٢٣يوليو.. مسيرة تتواصل| الجمهورية الجديدة تستكمل أحلام يوليو بالعدالة والإنجاز والدولة المدنية

حكاية ثورة خالدة| أنهت الملكية والاحتلال وقضت على الإقطاع ورسخت مبادئ العدالة

الملك فاروق غادر البلاد عقب ثورة يوليو
الملك فاروق غادر البلاد عقب ثورة يوليو

كانت ثورة 23 يوليو وستظل دائمًا حاضرة فى وجدان الشعب المصري، تلك الثورة التى حققت إنجازات عظيمة، وارست مبادئ العدالة والمساواة والحرية، وأحدثت  تغييرًا كبيرًا  فى المنطقة العربية والأفريقية، دافعت عن حرية الشعوب وحقها فى حياة حرة كريمة، وفى التخلص من الاحتلال وسيادتها واستقلال كرامتها.

وفى الذكرى السبعين لهذه الثورة ، يتذكر المصريون جميعًا هذه الثورة التى ألهمت حركات التحرر فى العالم والشعوب المتطلعة للحرية، وقادها الضباط الأحرار المخلصون للوطن، الذين تحركوا للتصدى للفساد والإقطاع ووضع نهاية للاحتلال الإنجليزى ، وسوف  تظل باقية فى وجدان كل الأجيال، لأنها تذكرنا بأن مصر قد امتلكت إرادتها، وأن الشعب المصرى دائمًا لا يقبل المساس بتراب الوطن..

كما أن ثورة 30 يونيو 2013، تعتبر استكمالاً قويًا وامتدادًا صحيحًا لثورة 23 يوليو المجيدة ، حيث تمكنت من استعادت الدولة من يد جماعة إرهابية حاولت الهيمنة عليها .

خطأ «ساعة الصفر» أنجح الثورة وهذه الأسباب عجلت بقيامها
ألغت دستور 1923 وشكلت حكومة جديدة وسط دعم شعبى كبير

 

تظل ثورة 23 يوليو عام 1952، خالدة فى التاريخ المصرى، فقد أنهت عصر الملكية بما فيه من سلبيات، ليغادر الملك فاروق البلاد فى 26 يوليو من نفس العام، متنازلاً عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد، ليتم تشكيل مجلس وصاية على العرش، وأصبحت إدارة الدولة فعليا فى يد قيادة الثورة.

قامت الثورة على مبادئ سامية، منها القضاء على الإقطاع، والاستعمار، وعلى سيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة، وجيش وطنى قوى، وعدالة اجتماعية، وقد حظيت الثورة بتأييد شعبى واسع.

عوامل كثيرة عجلت بقيام الثورة، منها فوز اللواء محمد نجيب فى انتخابات نادى الضباط، وخسارة مرشح الملك فاروق، فقام الملك حينها بحل مجلس النادى، فضلاً عن وقوع معركة الإسماعيلية فى 25 يناير التى أظهرت بطولة رجال الشرطة البواسل فى التصدى للاحتلال، كذلك حريق القاهرة الذى أكل الأخضر واليابس.

وتلقى «الضباط الأحرار» أنباء عن نية النظام الحاكم فى القبض على 13 ضباطا من التنظيم، فاجتمع الضباط وأقروا الخطة التى وضعها زكريا محيى الدين بتكليف من جمال عبدالناصر ومعاونة عبدالحكيم عامر.

ساعة الصفر

كانت ساعة الصفر الواحدة صباح ليلة الأربعاء 23 يوليو 1952، ولكن شاء القدر أن يحدث خطأ فى موعد ساعة الصفر أنقذ الثورة من خطر كبير، فقد تم إبلاغ يوسف صديق، قائد ثان الكتيبة 13، بساعة الصفر بشكل خاطئ، فوصل بقواته قبل الموعد المقرر بساعة وسيطر على قيادة القوات المسلحة، واعتقل القيادات التى كانت موجودة فيها، والذين كانوا يخططون للتخلص من تنظيم الضباط الأحرار، إلا أن تحرك صديق قطع عليهم كل ذلك، واقتحم مبنى القيادة بالعباسية وألقى القبض على المجتمعين هناك.. ووسط دعم شعبى كبير، تمت السيطرة على الإذاعة والتليفزيون والمرافق الحيوية.

وهو ما أكده خالد محيى الدين «من الضباط الأحرار» فى مذكراته قائلاً: «إن يوسف صديق حقق عملا تاريخيا هاما أسهم بشكل كبير ومباشر فى إنجاح حركتنا، وقد كانت شجاعته الحاسمة والآسرة فى آن واحد عاملاً من عوامل نجاحنا».

كان لأعضاء تنظيم الضباط الأحرار دور هام فى التاريخ، فقد اتسموا بالوطنية والعمل على تحقيق العدالة والاستقلال عن الاحتلال، فضم التنظيم كلا من: محمد نجيب، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، يوسف صديق، مصطفى كمال صدقى من سلاح المشاة، وعبد المنعم عبد الرؤوف، عبد اللطيف البغدادى، حسن إبراهيم، جمال سالم من سلاح الطيران.

كما ضم الضباط الأحرار كمال الدين حسين، وصلاح سالم من سلاح المدفعية، ومحمد أنور السادات، أمين شاكر «سلاح الإشارة»، كذلك حسين الشافعي، خالد محيى الدين من سلاح المدرعات، ومجدى حسنين من سلاح الإمداد، بالإضافة إلى أحمد شوقي، حمدى عبيد، جمال حماد، وجيه أباظة، مصطفى كامل مراد، صبرى القاضي.

بيان الثورة

وأذاع الرئيس الراحل محمد أنور السادات بيان الثورة، بصفته مندوب قيادة الثورة.

وجاء نص البيان: «اجتازت مصر فترة عصيبة فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين..

وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها».

وتابع البيان:« وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا فى داخل الجيش رجال نثق فى قدرتهم وفى خلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم فى الوقت المناسب».

وأضاف: «وإنى أؤكد للشعب المصرى أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن فى ظل الدستور، مجرداً من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس فى صالح مصر، وأن أى عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن فى الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس..

وإنى أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم.. والله ولى التوفيق».

بعد نجاح الثورة تم تكليف على ماهر باشا بتشكيل وزارة جديدة بعد استقالة وزارة الهلالى، وتم التأكيد على أن الثورة شأن داخلى، وأن كل الأجانب آمنون بمنأى عن أى مكروه، وقد اتخذ مجلس قيادة الثورة قراراً بحل الأحزاب وإلغاء دستور 1923 بعد ستة أشهر من الثورة، وحدد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهورى جديد.

اقرأ أيضا | رئيس جامعة الأزهر يهنئ السيسي بالذكرى الـ70 لثورة يوليو المجيدة