مساعدة وزير الدولة للإنتاج الحربي: هدفنا المحافظة على الاستقرار في الأزمات والكوارث

المهندسة دينا عبد المنعم خلال حوارها مع «الأخبار»
المهندسة دينا عبد المنعم خلال حوارها مع «الأخبار»

تطبيق الثورة الصناعية الرابعة على أحد خطوط الإنتاج ونستهدف التعميم

حلمى الوصول بصناعتنا للاكتفاء الذاتى والتصدير لجميع دول العالم

عندما نتحدث عن وزارة الإنتاج الحربى فيتعلق فى الأذهان دائما أننا أمام حديث عن قلاع التصنيع العسكرى بما تنتجه من دبابات و أسلحة ثقيلة و مدرعات ، بل والمنطقى أن مساعدى الوزير سيكونون من العسكريين ، و لكننا أمام حالة خاصة ، فلم يكن يتوقع أحد أننا سنرى مساعدا لوزير الدولة للإنتاج الحربى تلك الوزارة ذات الطابع الخاص ستكون سيدة و شابة ، فهى أحد النماذج التى تؤكد تمكين المرأة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، عندما تضع قدميك داخل مكتبها فى الدور الأرضى لمبنى الوزارة العريق ، يلفت نظرك كم الملفات التى تعتلى مكتبها ، الأضواء الهادئة لقراءة بعمق و دراسة لملفات هامة ، يبهرك أيضا صغر سنها فلم يكن أحد يتوقع أننا سنرى فى مصر فى يوم من الأيام مساعدين وزراء فى هذه السن المبكرة ، عندما تبدأ حديثك معها تجد لغة الأرقام حاضرة ، دقة فى عرض التواريخ ، ثقة فى رؤيتها للتطوير ، و تقديرا واحتراما لكل من قدم لها العون و المساعدة ، تفضل عدم الظهور إلا قليلا فهى ترى أن عملها خير سفير لها ،  « الأخبار» حاورت المهندسة دينا عبد المنعم مساعدة وزير الدولة للانتاج الحربى للتطوير والمتابعة واستعرضت معها أهم الملفات التى تتولاها و ماذا عن خطتها المستقبلية ؟ و التفاصيل فى السطور التالية .

