علاء عبدالوهاب يكتب: .. وماذا يريد العرب؟!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

«البيت الأبيض»: بايدن يريد تعميق اندماج إسرائيل فى الشرق الأوسط.. الخبر واضح فى معناه ودلالاته، لا يحتاج إلى شروح، لكنه يتطلب طرح سؤال على العقل العربى بعد طول تأجيل: وماذا يريد العرب؟

المشروع الإسرائيلى ـ المدعوم أمريكيا ـ للمنطقة يتقدم بثبات، واتفاقات السلام الإبراهيمى تمثل آخر تجلياته، ثم تأتى إطلالة بايدن خلال زيارته للمنطقة ليعرب مستشاره للأمن القومى مع بدايتها عن رغبة أمريكية فى تعزيز مسار تحسين العلاقات بين إسرائيل والمزيد من الدول العربية!

وهنا لابد من حث العقل العربى على سرعة حسم إجابته عن السؤال المطروح بإلحاح عن ليس فقط ماذا يريدون؟ وإنما أيضاً ماذا يمتلكون من إمكانات وأدوات من شأنها ـ واقعياً ـ أن تدعم إجابتهم عن السؤال الافتتاحى: ماذا يريدون؟

الأمر خطير، ويستدعى قبل الحديث عن الرغبة، تقييماً موضوعياً للإمكانية، فكم من الرغبات لا تسعفها الإمكانات على الأرض، فيكون مصيرها أن تذهب أدراج الرياح!

فى مقابل مشروع جاهز لبناء ما يسمى الشرق الأوسط الجديد، ودور مركزى أو محورى لإسرائيل، ثمة غياب لأى تصورات عربية جدية، ليس فقط فى مواجهة الرؤية الأمريكية ـ الإسرائيلية، ولكن أيضاً فى مواجهة مشروعات أخرى، صحيح أنها أقل طموحاً بحكم عوامل يطول شرحها، إلا أنها قائمة تتحرك بقوة، وتكسب كل يوم أرضاً جديدة، ونعنى هنا المشروع الإيرانى، والمشروع التركى. التطورات المتسارعة التى نشهدها خلال العامين الأخيرين، إنما هى نتاج الأزمات العنيفة المتعاقبة التى تعرض لها النظام العربى عبر عقود.

العرب مطالبون اليوم أكثر من أى وقت سبق، بوقفة مع الذات للإجابة على أسئلة وجودية، تتوقف على إجابتهم عنها تحديد دورهم على خريطة المستقبل، لأن استمرار تغييب البديل العربى يعنى الاستسلام لحالة انتحار قومى، نحن فى أزمة، نعم، لكن التسليم بوجودها، لا يعنى بالمقابل تسليماً باستحالة تجاوز الواقع بكل تحدياته العاتية، وإنما الإدراك الواقعى لها، فتلك الخطوة الأولى للسير فى طريق إعادة ترتيب البيت العربى. ليكون النقطة التى تنطلق من داخلها الإجابات الصحيحة على الأسئلة المصيرية المفروضة علينا، ولا يمكن التغاضى عنها أو تأجيلها أكثر من ذلك.