عاجل

جلال عارف يكتب: إسرائيل.. وغطرسة القوة!!

جلال عارف
جلال عارف

جريمة جديدة لإسرائيل كان مسرحها بالأمس مدينة نابلس بالضفة الغربية. اغتالت إسرائيل بعض القيادات الشابة لكتائب شهداء الأقصى التابعة لمنظمة فتح وأوقعوا عشرات الإصابات بين المدنيين.

العدوان الجديد يفتح أبواب التصعيد من جديد، وينسف كل ادعاءات إسرائيل التى رافقت المجزرة التى ارتكبتها فى غزة ويعيد تذكير العالم بأن الخطر سيظل ماثلا طالما بقى الاحتلال الإسرائيلى، وطالما وجدت إسرائيل من القوى الكبرى من يساعدها على الإفلات من المحاسبة على ما ترتكبه من جرائم.

كانت إسرائيل تحاول تبرير مجزرة غزة بأنها جزء من حربها ضد إيران، ولهذا كان استهدافها لتنظيم «الجهاد».. فى جريمة الأمس كان الاستهداف لقيادات «فتح» العسكرية وللسلطة الفلسطينية الملتزمة ـ حتى الآن ـ بالتهدئة والسعى للحل السلمى. وكانت إسرائيل تقول بالصوت العالى إن حربها العدوانية هى ضد كل ما هو فلسطينى.. كانت كذلك وستظل دائما.

وكانت إسرائيل تحاول تأكيد رؤيتها بالفصل بين الضفة وغزة. فجاءت الجريمة الجديدة فى «نابلس» لتضرب كل ذلك، ولتؤكد أن صواريخ إسرائيل لا تفرق بين نابلس وغزة ولا بين «فتح» و«الجهاد» وأنها لا تأبه بصراع الفصائل ولا تريد بابا مفتوحا نحو المقاومة بالسلاح أو بالسياسة!!

ويبدو أن إسرائيل تريد أن تؤكد أن التصعيد نحو الحرب هو قرار إستراتيجى وليس تكرارا لمغامرات ما قبل الانتخابات الإسرائيلية.. وهذا هو الخطر الأكبر فى ظل أوضاع دولية وإقليمية مضطربة، ومع أوهام إسرائيلية تغذيها محاولات التطبيع المجانى وامتلاك ورقة الدعم الأمريكى بلا حدود!

غطرسة القوة تقود إسرائيل إلى طريق مسدود تغتال ما تبقى من فرص السلام وتراهن على المستحيل. لن تكسب حربا ضد شعب يودع شهداءه بالزغاريد، ولن تربح رهانا على صراع الفصائل الذى أصبح استمراره خيانة لنضال شعب فلسطين ولن تحقق أمنها إلا إذا تحقق الأمن لشعب فلسطين داخل دولته المستقلة وقدسه المحررة.
التاريخ يقول إن غطرسة القوة لا تقود إلا للانتحار!!