■ كيف كانت بدايتك فى وزارة الإنتاج الحربى ؟
تقدمت للعمل بإحدى شركات الإنتاج الحربى من خلال إعلان للتوظيف وتم تعيينى عام 1998 كمهندسة للصيانة بشركة المعادى للصناعات الهندسية، ومن خلال طبيعة عملى فى ماكينات التحكم الرقمى CNC والتى اكتسبت من خلالها العديد من المهارات والخبرات، فكنت مسئولة عن العديد من المشروعات والمهام بالشركة، مثل: محطات الطاقة الشمسية ومجالات ترشيد الطاقة، تحسن الإنتاجية، وإعداد خطط لحل المشكلات بعد تحديد وتحليل الفجوة فى مجالات العمل طبقاً لتكليفات مباشرة من قيادات الشركة المتتالية .
■ وكيف تم اختيارك مساعدة للوزير ؟
- خلال فترة عملى عام 2015 تم ترشيحى من قبل قياداتى للسفر ضمن فريق مكون من 25 فردا إلى دورة فى الصين للحصول على تأهيل متقدم باسم «قادة التغيير»، حيث استمرت الدورة لمدة شهر كامل؛ واكتسبت خلال تلك الفترة مجموعة من العلوم والمعارف فى الإدارة الحديثة و التعامل مع أدوات القيادة و آليات قيادة التغيير والتى أفادتنى فى خطواتى اللاحقة .
وبعد انتهاء فترة التأهيل التقيت بالسيد الدكتور محمد العصار رحمة الله عليه اثناء اجتماعه مع الشباب فى إطار الاهتمام بتمكين الشباب ، فقمت بتقديم العديد من أفكار التطوير وخطط العمل التفصيلية التى ترصد التحديات الموجودة وتضع الحلول العملية لمواجهتها وتعظيم الفرص الموجودة و كيفية الاستفادة منها .
وتلا ذلك العديد من الاجتماعات و جلسات العمل المتعددة لمدة عام كامل ، ونتج عن ذلك اختيارى لشغل وظيفة مساعد الوزير للتطوير والمتابعة ؛ مما جعلنى أشعر بثقل المسئولية وحجمها ، قمت باقتراح العديد من خطط لتطوير وعملت على متابعة تنفيذها محاولة مواكبة العصر فى الإدارة الحديثة للوصول إلى النموذج الذى نأمله، لتحقيق السبيل الأمثل للاستثمارات البشرية و الفنية .
■ صفى لى منصبك وكيف تعملين من خلال موقعك مساعدة الوزير للتطوير والمتابعة ؟
- مساعدة الوزير للتطوير والمتابعة مهمتنا تحليل المشاكل التى تحدث ووضع الأطر لها والإجراءات لتحسين العمليات الإنتاجية بالإنتاج الحربى ، ونتيجة ذلك أنشأنا وحدة التخطيط الاستراتيجى بالوزارة ، وهذا توجه رئاسى من الرئيس السيسى لآليات التنفيذ والأهداف والأفكار الموضوعة وكيفية تنفيذها على أرض الواقع ، وعملنا دورات تأهيلية فى التفاوض والأزمات وغيرها .
■ لاحظنا فى الآونة الأخير طفرة واضحة فى مجال تطوير الأداء المؤسسى بوزارة الإنتاج الحربى ؟
- بالفعل ؛ فتحقيقاً لأهداف الدولة و استراتيجية الإنتاج الحربى المعنية بإعادة توجيه الأداء التشغيلى وتحسين الإنتاج والاعتماد على التطوير فى المجالات ( الاقتصادية -الإنتاج و التشغيل - الإدارية) ، تم تكليفى بما يتناسب مع تخصصى فى هذه المجالات للعمل على تطوير الأداء المؤسسى ، وأذكر بعض الملفات التى عملت عليها : استحداث وحدة الإدارة الاستراتيجية بالوزارة ، وكذلك وحداتها التابعة بهدف اعداد خطط استراتيجية و متابعة تنفيذها ، واستحداث وحدة معينة لسلاسل الإمداد والتدبير المركزى المجمع بهدف تحقيق أعلى معدلات كفاءة تشغيل وترشيد استخدام الموارد، كما تم استحداث وحدة كاملة للهندسة الصناعية وتكوين جيل جديد من المهندسين المتخصصين فى عمليات التصنيع ، وأعمل حالياً على رأس فريق عمل على أعلى مستوى لتحقيق آليات الحوكمة على شركات الإنتاج الحربى ؛ بهدف التطوير المؤسسى الشامل فى المجال الصناعى ، ومن الجدير بالذكر أننا نجحنا فى تطبيق الثورة الصناعية الرابعة على احد خطوط الإنتاج بـ(مصنع 300 الحربى )، ونستهدف التعميم على جميع الخطوط المؤهلة.
■ ماذا عن خطتكم المستقبلية فى مجال تخصصكم داخل الوزارة  ؟
- أعمل حالياً على استحداث وحدة لإدارة المشروعات بالوزارة ، وذلك للعمل على تحقيق استراتيجية الوزارة من خلال التنفيذ الرشيد للبرامج و المشروعات ومتابعة التنفيذ طبقاً للبرامج الحديثة للمتابعة، وكذلك من خلال مؤشرات أداء لقياس مدى تنفيذ الأهداف.
■ ما هو دور الإنتاج الحربى فى إدارة الأزمات ؟
