إنها مصر

المهمة الأصعب!

كرم جبر
كرم جبر

يؤمن رئيس الدولة بأن الجمهورية الجديدة ليست فقط فى المشروعات والإنجازات، وإنما بناء الإنسان الذى يحمى ويصون الثروات القومية الكبرى، فالإنسان هو الذى يبنى ويعمّر ويصون ويحمى بلاده.

بناء الإنسان المصرى منظومة متكاملة من المدرسة والبيت والمسجد والكنيسة والفنون والآداب والثقافة، والتوصل إلى السمات الأصيلة للمصريين، بما عرف عنهم من حب لوطنهم والاستعداد للتضحية من أجله.

 ولا يمر يوم إلا فيه إنجاز جديد، ولأول مرة فى تاريخ مصر تُخلق الثقة الكبيرة بين الدولة والمواطنين، لأنهم يشاهدون بأعينهم ما يحدث على أرض الواقع، وكانت الثقة مفقودة نتيجة الوعود التى لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ.

وأصبح لمصر سمعة عالمية فى سرعة إنجاز المشروعات، واكتسبت ثقة كبيرة فى مؤسسات التمويل الدولية، التى تشيد بمعدلات النمو رغم كورونا والحرب الأوكرانية.

وعندما نزور أى دولة خارجية نسمع كلاما طيبا عن الإنجازات التى تحدث فى مصر، ويعرفون جيدا المشروعات التى تتم، وتنال العاصمة الإدارية على وجه التحديد أعلى درجات الإشادة والإعجاب.

والسؤال هنا: لماذا لا يرى بعض المصريين ما يحدث مثلما يراه أبناء الدول الأخرى؟، ولماذا التشكيك وإطلاق الشائعات والبحث فقط عن السلبيات؟.
الإنسان هو أساس كل شيء، والحمد لله أن تولدت لدى الناس ملكة عدم تصديق ما تضخه الجماعة الإرهابية والكارهون من شائعات وأكاذيب، وعندما يرى الناس بأعينهم ما يحدث فى بلادهم، يشكل وعيهم حائط صد، ولكن يبقى الطريق الطويل والصعب، لاستعادة البعض من براثن الشائعات والتشكيك.

بناء الإنسان مهمة أصعب من شق الطرق، خصوصاً السنوات 2011 وما قبلها، حيث تم تجريف المقومات الأساسية للشخصية المصرية، وإبراز كثير من المساوئ التى طفت على السطح، ورغم محدوديتها إلا أنها تحدث صخباً وضجيجاً.

من هنا يأتى إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسى على تجديد الخطاب الدينى بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة التى تبتعد عن الإسلام وتسيئ إلى تعاليمه السامية، وبهدف نشر السماحة والمحبة، وإصرار الرئيس على التعليم الذى يؤهل الشباب للمستقبل.

وكذلك اهتمام الدولة بالفنون والآداب والثقافة، وإبراز الشخصية المصرية بسماتها الأصيلة، التى تكره العنف والإقصاء والإبعاد، وتحبذ التلاحم والحوار والتفاهم واحتواء كل الحضارات والثقافات تحت الهوية المصرية.

الطريق لايزال طويلا أمام مصر لاستكمال منظومة "التنمية الإنسانية"، وأهم عناصرها توفير جودة الحياة للإنسان تجعله مهيئاً للحياة الكريمة بكافة جوانبها المادية والمعنوية.