احتفالات الفرنسيين بـ«العيد الوطني».. ما هو «يوم الباستيل»؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تشهد فرنسا اليوم، ومثل كل عام في 14 يوليو، احتفالات يوم الباستيل "العيد الوطني" والذي يقام سنويًا بالعاصمة الفرنسية باريس، وبحضور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون وزوجته، وسط طابع خاص، وذلك بسبب الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد، بسبب تفشى وباء كورونا المستجد "كوفيد -19"، حيث بدء العرض بقيام سلاح الجو الفرنسي بعروض جوية في سماء باريس. 

ويعتبر العيد الوطني في فرنسا "يوم الباستيل" حدثًا مهمًا للغاية، وهو بمثابة بداية الاستقلال في البلاد، وهو بداية لثورة انتهت في النهاية إلى وجود "الجمهورية الفرنسية".

ما هو «يوم الباستيل»؟

يوم الباستيل هو الاسم الشائع الذي يُستعمل للإشارة إلى اليوم الوطنيّ الفرنسيّ الذي يُحتفل به يوم 14 من شهر يوليو كل عام، ويُشار إليه في فرنسا رسميًا باسم "العيد الوطنيّ الفرنسيّ".

ويذكر أن، فرنسا تحتفل بيوم الباستيل بالعرض العسكري التقليدي في شارع الشانزليزيه في باريس، تحت شعار "شارك الشعلة"، الذي يهدف إلى استحضار المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية والدعوة إلى الوحدة في مواجهة الأزمات الحالية.

اقرأ أيضًا

«ماكرون» يطير مع القوات الجوية قبل ساعات من العيد الوطني لفرنسا


ووفقا للإليزيه، يهدف الشعار أيضًا إلى إظهار كيفية استجابة فرنسا بسرعة تضامنًا مع التحديات العالمية الحالية، مثل جائحة فيروس كورونا والحرب في أوكرانيا.

معلومات عن سجن الباستيل

قبلَ الباستيل كان متحف اللوفر في غرب العاصمة باريس هو القلعة الملكية الرئيسة، لكن المدينة توسعت في منتصف 14 وأصبح الجانب الشرقي من المدينة معرضًا للهجوم الإنجليزي، وازداد الوضع سوءًا بعد سَجن جون الثاني في إنجلترا بعد هزيمة فرنسا في معركة بواتييه.

 وفي غياب جون الثاني اتخذ عمدة باريس إتيان مارسيل خطوات لتطوير دفاعات العاصمة، وفي عام 1357م قام إتيان مارسيل بتوسعة أسوار المدينة وحماية بورت سانت أنطون "إحدى بوابات باريس" بِبُرجَان حَجَرِيَّان مُرتفعَان بالإضافة لخندق بعرض 24 مترًا.

 وكان يُطلق على البوابة المحصنة من هذا النوع اسم "الباستيل" وكانت واحدة من اثنين تم بناؤها في باريس والبوابة الأخرى تم بناؤها خارج بورت سانت أنطون.

 وقد تم عزل مارسيل من منصبه وإعدامه عام 1358م، وفي عام 1369م أصبح تشارلز الخامس قلقًا بشأن ضعف الجانب الغربي للمدينة من الغارات والهجوم الإنجليزي، وقد أمر تشارلز العمدة الجديد، هوجو أوبريوت، ببناء حصن أكبر بكثير في نفس موقع الباستيل الذي كان في عهد إتيان مارسيل، وبدأ العمل عام 1370م ببناء زوج آخر من الأبراج خلف الباستيل الأول متبوعًا ببرجان إلى الشمال واثنان في الجنوب.

 وعلى الأرجح أن بناء الحصن لم يَنْتهِ في الوقت الذي توفي فيه تشارلز الخامس عام 1380م واستكمله ابنه تشارلز السادس، وأصبح البناء المُنجز يعرف باسم الباستيل، وكان للأبراج الـ6 حديثة البناء زنزانات تحت الأرض في قاعدة البرج، بالإضافة لقواعد المدافع على الأسطح، وكان للباستيل 4 جسور وقد وُصِف الباستيل بأنه واحد من أقوى التحصينات في تلك الفترة.

 وفي القرن 15 كان الباستيل يُستخدم أحيانًا لاحتجاز السجناء ومن ضمنهم هوجو أوبريوت، الذي عُهِد إليه ببناء الحصن وكان أول شخص يتم سجنه وذلك عام 1417م.

متي أصبح الباستيل سجنًا حكوميًا فرنسيًا ؟

 وفي القرنين 17 و18 أصبح الباستيل سجنًا حكوميًا فرنسيًا ومعتقلًا للأشخاص المُهمين والمتَّهمين باقتراف الجرائم المتعددة، وكان الكاردينال دي ريشيليو، أول من استخدم الباستيل كسجن حكومي.

 وفي القرن 17 كان المتوسط السنوي لعدد السجناء في الباستيل 40 سجينًا بأمر مباشر من الملك، وكان من ضمن السجناء، السياسيين المتسببين في الاضطرابات والأفراد المحتجزين بناءً على طلب من عائلاتهم.

 وغالبًا ما كان السبب في ذلك هو إجبار الشباب على الطاعة أو لمنع البعض من تشويه سمعة العائلة، وفي ظل حكم لويس 14 أصبح الباستيل مكانًا للاحتجاز القضائي، وتحت ولاية فيليب الثاني كان الأفراد الذين يحاكمون من قبل البرلمان يزجُّون في الباستيل.