رغم أنه اختار بإرادته الحرة، أن يعيش منفيا فى جزيرة نائية، بعيدا عن نقد الساسة ولوم الناس، مرة قال أعظم كتاب البرتغال فى كل العصور، والبرتغالى الوحيد الحائز على جائزة نوبل فى الأدب جوزيه ساراماجو: الأكثر رعباً من العمى، هو أن تكون الوحيد الذى يظن أنه يرى دون الناس، فأنت ترى أحيانا أن سعادتك لم تأت بعد، والسؤال لماذا تكره الحاضر، بينما سيصبح ماضيا تشتاق إليه، باعتباره أجمل لحظاتك الضائعة؟
وفى مرة أخرى.. كانت هناك ثلاثة أسئلة جدلية، وجهها الأديب الروسى الأشهر ليو تولستوى لنفسه، ثم أجاب عليها على النحو التالى: ماهى أهم لحظة في حياتك؟ وما هو أهم عمل تقوم به؟ ومن هو أهم شخص تجالسه؟ والغريب أنه أجاب على كل الأسئلة بكلمة واحدة وهى: الآن! أى أن أهم لحظة هى اللحظة التى تعيشها الآن، وأهم عمل هو ما تقوم به الآن، وأهم شخص هو من يجالسك الآن. فالآن.. مفتاح ذهبى من مفاتيح النجاح والإبداع والتغيير.
ونفس المعنى ذكره الأديب الروسى فيودور دوستويفسكى بعد صدور العفو عنه من عقوبة الإعدام، كتب إلى أخيه رسالة يقول فيها: حين أنظر إلى الماضى، إلى كل تلك السنوات التى أضعتها عبثاً وخطأ، ينزف قلبى ألماً، الحياة هبة.. وكل دقيقة فيها، يمكن أن تكون حياة أبدية من السعادة، الآن ستتغيّر حياتى، الآن سأبدأ من جديد. عش كل يوم فى حياتك، وكأنه اليوم الأخير، فأحد الأيام سيكون كذلك .
آه.. لو يعلم الأحياء ذلك ؟