الزراعـة.. «طريقهـــــا أخضر»

كنا فين وبقينا فين «٢»| ترويض الصحراء.. الدولة تعود بقوة لاستصلاح الأراضي

الدولة أعادت ملف استصلاح الصحراء إلى قمة الأولويات
الدولة أعادت ملف استصلاح الصحراء إلى قمة الأولويات

لأن قطاع الزراعة هو المسئول عن تحقيق الأمن الغذائى، ولدوره الكبير فى النهوض بالاقتصاد القومى، كان من الطبيعى أن يكون فى مقدمة الملفات التى تحظى باهتمام كبير من قبل الدولة، فالرئيس عبدالفتاح السيسى وجه دعما واهتماما ومساندة للقطاع الزراعى لم يشهدها من قبل، فالمشروعات القومية الزراعية حولت ملايين الأفدنة الصحراوية إلى أراض زراعية تدب بالحياة، ولعل الدلتا الجديدة ومستقبل مصر وتوشكى خير دليل على ذلك.

القطاع الزراعى يساهم بحوالى 15% من الناتج المحلى الإجمالى، ويستوعب أكثر من 25% من القوى العاملة فى مصر، بالإضافة إلى المساهمة الملموسة فى تعظيم الاحتياطى النقدى الأجنبى من خلال زيادة الصادرات الزراعية..

الأمور تحولت كثيراً بعد سنوات من الإهمال، وصار شعار المرحلة «العمل والانتاج ضرورة لا غنى عنها»، فالفلاح حالياً فى قلب اهتمام الدولة، ودعمه لا يتوقف، ومن أمثلة ذلك ارتفاع أسعار المحاصيل التى يوردها للدولة، تأجيل ضريبة الأطيان الزراعية منذ 2017، مشروعات تبطين الترع وغيرها من الأمور التى يستفيد منها الفلاح بصورة مباشرة..

وخلال السنوات الثمانية الماضية تم تنفيذ 320 مشروعاً زراعياً تكلفت أكثر من 42 مليار جنيه فى مجالات دعم التنمية الزراعية وصغار المزارعين وفى مجالات ضمان الزراعة المستدامة ومكافحة التصحر والحد من آثار التغيرات المناخية.

 

سنوات قليلة استعاد فيها القطاع الزراعى بريقه ورونقه، فبعد سنوات طويلة من الابتعاد عن المهمة الأساسية له وهى استصلاح الأراضى ووقف غول التعديات على الأراضى الزراعية، عادت الدولة بكل قوة إلى هذا الملف، وتم بالفعل استصلاح ملايين الأفدنة التى حققت وفرة من مختلف المحاصيل الزراعية حتى فى ظل أزمات هددت معظم دول العالم وعلى رأسها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

عادت الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بقوة إلى ملف استصلاح الأراضى لتعويض الفاقد خلال السنوات السابقة، وبلغة الأرقام يمكن رصد كيف اقتحمت الدولة الصحراء فى معظم المحافظات لتحقيق الأمن الغذائى للمصريين، فالبداية كانت مع مشروع الـ 1.5 مليون فدان الذى يواصل تحقيق النجاحات، والذى أطلقه الرئيس السيسى فى 30 ديسمبر 2015 من الفرافرة بالوادى الجديد، ويشمل 13 منطقة فى 8 محافظات هى، قنا، أسوان، المنيا، الوادى الجديد، مطروح، جنوب سيناء، الإسماعيلية، والجيزة، ويستهدف إقامة العديد من الصناعات المرتبطة بالنشاط الزراعى والثروة الحيوانية، والصناعات الغذائية بهدف التصدير، وزيادة صادرات مصر من المحاصيل الزراعية إلى 10 ملايين طن سنويا..

فيما يعتبر مشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية هو الأكبر فى الشرق الأوسط لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتعظيم الاستفادة من الأراضى الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الرى بنسبة تتراوح ما بين ١٥% إلى ٢٠%، حيث تضم قاعدة محمد نجيب العسكرية ١٣٠٢ بيت زراعى بأحدث التقنيات العالمية وتتراوح مساحة البيت الواحد بين ٣ إلى ١٢ فدانًا على مساحة ٥٠٠ فدان، فضًلا عن مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التى يتم إنتاجها ومجمع لإنتاج البذور، أما العاشر من رمضان فتضم ٥٧٦ بيتًا زراعيًا بمساحة ٢٫٥ فدان للبيت بإجمالى مساحة ٢٥٠٠ فدان، ويتميز الموقع بقربه من موانئ العين السخنة، والأدبية، ودمياط، وشرق التفريعة فضلا عن قربه من أهم الطرق الرئيسية، كما أن هناك ٢٣٧٤ بيتًا زراعيًا فى جنوب أبو سلطان بمساحة فدانين ونصف الفدان للبيت بإجمالى مساحة ١٢٫٥٠٠ فدان، أما قرية الأمل بالقنطرة شرق فتحتوى على ٥٢٩ صوبة زراعية على مساحة ١٠٠ فدان، ويعتمد الموقع على ترعة سيناء للحصول على ٥٣٠٠ متر مكعب مياه فى اليوم، ويقع بالقرب من ميناء بورسعيد والطرق الرئيسية.

كما تم إنشاء ١٣ تجمعاً زراعياً بمحافظتى شمال وجنوب سيناء، حيث تم إنشاء البنية الأساسية اللازمة لزراعة مساحة ٥٥١٠ أفدنة، لإضافة مساحات زراعية جديدة، وتم حفر حوالى ١٦٥ بئرا جوفية بالإضافة الى مولدات كهرباء لاستخراج المياه الجوفية، فضلاً عن تنفيذ ١٣ خط مياه رئيسيا، وتنفيذ شبكات الرى الرئيسية والفرعية بكل تجمع زراعى.

فيما شهدت الشهور القليلة الماضية الإعلان عن عدة مشروعات مختلفة أولها المرحلة الأولى من مزرعة «توشكى»، حيث يعد من أهم المشروعات القومية للتغلب على الفجوة الغذائية، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالى ٥٠٠ ألف فدان تصل فى المستقبل إلى مليون فدان مع تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية، وبالفعل تم استصلاح ٨٥ ألف فدان وزراعة ١٫٣٥ مليون نخلة على مساحة ٢١ ألف فدان، بالإضافة إلى بعض الزراعات التحميلية حول أشجار النخيل..

كما يعد مشروع الدلتا الجديدة قفزة عملاقة نحو تنفيذ استراتيجية الزراعة 2030، وذلك بسبب كونه مشروعا تنمويا متكاملا، وكبر مساحة المشروع والتى تصل إلى مساحة 2.2 مليون فدان، كما أن المساحة المزروعة والمستهدف زراعتها تعادل 30 % من مساحة الدلتا القديمة، كما يتميز المشروع بموقعه الاستراتيجى لقربه من الموانئ البرية والجوية والبحرية(ميناء الاسكندرية ، السخنة ، دمياط) ومطارى سفنكس وبرج العرب، ويرتبط المشروع بالطرق الرئيسية والمناطق الصناعية الكبرى مثل مدينة السادات والسادس من اكتوبر وبرج العرب وغيرها، كما يمثل امتداداً عمرانياً جديداً لمحافظات الدلتا.

ويتكون مشروع الدلتا الجديدة من عدة مشروعات هى مشروع مستقبل مصر وهو باكورة مشروع الدلتا الجديد، مشروع جنة مصر، مناطق تابعة لمحافظة البحيرة، وأراض تم تحديد صلاحيتها بمعرفة وزارة الزراعة، وعلى ضوء الرؤية المستقبلية للمشروع فى ظل مخرجاته التى تشير إلى أن المساحة للمرحلة الحالية هى مليون فدان مزروعة أو مستهدف زراعتها، فى حين تبلغ المساحة المحصولية 1.6 مليون فدان كنتيجة لأثر التكثيف المحصولى، وعلى ضوء افتراضات التراكيب المحصولية المتوقعة وهى 30 % محاصيل استراتيجية و40% محاصيل بستانية وخضر و30 % محاصيل تصنيعية، فإنه يتوقع أن يساهم المشروع فى زيادة الإنتاج المحلى من المحاصيل الاستراتيجية من الحبوب خاصة القمح والذرة بالاضافة إلى الخضر والفاكهة والمحاصيل التصنيعية بنسبة تتراوح ما بين  10 - 15 % من الناتج الزراعى الاجمالى الحالى وهو ما يساهم فى تحقيق الأمن الغذائى وخفض فجوة الاستيراد.

اقرأ أيضاً | محافظ الغربية: حملات مكثفة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة