تقارير دولية: العقود الآجلة للنفط تتعافى من خسائرها وتتحول للصعود

 أسعار النفط الخام
أسعار النفط الخام

تعافت أسعار النفط الخام من خسائرها وتحولت نحو الصعود في ختام تعاملات أمس، بعد انخفاضها في بداية الجلسة بسبب توقعات حدوث ركود اقتصادي عالمي يحد من الطلب على الطاقة، إضافة إلى ارتفاع الدولار الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط الخام.
وحققت العقود الآجلة للنفط الخام ارتفاعا حيث لاقت بعض الدعم من تعليق تدفقات النفط الروسي إلى وسط وشرق أوروبا.
وارتفع خام برنت إلى 96.55 دولار للبرميل والخام الأمريكي إلى 90.84 دولار، متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار للجلسة الرابعة من الأعلى له منذ 28 من تموز (يوليو) وفقا للعلاقة العكسية بينهم عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعتها عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للنفط في العالم.
ويقول محللون نفطيون لوكلات انباء عالمية إن المستثمرين يراقبون أساسيات الاقتصاد الكلي المضطربة في جميع أنحاء العالم، خاصة في ظل سوق العمل الأمريكية التي لا تزال قوية رغم الاضطرابات.
وأوضحوا أن مكاسب الأسعار تدعمت مع تعليق شركة ترانس نفط الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب تدفقات النفط عبر خط أنابيب دروزبا بسبب مشكلة في السداد حيث يضخ خط الأنابيب الخام الروسي إلى دول شرق ووسط أوروبا بما في ذلك المجر والتشيك وسلوفاكيا ويجدد التوقف المخاوف بشأن أمن الطاقة في أوروبا. ولفتوا إلى أن التقارير الدولية تشير إلى أن عددا من أعضاء "أوبك +" يعانون تضرر إنتاجهم جراء العقوبات وعدم الاستقرار الجيوسياسي والانقطاع غير المخطط له والصيانة المجدولة والمسائل الفنية الأخرى، منوهين إلى أن إنتاج أعضاء المجموعة من الأفارقة انخفض بشكل جماعي عن حصصهم في الشهر الماضي واستمروا في تراجع الإنتاج في اتجاه طويل الأمد خاصة في نيجيريا وأنجولا.
وفى هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة إن التقلبات مسيطرة على السوق حيث تظل آفاق أسعار النفط غير مؤكدة إلى حد كبير بينما كانت المعنويات متزعزعة في الأسابيع الأخيرة بسبب المخاوف المستمرة من الركود التي خفف من حدتها علامات على التفاؤل في سوق العمل الأمريكية.
وأشار إلى أنه مهما كان تضرر الطلب على النفط الخام الذي يحدث من ضعف الاقتصاد العالمي فلن يكون قادرا على خفض أسعار النفط كثيرا نظرا لانخفاض توقعات نمو العرض موضحا أنه في أوروبا خصوصا يشعر المستهلكون بالتباطؤ في النمو الاقتصادي وكذلك التجار أيضا. ومن جانبه، أوضح جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا أن أسعار النفط الخام والوقود متأرجحة كما تلقي تكاليف الطاقة المتزايدة بثقلها على المستهلكين الأوروبيين مع ارتفاع معدلات التضخم في الاتحاد الأوروبي خاصة بريطانيا التي تشهد ارتفاعا يصل إلى 13 في المائة مدفوعا في الأغلب بارتفاع أسعار الغاز. وذكر أن بنك الاستثمار الأمريكي "جولدمان ساكس" كرر وجهة نظره الصعودية لأسعار النفط حيث رجح بقاء ضيق السوق طوال 2023 المقبل كما حافظ على متوسط توقعات السعر للعام نفسه البالغ 125 دولارا للبرميل مشيرا إلى انتعاش أسعار النفط عقب أنباء عن توقف إمدادات النفط الروسية إلى وسط أوروبا عبر أوكرانيا.
أما أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة فيرى، أن الأسواق تأثرت بمعوقات التصدير الروسي للنفط حيث اتهمت موسكو كييف بوقف تدفق النفط عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، وتعرضت إمدادات النفط الخام إلى دول مثل المجر وسلوفاكيا والتشيك للخطر، ما يدعم المخاوف من شح المعروض النفطي وتصاعد وتيرة أزمة الطاقة في الاتحاد الأوروبي حيث يبحث الاتحاد عن موارد بديلة للطاقة بوتيرة سريعة لتحل محل الإمدادات من روسيا.
وتقول ليز أكسوي المحللة الصينية والباحثة في شؤون الطاقة إن زيادة المعروض من جانب "أوبك +" ما زالت مستمرة لكنها تبقى أقل من الطموحات في ظل تعطش السوق لمزيد من إمدادات النفط الخام، موضحة أن مسحا لوكالة بلاتس الدولية أظهر أن أوبك وحلفاءها سجلوا أعلى زيادة شهرية في إنتاج النفط الخام في خمسة أشهر في يوليو الماضي بقيادة زيادات من جانب السعودية وكازاخستان.
وذكرت أن المجموعة وافقت على تسريع زيادات حصصها لشهري يوليو وأغسطس للمساعدة على تلبية الطلب المتزايد كما قامت بإجراء زيادة في سبتمبر وهي مدعومة بانتعاش إنتاج كازاخستان وروسيا مشيرا إلى معاناة عديد من الأعضاء للحفاظ على الإنتاج حيث نمت الفجوة بين إنتاج "أوبك +" وحصصها إلى 2.80 مليون برميل يوميا في يوليو.
ويشير تقرير إدارة معلومات الطاقة للأسبوع المنقضي في الخامس أغسطس إلى تقلص الفائض إلى نحو 0.1 مليون برميل مقابل 4.5 مليون برميل، وفي ظلال تسعير الأسواق لتقدم المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران حيال الاتفاق النووي الذي من شأنه أن يعزز صادرات طهران النفطية للأسواق العالمية بالتزامن تنامي التوقعات بركود عالمي يلوح في الآفاق قد يحد الطلب. ومن جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 100.92 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 100.78 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع عقب عدة تراجعات على التوالي وإن السلة خسرت أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 104.86 دولار للبرميل

اقرأ أيضا توقف ضخ النفط من روسيا يقود أسعار النفط للتراجع