- للإنتاج الحربى دور عظيم فى إدارة الأزمات، حيث يتم اللجوء إلينا كوزارة للإنتاج الحربى وقت الأزمات لتلبية مطالب الدولة والمحافظة على الاستقرار فى الأزمات والكوارث، فنحن إحدى دروع الدولة المنتجة فلا يخفى علينا ما تعرض له العالم مؤخراً من خلال أزمة (COVID-19)، التى أربكت العالم و غيرت استراتيجيات الدول ، فى تلك الفترة برز دور الإنتاج الحربى ، حيث توجهت العديد من الجهات لدولة إلينا طالبة إمدادها بالمطهرات و الكمامات و المعقمات ، كما قادت وزارة الإنتاج الحربى المبادرة فى التعامل مع الجهات البحثية لإنتاج أجهزة التنفس الصناعى بمختلف درجاتها ، وذلك دون النظر إلى الأرباح وعدم السعى للاستفادة من الازمة ، فنحن لم نتوقف يوماً واحداً عن العمل فى مساندة الدولة .
■ كيف ترين دور المرأة المصرية فى ظل الجمهورية الجديدة وأنتِ تمثلينها اليوم مساعدة لوزارة مهمة ألا وهى وزارة الإنتاج الحربى ؟
- المرأة المصرية تعيش عصرًا ذهبيًا، فى ظل الاهتمام الكبير والبارز الذى توليه القيادة السياسية لتمكين المرأة فى مختلف المجالات ، فى عهد الرئيس السيسى استطاعت الحصول على أعلى المناصب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فمنذ توليه الحكم أظهر مساندة كبيرة لكل حقوقها ، ويؤكد فى أكثر من مناسبة أن مصر تولى اهتمامًا كبيرًا لتحقيق سبل المساواة بين الجنسين فى العمل ، الرئيس السيسى آمن بأن المرأة المصرية قادرة على التغيير والقيادة وأنها الكفة التى تزن الميزان ، فأحسن استغلالها بشكل تنموى فى كل مواقع الإنتاج والتنمية .
لقد تقلدت المرأة المصرية أعلى المناصب فى عهده فنسبة المرأة أصبحت 25% فى آخر تشكيل وزارى والمحافظ ونائب المحافظ وحققت النساء حلم الوصول إلى السلك القضائى بعد سنوات طويلة ، وتم تعيين 90 نائبة فى عهده ، استطعن بجهدهن تغيير خارطة الطريق التشريعية ، وأثرين العمل النيابى بكثير من الأطروحات والأفكار ، التى تؤكد وعيها وإدراكها لحجم المسئوليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
القيادة المصرية صادقة تمامًا فى ملف تمكين المرأة المصرية والشباب وهو ما لمسناه فى الفترة السابقة، فبالرغم من العادات و التقاليد الاجتماعية التى نجد منها بعض المقاومة ، ولكن بالمساندة و الإصرار على تحقيق هذا الهدف اثبتت كل القيادات المصرية التى تم اختيارها بعناية كفاءة عالية، وإن المرأة لا تحتاج مجرد فرصة للانطلاق ، والدليل على ذلك أن المرأة تمثل  نسبة 25% فى كثير .
■ فى خلال مسيرتك ، ماذا عن طبيعة عملك مع وزراء الإنتاج الحربى ؟
- كان لى الشرف اختيارى كمساعدة وزير للتطوير و المتابعة فى عهد الفريق العصار رحمة الله عليه ، ولم أكن أتوقع ذلك أو حتى اسعى له ، وفى فترة العمل معه تعلمت منه الكثير ، يكفى أننى وجدت فيه قدوة مخلصة حتى أستطيع وصفها لأولادى ، فتعلمت منه الاستماع الجدى للكبير و الصغير وعدم الاستهانة بأى رأى حتى لو بدا غير مؤثر فى حينه .
وطبعاً لا أستطيع إنكار أن استمرارى فى منصبى مع اللواء محمد أحمد مرسى وزير الدولة للإنتاج الحربى عمل على تشجيعى لالتفاتى أكثر للعمل ، وقام بإسناد العديد من الملفات الهامة إلىّ ، حيث أضافت لى العديد من الخبرات و طورت من مهاراتى الشخصية ، حيث تعلمت منه الاهتمام بالتفاصيل و الدقة و التعامل الإنسانى و التقدير الشخصى لكل المتعاملين معه .
■ ماذا تعلمتِ من منصب مساعد وزير ؟
- تعلمت من منصبى الكثير ، كالمثابرة على تحقيق الأهداف ، وكيفية تحفيز فرق العمل التى أعمل معها لإظهار إبداعهم الفكرى والعمل على توضيح الرؤى ، و الصبر و عدم الانفعال و لتفكير المنطقى العميق للوصول إلى قرار سليم قابل للتنفيذ .
■ بعيدا عن كونك مساعدة للوزير ماذا عن الأسرة  ؟
- أنا أم لفتاتين فى المرحلة الإعدادية و الثانوية ، زوجة لمهندس يعمل مديرا فى إحدى الشركات المرموقة بالقطاع الخاص، حصلت على بكالوريوس الهندسة قوى والآلات كهربائية عام 1996، حصلت على ماجستير فى التحكم الآلى عام 2006، كما حصلت على شهادة الأعمال الدولية المعتمدة من جامعة ميسورى، درست برنامج القيادة للتميز الحكومى فى جامعة كينجز بلندن و الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
■ ما هى أحلامك المستقبلية ؟
- بالنسبة لأحلامى المستقبلية طبعاً الاستقرار الصحى والأسرى ، والتوفيق لأولادى ، وبالنسبة لعملى هو الوصول بصناعتنا للاكتفاء الذاتى ، أن نصل بها للتصدير لجميع دول العالم ، أما أحلامى لوطنى فكثيرة ، وهى أننا نصل لمرحلة الرخاء ، فنحن بلاد العلم و الثقافة .