في يومها العالمي..

الأوقاف: الصداقة في الإسلام مبنية على المحبة بعيداً عن المصالح الشخصية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يحتفل العالم فى 30 يوليو من كل عام باليوم العالمى للصداقة، وقد جعل الإسلام الصداقة من مقتضيات الحياة وضروريات المسلم، فما هو مفهوم الصداقة وصفات الصديق الحق؟.

يوضح الشيخ محمد حسن قاعود، من علماء وزارة الأوقاف، ذلك بقوله: الصداقة علاقة اجتماعية تكون بين فردين أو أكثر قائمة على المحبة والمودة المتبادلة، فهى شيء مهم فى الحياة، وما سمى الانسان إنسانا، إلا لأنه يألف غيره من الناس، فهو بطبعه اجتماعي، كما أن الحياة البشرية مبنية على التعاون والتناصح.

اقرأ أيضا | رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية بندوة «الإعلام والخطاب الديني» يحذر من الإسلامفوبيا

ولقد اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بالصداقة وذكرها ضمنيا فى القرآن الكريم لقوله تعالى: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).

فقد قال سبحانه وتعالى لتعارفوا أى يألف بعضكم بعضا ويتعاون بعضكم مع بعض وليأنس بعضكم مع بعض، فعلى هذا التناغم والتفاهم تقوم الحياة الاجتماعية، وتكون الصداقة التى تؤلف بين الناس جميعهم عربيهم وأعجمهم، أبيضهم وأسودهم، وفقيرهم وغنيهم، فلا فضل لإنسان على آخر إلا بالتقوى والعمل الصالح.

مفهوم الصداقة
ويشير إلى أن أعظم  أنواع الصداقة فى الإسلام هى الحب فى الله والتى تبنى فيها علاقة الصداقة على المحبة فى الله، وأن تكون خالية من المنفعة الشخصية والمصلحة الذاتية والمصالح الدنيوية فقط. بل لابد أن تقوم الصداقة على الصلاح والتقوى، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: (أفضل الأعمال الحب فى الله والبغض فى الله). ولقوله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله..)  منهم (رجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه). ويؤكد أن ذلك لأن الصداقة لا غنى عنها فهى من مقتضيات الحياة وضرورات الايمان، وكلما كان الصديق أشد حبا ومودة لصديقه، كان أعظم منزلة عند الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خياركم أحسنكم أخلاقا الذين يألفون ويؤلفون).

ونبه إلى أن الشرع الحنيف حث على مصادقة الأخيار والبعد عن مصادقة الأشرار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، والصداقة إن لم تكن قائمة على طاعة الله فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عدواة، قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)، فالصديق لابد أن يكون صاحب خلق ودين وعقل راجح غير موصوف بفسوق.

ويضيف: من آداب الصداقة أن يستر الصديق عيوب صديقه ولا ينشرها، وأن ينصحه ويصبر على النصيحة وتكون برفق ولين ومودة ولا يغلظ عليه فى القول ولا ييأس من الاصلاح وأن يكون وفيا لصاحبه مهما كانت الظروف خاصة وقت الشدة. فعلى الانسان أن يحسن اختيار الصحبة الصالحة فى حياته والتى تعود عليه بالنفع فى الدنيا والآخرة، لأن الصديق وسيلة للتقرب إلى الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فالانسان فى الآخرة يندم أشد الندم لأنه لم يتخذ رفيقا صالحا مخلصا يعينه على طاعة الله، قال تعالى: (يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للانسان خذولا)، والصديق ينبغى أن يكون كريما وليس لئيما غادرا، حتى تدوم الصداقة وتستمر، سواء أكان الانسان فى عسر أو يسر، فى شدة أو غيرها، لأنه لابد أن ينفع ولا يضر، يبشر ولا ينفر، وأن يكون صاحب نجدة ومروءة.