حكايات الكومبارس .. ملح الفن المظلوم

فنانين تركو بصمة كبيرة مع جمهورهم
فنانين تركو بصمة كبيرة مع جمهورهم

كتبت: شريهان نبيل

على الرغم من بساطة أدوارهم، إلا أنهم استطاعوا ترك بصمة كبيرة مع جمهورهم، فتراهم في مشهد لا يتعدي 10 ثوان، تحفظ وجودهم دون أن تعرف اسمهم الحقيقي، يشعرون بحالة من الحزن والقهر بسبب حقوقهم الضائعة داخل الوسط الفني، لديهم مطالب بسيطة،  منها معاش مناسب، وعلاج.. كثير منهم رحلوا عن عالمنا ولكنهم يعيشون في أذهننا، مثل نبوية السيد التي لاقت إعجاب الجمهور علي الرغم من ظهورها بمشهد واحد اشتهرت بجملة أثناء أدائها الإمتحان مع محمد سعد خلال فيلم اللمبي، وهي تضحك، فمازال الجمهور يقوم بتداول فيديو لها على مواقع التواصل الإجتماعي.

 

أيضا من أشهر الكومبارس عبد الرازق الشيم، وكان معروف داخل الوسط الفنى بـ فرعون، الذي اشتهر بشخصية واو، في مسرحية عفروتو مع النجم محمد هنيدي. ومن أبرز أعماله بلية ودماغه العالية، وزيزينيا، ولدواعي أمنية، وجحا المصري، والحقيقة والسراب، وعباس الأبيض، وراجل وست ستات، وأزمة سكر، والكيف.

 

أيضًا صفا محمد، حاز على إعجاب الكثيرين، ولقب بـنوفل، وقد شارك في عدة أعمال من بينها سلامة في خير، ونوفل، ودهب، واليتيمتين، وغزل البنات.

فاطمة كشري، اسمها الحقيقي فاطمة السيد عوض الله، تعيش في منطقة شبرا مازالت تعمل على عربة كشري، وتتمتع بشهرة واسعة على الرغم من أنها اتجهت إلى التمثيل إلا أنها لم تترك مهنتها.

فاطمة، تتحدثت عن بداياتها الفنية التى شاركت ككومبارس صامت بفيلم “صراع الأحفاد” ثم شاركت بالعام التالي بالمسرحية الكويتية “أزمة وتعدي” أيضا شاركت في مجال الدراما التلفزيونية عام 2001، وشاركت أيضا بمسلسل “دهب قشرة” ثم شاركت الأعمال  “كده أوكيه، شيكامارا وأحلي الأوقات. 

وتتابع كشري: “أعمل على عربة كشري حتي الآن فهي كانت ملك زوجي ومصدر دخله الوحيد، لا أعرف مهنة أخرى لذلك عندما امتنع المنتجون عن مشاركتي في الأعمال الفنية عدت مرة أخرى للعمل عليها”.

وتضيف: “حصلت على أول أجر من مشاركتي في عمل سينمائي 10 جنيهات، ثم 20 جنيها وفي الفترة الأخيرة كنت أحصل من 300 جنيه الى 500 جنيه”.

وتتابع: “بدياتي الفنية كانت بالصدفة حيث كان هناك عمل سينمائي يتم تصويره في الشارع الذي أسكن به، فاتجهت إلى مخرج العمل من أجل أن يجد لي دورا، ولكنه أكد لي أن العمل قد اكتمل ولا يوجد لي مكان وطلب مني الذهاب إلى مكاتب اختيار الكومبارسات من أجل فرصة عمل، وبالفعل ذهبت، ومن هنا بدأ تتوالى الأدوار ولكن مشهد أو اثنين في العمل مقابل أجر ضعيف”.

وتقول: “أعيش فترة صعبة خاصة بعد فترة مرضي، حيث طلب مني الطبيب إجراء عملية جراحية، ولكنني لم أجد ثمن العلاج أو دخولي المستشفي في هذه الفترة شعرت شعور غريب أن طوال الفترة الماضية، والتي كنت أعمل فيها في مجال التمثيل لن أستفاد منها نهائي لدرجة أنني كنت أتصل بالفنانين من أجل المساعدة”.

وتضيف: “هناك عدد كبير من الفنانين ساعدوني مثل أحمد مكي لن أنسي الدور الكبير الذي قام به أثناء فترة مرضي، حيث كان حريصا على إرسال مبلغ مالي شهريا، ولم ينقطع حتى الآن عني أيضا الفنانة حورية فرغلي على الرغم من فترة مرضها، إلا أنها كانت تتواصل معي بنفسها وترسل لي مبلغ مالي”.

كشرى تتابع قائلة: “الفنان الكبير عادل أمام أرسل لي ابنه المخرج رامي أمام بمبلغ مالي كبير عندما علم أنني سوف أقوم بإجراء عملية واتصل بي وأكد أن هناك مبلغ شهريا لي، أيضا لن أنسي دور النجم محمد هنيدي والذي تولى مصاريف العمرة بأكملها”.

وتمضى قائلة: “الفنانة منة شلبي أرسلت لي السائق الخاص لها ومعه مبلغ مالي أثناء تواجدي في المستشفي وقامت بالاتصال بي أكثر من مرة، وقالت لي  “يا أمي أنا جانبك وأوعدك كل شهر لن أنساكي” ، أيضا الفنان أحمد مكي أرسل لي نهى مديرة أعماله بمبلغ مالي عندما علم أنني سوف أسافر العمرة”.

وتطالب كشرى أن يكون لها معاش شهريا وكل فئة الكومبارسات يتم النظر إليهم من أشياء كثيرة، مثل الأجر، وتأمين صحي. 

أما مديحة الحسينى، تبدأ حديثها باكية بسبب الحالة الصعبة التي تعيشها نظرا لقلة الأعمال الفنية، والتي كانت مصدر دخل كبير لها، وتقول: “على الرغم من أن الأجر الذي أحصل عليه في العمل الواحد لا يتعدي 200 جنيه، وأخرها مسلسل “رانيا وسكينة “ لكل من الفنانة روبي والفنانة مي عمر، والذي عرض رمضان الماضي الا أنه يساعدني علي المعيشة خاصة أنني أقوم بمعالجة ابني من الإدمان”.

تضيف: “لا أجد مصاريف العلاج خاصة أن مستشفي علاج الإدمان تبلغ تكلفتها 5 آلاف شهريا، بالإضافة إلى العلاج ومصاريفه الشخصية، فاضطريت أن أخرجه من المستشفي وأستكمال العلاج في المنزل، إلا أنه حالته تدهورت مما أدى إلى أنه سرق أثاث منزلي، وأيضا باع ملابسي التى كنت أعمل بها في المجال الفني وأصبحت الآن مديونة”.

وتتابع: “أتمني أن يتم توفير معاش شهريا من أجل استكمال حياتي فـأنا أعيش الأن مع شقيقتي في منزلها الخاص ولا أملك أي شئ”.

 وتطالب النقيب أشرف زكي، أن يتحدث مع المنتجين لزيادة أجور الكومبارس، حتى يستطيعوا العيش في ظل الظروف الصعبة. 

أيضا برنسة، تعيش في منطقة ترسا بحي الهرم، سافرت في بداية حياتها إلى الأردن وإسبانيا لمدة سنتين وأيضا عملت في دولة قطر لـ 7 سنوات متتالية، وتقول: “عشت طوال حياتي منذ بداية عملي في المجال الفني وأنا أقوم بتربية أبناء أشقائي خاصة أنني حرمت من الإنجاب بسبب ظهور ورم في الرحم، مما أدى الي اجراء عملية استئصال، وحرمت من الانجاب، فاعتبرت عائلتي هم أولادي ولكن صدمت عندما قلت الأعمال وبدأت في الجلوس بالمنزل دون عمل ابتعدت كل عائلتي عني وكأنني كنت البنك الخاص بهم”.

وتتابع: “أعيش بمفردي الآن في شقة دون عفش ولا أحد يسأل عني وأعاني من الوحدة تزوجت 4 مرات انتهيت كل زيجة بالطلاق، لا أحد يحبني بل إن كل الرجال كان يطمعون في أموالي”.

تضيف: “كل رجل تزوجته كان يطمع في عملي وبعد الزواج بشهر تبدأ الصراعات بيننا يطلبون مني شراء سجائر أو أنني أصرف على عائلاتهم أو أقوم بشراء موتوسكل لهم، ففي النهاية أشعر أنهم “داخلين علي طمع”.

وتواصل قائلة: “اضطررت إلى بيع كليتي من أجل مصاريف علاج والدتي حيث إن عمليتها كانت تكلفتها تتعدى الـ 100 ألف جنيه، والدتي توفيت بعد إجراء العملية بـ 3 سنوات  و8 شهور، فأنا أعيش بالدعاء، فأنا أعيش بكلية واحدة وأحتاج إلى علاج شهري، أتمني توفير معاش لنا كنوع من المكافأة”.

وتقول: “والدتي كانت ضد عملي في مجال التمثيل من بداية مشواري، لذلك حرصت على تعليمي حرفة بجانب التمثيل وهي “الطبخ “ لانها كانت دائما تقول لي أن “التمثيل ليس له أمان” وبالفعل بعد التجربة التي مررت بها تأكدت من صحة كلامها”.

وتطالب بالرقابة على مكاتب “ الكاستنج”، مشيرة إلى أنهم يحصلون علي نصف أجورهم مقابل ترشيحهم للأعمال الفنية، وتضيف: “لن أنسي الفنانين الذين ساعدوني ماديا مثل الفنانة حورية فرغلي التي تقوم بارسال مبلغ شهريا لي بالاضافة الي الفنان ياسر جلال فهو الفنان الوحيد الذي يدعمني ماديا ومعنويا”.

أما حسين حجاج، أعلن اعتزاله مهنة التمثيل نهائيا، بعد مشاركته في الجزء السابع من مسلسل “الكبير أوي” أمام النجم أحمد مكي، ويقول: “غير راضٍ عن الأجر الذي أتقاضاه من خلال مشاركتي في الأعمال الفنية سواء في السينما أو التليفزيون ولكن أنا راضٍ بحياتي”.

ويتابع: “لدي ورشة للسيارات والعجل أعيش منها وأصرف على علاجي الشهري، إذ أعاني من مشكلة كبيرة في مفصل الركبة”.

ويضيف: “لن ينظر إلينا أحد من المسئولين خاصة أن الفنانين يحصلون على مبالغ كبيرة مقابل المشاركة في الأدوار أما الكومبارسات تحصل على مائة جنيه في العمل الواحد ولا يتم توفير وسائل مواصلات أو وجبات، بالإضافة إلى أننا نجلس فى الشارع طوال اليوم من أجل تصوير مشهد واحد فقط، بعكس الفنانين الذين يتم توافير لهم حجر مكيفة، نشعر بحالة من الظلم وعدم المساواة بالإضافة الى طريقة تعامل المخرجين معنا”.

ويتحدث إبراهيم عمران رئيس جمعية الكومبارس عن الأزمة التي يعانون منها، بشأن قلة الأجور أو عدم وجود معاش أو خدمات طبية قائلا: “هذه المشكلة نواجهها منذ فترة طويلة ولم يتم ايجاد حل لها وأطلب من الجيل الجديد تقديم الأوراق اللازمة لهم لاصدار كارينهات ويصبحون ضمن أعضاء الجمعية، وأطالب الدولة بالنظر إلينا وتخصيص ميزانية خاصة من أجل المشاكل التي نعاني منها”.

ويتابع: “أتمني انشاء نقابة لنا تحفظ حقوقنا خاصة أن مهنتا مهمة جدا حيث يبلغ عدد العاملين في هذه المهنة نحو 9 آلاف فنان، أيضا أطالب صناع الاعمال رفع أجورنا خاصة أن ساعات التصوير تستمر لـ 15 ساعة مقابل 100 جنيه، بالإضافة الى أننا لا نعمل في هذه الفترة بسبب انتشار ورش التمثيل والتي ينضم اليها الشباب مقابل مبالغ كبيرة، وبالفعل يتم الاستعانة بهم في الأدوار الصغيرة ومن هنا لن نعمل لان الفرصة الاكبر لهم”.