمية الوعي السياسي :

كما تحدث الدكتور محمد بودن  رئيس مجلس اطلس للمؤشرات السياسية والمؤسسية بالمغرب عن اهمية ترسيخ

الوعي السياسي لدى الشباب  ويجب ان ينظر له بمنظور اشمل فهو يعتمد على المعرفة والبحث والتربية على المواطنة وهو ما اكدته  الواجبات المنصوص عليها في الدساتير .

وحذر من استهداف الشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعي لزعزعة امن الدول.

واشاد بالعلاقات الوطيدة بين بلاده ومصر وانهما لديهما رؤية متطابقة لمواجهة الارهاب وجعل الشباب ركنا ركينًا نحو المستقبل بحيث يشكل اضافة لمجتمعه عبر التمكين واتاحة الفرصة لهم لدخول البرلمان وتقريبهم من مواقع صنع القرار .

تجربة جزر القمر :

واستعرض حامد احمد قمر تجربة بلاده جزر القمر في المصالحة الوطنية بقيادة الرئيس عثمان غزالي ورؤية الحكومة القمرية في جعل قضايا الشباب في الاولوية ، موضحا انها تجربة شيقة وثرية  وخرجت من رحم المعاناة .

 

وحول التأثير الاقتصادي في بناء المجتمعات العربية تحدثت السعودية وفاء محمد الطجل باحثة ومستشارة تربوية عن اهمية الوعي كفهم سليم لقضية ما وثقافة محددة ليقود نحو سلوك سليم .

وقالت أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قائد ملهم يقود بلد ٦٠ بالمائة من سكانه تحت سن الأربعين.

وأن الأمير محمد بن سلمان أثبت أن الشباب قادر بابداعه على ان يكون قائدا لبلاده ورؤية 2030 تتضمن  برامج تدعم "الحيوية"   لدى الجميع والاقتصاد المزدهر فلن نعتمد على البترول فقط  بل يسعى لتنويع مصادر الدخل والطموح  لدى الشباب .

المشروعات الصغيرة والمتوسطة :

ومن الاردن تحدث امجد صقر الكريمين مسؤول الشراكات بهيئة شباب كلنا الاردن  عن الدور الاقتصادي للشباب من خلال تشجيعهم على اقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي تتطلب وعيا  واسعا حولها من قبل صناع القرار لمواجهة الفقر والبطالة .

وقال ان لدينا تجربة في هذا الاطار منذ عام 2010 ومبادرة تضمنت شركات عديدة تميزت بمجال الريادة والابتكار .

تحدث عن دور الجامعة العربية وضرورة اعادة النظر في مخرجات القمم العربية لتفعبل رؤية الاصلاح السياسي والاقتصادي .

 

"حياة كريمة"  أضخم المشروعات في مصر :

وشهد الملتقى استعراضا من قبل ممثلة   مبادرة  " حياة كريمة " كنموذج للشباب المتطوع وهي من اكبر المشروعات المصرية في التاريخ الحديث .

كما تحدثت اللواء الدكتور هبة ابو العمايم مستشارة وزيرة التضامن للتفتيش عن تجربة "البيوت الأمنة " في مصر  موضحة ان هناك لائحة لانشاء "البيوت الامنة"  وهناك تجربة   لأسر  بديلة ل١٤ الف و خمسمائة طفل وهناك تخطيط لمزيد من الاسر ، وبالنسبة لابنائنا من ذوي الاحتياجات فان هناك توجيهات لتعديل القوانين الخاصة بالاعاقة والايتام .

الدين والاعلام وبناء الوعي :

وخلال الجلسة الثالثة حول دور الدين والاعلام والدراما في التاثير على بناء الوعي والتي ادارتها داليا عزام مسؤول العلاقات الخارجية بوزارة الشباب والرياضة والتي اكدت اهمية الملتقى ودور مجلس الشباب العربي كأحد اعمدة رفع الوعي لدى الشباب العربي

 

تناول فضيلة الدكتور حسن خليل الامين العام المساعد للثقافة الاسلامية بمجمع البحوث الاسلامية دور القيادة السياسية الحكيمة التي  اسست لبناء الوعي ودعت اليه مؤكدا ان امة بلا وعي هي امة لا تتقدم .

 

وفي المحور الثاني حول تأثير الدراما على بناء الوعي بالمجتمعات العربية

تحدث محمد بدران الامين العام الاسبق  للمجلس الاعلى للثقافة مؤكدا  اهمية الملتقى للاسهام في التوعية والتنوير لعقول الشباب

و حذر من الغزو الفكري عبر المسلسلات الاجنبية ومسلسلات ديزني وافلام منتجة عالميا حولت "الشواذ " للاسف  الى عباقرة  كما تروج  ل" المثلية".

 

وتحدث عن تجربته في صعيد مصر عبر مؤسسة بدران الثقافية لاعادة الحرف التقليدية عبر محاورة ثرية .

 

ومن المغرب تحدث  محمد نبيل شفاق نائب رئيس جمعية الامل المسرحي تمارة  عن الحلم بالوحدة العربية لافتا الى التحديات الجسام التي تواجه دول المنطقة في هذا الاطار .

 

ومن السعودية اكدت  حواء القحطاني عضو هيئة الصحفيين السعوديين اهمية التضامن العربي ووجود وحدة اعلامية ومعايير تحدد دور الاعلامين والصحفيين .

 

وشهد الملتقى  جلسة حول دور المؤسسات الاقتصادية والمالية في دعم بناء الوعي لتحقيق التنمية المستدامة تحدث خلالها الدكتور عبد المنعم وهدان رئيس المؤسسة الفلسطينية للاقراض الزراعي مستعرضا التحديات التي تواجهها المؤسسة في ظل الانتهاكات الاسرائيلية والمتغيرات الراهنة ، كما ركزت الدكتورة كلثم عبد الله سالم رئيس اتحاد المرأة المتخصصة فرع الامارات عن  ضرورة تكثيف الجهود لاستغلال الموارد والثروات الهائلة التي تزخر بها دولنا العربية موضحة ان دولة مثل موريتانيا لديها فرص استثمارية واعدة ولابد من استغلالها .

 

مواقف لا تنسى للاردن مع مصر :

وحول الدور العربي الداعم لمصر  قال

عطوفة عبد الرحيم الزواهرة مدير عام هيئة شباب كلنا الاردن  اننا نبني امالا كبيرة على الشباب للتسلح بالعلم والمعرفة والاستفادة من كل تجاربنا العربية ، مؤكدا ان النموذج المصري رائد ويدرس وهناك اهتمام ملكي اردني بالشباب ،  ولدينا مواقف مشرفة بين الاردن ومصر رسختها القيادة الهاشمية والقيادة المصرية الحريصة على تعميق العلاقات الاردنية المصرية وهناك توافق وتنسيق لدعم القضية الفلسطينية والعمل من اجل تنفيذ حل الدولتين وهناك لقاءات بين مصر والاردن والعراق لتعزيز مفهوم العمل العربي المشترك ونوه في هذا الاطار بقمة جدة والتي شاركت فيها بلاده مؤخرا ، مما يرسخ اهمية التكاملية والتعاون العربي  في مواجهة كافة التحديات والتصدي للفكر  المتطرف ، مضيفا : لقد كنا داعمين لمصر في مواجهة الفكر المتطرف لاستعادة دورها الرائد.