علاء عبدالوهاب يكتب: الثعلب العجوز يهذى!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

والهذيان فى أبسط تعريف يعنى اضطرابا عقليا يتسم باختلاط أحوال الوعى، فيتكلم الشخص بغير معقول، ويبدو أن الثعلب الإخوانى العجوز إبراهيم منير يمثل نموذجا مثاليا للإنسان حين يهذى! منير يقود ما يعرف بجبهة لندن، مقابل جبهة اسطنبول التى يتزعمها الهارب محمود حسين، وثمة علاقة صراعية لا تهدأ بينهما، يتبادلان خلالها أبشع الاتهامات بالعمالة، وخيانة الدعوة والتنظيم، لينجم عن هذا الوضع شروخ جعلت بقايا الجماعة تتشظى تماما، لا استثناء بين قمة التنظيم وقواعده، وفاقم تلك الحالة فشل كل محاولات المصالحة، لأن صراع الجبهتين شامل، وخارج عن السيطرة تماما، والمعادلة التى باتت تحكم الصراع صفرية، ولا سبيل لصيغة تعيد ترميم الصدوع والشروخ التى صارت أبرز ما يميز حالة الجماعة بجناحيها. فى ظل هذا المشهد التراجيدى بامتياز، يتصور ثعلب الإخوان أنه عندما يطلق تصريحات أشبه بقنابل الدخان، فإنه يستطيع أن يدارى عورات شظايا التنظيم المهترئ، الذى يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة! منير يزعم أن الحوار الوطنى المزمع اطلاقه ليس مبادرة جادة! ولن يسفر عن نتائج إن تم استبعاد الإخوان منه! ثم يزعم أيضا رفضه الصراع على السلطة فى مصر بأى شكل من الأشكال! إلا أن أكثر النكات سخفا فيما قاله ذلك الزعم الذى لا يصدقه مجنون أو طفل، بإعلانه الرفض النهائى للعنف لأنه خارج ايديولوجية الإخوان!!!! لقد خان الثعلب خبثه ودهاؤه، تحت وقع تسونامى شديد ضرب التنظيم فى موجات متتالية، فجعل الضبابية والاضطراب فى الرؤية يحيطان بكلماته، وأفقده القدرة على قراءة صحيحة للواقع بمكوناته المختلفة، ناهيك عن إمكانية تحليله بأى درجة من الدقة.

يعلم منير، لكنه يكابر، أن كل المصريين مدعوون للحوار باستثناء من تبنى العنف وتلوثت أيديهم بالدماء، والإخوان غارقون فى كليهما، ثم إن العكس هو الصحيح، فجماعة هذا شأنها وتاريخها ومنهجها فى زج الدين بالسياسة، وخرجت دائما على شرعية الدولة المدنية الحديثة، فلا ضمان لجنى ثمار إيجابية للحوار الوطنى، إلا باستبعادها وأشباهها. والغريب أن يصل الهذيان بمنير إلى هذا الحد حين يتحدث عن رفضه الصراع على السلطة. متى يفيق منير من هذيانه؟!