عالم أزهري: المحرم شهر نصر وعزة وصيام عاشوراء ويؤكد قوة الأمة

الشيخ عمر البسطويسى
الشيخ عمر البسطويسى

أظلنا شهر محرم وهو شهرعظيم مبارك، أول شهور العام الهجري، وأحد الأشهر الحرم التى قال الله عنها :«إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم» فشهر المحرم له فضائل عظيمة ففيه يوم عاشوراء يوم نصر الله لأوليائه وهزيمة الباطل..

وعن هذا يحدثنا الشيخ عمر البسطويسي من علماء الأزهر الشريف فيقول: إن الله جعل عدة الشهور اثنا عشر شهرا فى العام وجعل منهن اربعة حرم فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال فى شرح «فلا تظلموا فيهن أنفسكم» اختص الله أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم، وأيضا العمل الصالح والأجر أعظم، وأيضا عن أبى بكر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاثة متتاليات ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان)، وكانوا يسمون شهر المحرم الأصم لشدة تحريمه .

ويضيف: من فضائل شهر المحرم انه يستحب الإكثار من صيام النافلة فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) حيث قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال صلى الله عليه وسلم: (ما هذا قالوا هذا يوم صالح  نجى الله بنى إسرائيل من عدوهم فصامه موسى شكرا لله تعالى فقال صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى منكم) فنحن نصومه تعظيما له فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.

اقرأ أيضًا | عالم: ليس واجبًا على البنت المشاركة فى تأسيس البيت.. والزوج يتحمل كل شئ |فيديو

ويؤكد : هذه الأمة المباركة هى امتداد للأنبياء والصالحين، فكل نبى وكل صالح من الأمم السابقة هو تابع لهذه الأمة ونحن أحق بكل نبى من قومه الذين كذبوه وعصوه، فالأنبياء عليهم السلام امتداد لتاريخنا  والانتماء إلى الأنبياء ليس انتماء نسب أو بلد  انما الانتماء يكون باتباع هديهم وتعاليمهم، ولذا قال النبى فى فضل يوم عاشوراء :(صيام يوم عاشوراء إنى احتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله)، فيا له من فضل عظيم لا يفوته إلا محروم، فصوم يوم واحد لا يتجاوز ١٥ساعة يكفر الله به خطايا عام كامل وهذا من رحمة الله بنا ولطفه.

وقال أهل العلم ومنهم الإمام النووى والإمام ابن تيمية إنه يكفر الذنوب الصغائر فقط أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح
ويجوز إفراد يوم عاشوراء بالصيام إن كان يوم جمعة أو سبت وإن كان الأولى صيام يوم قبله أو يوم بعده، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لن بقيت إلى قابل لأصومن تاسع وعاشر يعنى عاشوراء وقال صلى الله عليه وسلم: خالفوا اليهود وصوموا يوما قبله أو يوما بعده، فالرسول صلى الله عليه وسلم يريد لنا الرفعة والتميز فيأمرنا بالتميز فى سلوكنا ومظاهرنا وعبادتنا.

وبعد أزمات انتشار الاوبئة وبعد الحروب والشعور لدى البعض باليأس، يأتى يوم عاشوراء يذكرنا بأنه لايقف أمام قوة الله أى قوة ولا يعجزه سبحانه شيء فى الأرض ولا فى السماء، فشهر المحرم شهر نصر وعزة لموسى عليه السلام وقومه على فرعون الطاغية لأن الله ناصر دينه وأولياءه، فحق على كل مسلم أن يعرف قدره ومقداره وأن الباطل لا يدوم مهما طال الزمان، كما ينبغى علينا شكر الله على ما يسره من الحساب الميسر فى معرفة التاريخ الهجرى الذى يبدأ بهجرة النبى صلى الله عليه وسلم.

ويجب التنبيه على أن ما يفعله الشيعة فى هذا اليوم من البكاء والعويل وتعذيب أنفسهم على قتل الإمام الحسين رضى الله عنه ليس من الإسلام فى شيء وهو من الكبائر والبدع التى تبرأ منها الرسول صلى الله عليه وسلم  قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب).