تقوى الله

سقطة الديب

جلال السيد
جلال السيد

أنا من أشد المعجبين ببراعة وخبرة وذكاء المحامى القدير فريد الديب وكنت أتابعه فى كل القضايا التى كان نجما فيها وهو يترافع عن متهمين وكلنا تابعناه وهو يدافع عن المرحوم الرئيس الراحل حسنى مبارك ورغم طول الجلسات إلا أن براعة مرافعاته جعلت الكل يتابعها بدون ملل.. ويعتبر فريد الديب المحامى الأول فى مصر فهو من أشهر المحامين وأغلى أجرًا ولديه أسطول من التلاميذ والمساعدين..

هذا كان شعورى دائما نحو الديب وكان حزنى عليه شديدا أثناء معاناته من المرض وسفره للعلاج فى الخارج..

كما شاركته الاحزان حينما علمت بوفاة ابنته التى اثرت فيه كثيرا وعلى صحته.. ولكنى ذهلت واندهشت وعجبت حينما سمعت أنه ينوى الدفاع عن سفاح نيرة..

الدفاع عن الشاب المعدوم الضمير الذى طعن زميلته فى الشارع أمام أعين الناس.. ولولا تدخل المارة الذين حالوا بينه وبين ذبح الطالبة البريئة وفصل رأسها عن جسدها التى كانت تسير آمنة مطمئنة متوجهة إلى امتحاناتها فى جامعة المنصورة وأنا لا أدعى هذه الواقعة التى شاهدها الجميع بل استمع الكل لاعتراف المتهم نفسه بأنه كان ينوى ذلك. بل اعترف بأن طعناته لها بالسكين كان يعرف جيدا الأماكن من جسدها التى تؤدى إلى موتها..

وكان من العدل والحق الإلهى ان يكون حكم القضاء عليه بعد الاستماع إلى اعترافاته أن يكون الحكم عليه بالاعدام والغريب فى الامر والامر الذى فاجأ الشعب كله ان نسمع ان فريد الديب تطوع للدفاع عن المتهم السفاح ونقض الحكم أمام محكمة النقض والأغرب أن يبنى نقضه على كلمات بليغة قالها القاضى وعبرت عن إحساس الشعب المصرى بل والعالم كله بهذا الجرم الذى قام به هذا السفاح والوحشية التى ارتكب بها الجريمة فأى سند يا استاذ فريد استندت إليه لكى تحاول نقض الحكم والذى استند القاضى منه إلى كلام الله وحكمه «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».

وهو الحكم الذى ايده مفتى الجمهورية..

ألم تسأل نفسك يا أستاذ ديب عن سيل الأمول التى يجمعها بعض الموتورين المعروفين بعدائهم للشعب المصرى ليدفعوا الدية عن السفاح وهل الدية تغنى عن القصاص يا استاذ القانون وهل كنت أو أى إنسان فى الدنيا يرضى ان تذبح ابنته فى الشارع ويأخذ عنها دية..

ارجو وأنا أكتب كلامى هذا ان يكون القصاص قد اخذ مجراه وان يغفر الله لك هذه السقطة يا ديب.