مركز الأعمال والبحوث الاقتصادية: 60% من الأصول البريطانية تمتلكها نساء

أرشيفية
أرشيفية



توقع مركز الأعمال والبحوث الاقتصادية، أنّ أكثر من 60% من الأصول في المملكة المتحدة ستكون في أيدي النساء بحلول عام 2025، وهذا يعني أنه سيتعيّن على النساء الأكبر سناً على وجه الخصوص الانخراط في المزيد من التخطيط المالي.

تُسهم عدّة عوامل في هذا التحول، إذ يبلغ عدد النساء ضعف عدد الرجال الذين يبلغون من العمر 90 عاماً أو أكثر، على سبيل المثال، ومعدلات الطلاق بين المتقاعدين، الذين يطلق عليهم اسم "المنفصلون الفضّيون"، آخذة في الارتفاع حتى مع انخفاض العدد الإجمالي لحالات الطلاق، حيث يُؤدّي هذا غالباً إلى تحمّل النساء الأكبر سناً مسؤولية مالية أكبر في مرحلة من الحياة يتطلع فيها الكثيرون إلى جعل الأمور أقل تعقيداً.

ومن بين عدد لا يحصى من القضايا التي قد تواجهها المسنات، تبرز اثنتان.

القضية الأكثر إلحاحاً هي كيفية توليد دخل تقاعدي. ففي الماضي، ربما كان هناك الدخل التقاعدي الزوجي الذي يرثنه، جنباً إلى جنب مع نصيب من المعاش التقاعدي الحكومي لشريكهن، أما في هذه الأيام، فمن المرجح أن يتخذ المعاش التقاعدي شكل مبلغ مقطوع يُسحب منه النقد، وهذا يضع مزيداً من العبء على عاتق الأفراد لضمان عدم عيشهم بما يتجاوز إمكانياتهم.

على الرغم من كل عيوبها، فمن الجدير بالاهتمام تذكّر قاعدة الـ 4%، التي تتضمن سحب 4% من أصولك في السنة الأولى من التقاعد وزيادة السحب بما يتماشى مع التضخم بعد ذلك، لكن هناك العديد من المستشارين اليوم الذين يعتبرون أن هذا الأمر مكلف للغاية. كما تفترض القاعدة مسبقاً أن 50% من الأموال معرّضة لسوق الأوراق المالية.

المسألة الثانية أن النصيحة الافتراضية فيما يتعلق بضريبة الميراث في المملكة المتحدة هي أن جميع الأصول يجب أن تنتقل إلى الزوج الباقي على قيد الحياة بعد وفاة الشريك. وذلك لأن الأرملة – أو الأرمل – يمكنها أن ترث تركة شريكها معفاة تماماً من ضريبة الميراث، وكذلك المطالبة بمخصصات ضريبة الميراث الخاصة بهن. ومع ذلك، على الرغم من أن هذا يعتبر فعالاً من الناحية الضريبية، إلا أنه يفرض عبئاً إدارياً كبيراً على الشريك المسن في كثير من الأحيان.

بالنسبة للنساء الأصغر سناً، يمكن أن تكون التحديات المالية مختلفة جداً. وقد بدأ الأداء الأكاديمي الأقوى للمرأة في معالجة الاختلالات في الدخل. ففي المملكة المتحدة، تزداد احتمالية تقدّم النساء إلى الجامعات بنسبة 35% مقارنة بالرجال، ووفقاً للمجلس المشترك للمؤهلات في البلاد، حصلت 46.4% من الفتيات على درجات (A*) أو (A) على المستوى (A) في عام 2021 مقارنة بـ 41.7% فقط من الفتيان.

فضلاً عن ذلك، تميل النساء أيضاً إلى تكن مستثمرات أفضل، إلا أنهن ينجذبن إلى وسائل ادخار أكثر تحفظاً، مثل حسابات الودائع وحسابات التوفير الفردية النقدية. وفي حين أن هذه المنتجات مفيدة للمدخرات قصيرة الأجل وصناديق الطوارئ، إلا أنها غير مناسبة لبناء الثروة على المدى الطويل.


تاريخياً، فتحت النساء حسابات التوفير الفردية النقدية ست مرات أكثر من حسابات التوفير الفردية التي تسمح بالاستثمار في الأسهم؛ وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يستثمر الرجال في حسابات التوفير الفردية للأسهم بنسبة 25% أكثر من النساء. من جانبها وصفت هيلينا موريسي، رئيسة المنصة المالية "إيه جيه بل" (AJ Bell)، ذات مرة هذا التفضيل لحسابات التوفير المحافظة بأنه "حذر بشكل متهور".

كقاعدة عامة، كلما زاد أفق استثمارك، زاد تعرضك للأسهم والصناديق. لذلك، بالنسبة للشابات اللواتي يستثمرن من أجل تقاعدهن، من المناسب أن يكون لديهن تعرض كبير لسوق الأوراق المالية. وهناك متسع من الوقت للاستثمارات المتنوعة بشكل مناسب للتعافي من أية تقلبات متداخلة في السوق.

ومع ذلك، هناك مشكلة كبيرة بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء، وهي اختيار صناديق الاستثمار. حيث تُقدِّم منصة الاستثمار "هارغريفز لانسداون" (Hargreaves Lansdown) وحدها أكثر من 3,000 صندوق. ويمكن للتنوع أن يكون ساحقاً لدرجة الإرباك، ففي مواجهة الكثير من الخيارات، يختار العديد من المستثمرين المبتدئين تجنب المشكلة بشكل كامل.


ويمكن للمستشار المالي المساعدة في هذه المشكلة، إلا أن هناك خيارات أرخص. حيث تُقدِّم العديد من شركات السمسرة عبر الإنترنت ما يسمى نصيحة الروبوت. حيث يُحدِّد استطلاع قصير أهدافك الاستثمارية وقابليتك للمخاطرة ويقترح مجموعة مختارة من الصناديق المناسبة منخفضة التكلفة. وبالنسبة لمعظم الناس، فإن مجرد البدء في الاستثمار له أهمية أكبر بكثير مما يستثمرون فيه على وجه التحديد، خاصة إذا كان البديل هو التسويف الطويل.

تعتبر المشورة المالية الشاملة ضرورية للقضايا الأكثر تعقيداً، خاصة للأشخاص – عادة النساء – الذين يجدون أنفسهم فجأة يرثون السيطرة الوحيدة على الأصول التي كان يديرها شريكهم في السابق.

في هذا الصدد، يُقرّ العديد من المستشارين الماليين بأن صناعتهم التقليدية الذكورية لديها مشكلة في كيفية تواصلها مع النساء. وقد عكفت شركة الاستشارات "شرودرز" (Schroders) على إنجاز تقرير جاء فيه عدة توصيات محددة، أبسطها هو إشراك الزوجين في المحادثة منذ البداية وتخصيص الوقت لفهم قصة المرأة والبنية التحتية الداعمة لها.

على مستوى أوسع، ستستفيد الصناعة من جلب المزيد من النساء للعمل كمستشارات. وعلى الرغم من أن الوضع يتحسّن ببطء، تُقدّر "جمعية التمويل الشخصي" (Personal Finance Society) أن 22% فقط من المخططين الماليين المعتمدين في المملكة المتحدة هم من النساء.


وفي الواقع، فإن بطولات أوروبا للسيدات هي ليست سوى مثال واحد حول كيفية حدوث التغيير بشكل أسرع مما قد يتوقعه الناس، وذلك في ظل وجود الدعم والتطبيق الكافيين، حيث يتعيّن على عالم التمويل اللحاق بالركب ليعكس الثروة المتزايدة للمرأة.
 

اقرأ ايضا

 أكثر من 6 ملايين «دليفري» يبحثون عن نقابة تحميهم | خاص