بعد رصد حالة في الصين.. تعرف على «الكوليرا» وسلالاتها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الكوليرا هي عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة بضمات بكتيريا الكوليرا ولا تزال الكوليرا تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.  

تاريخ الكوليرا  
انتشرت الكوليرا خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند واندلعت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات أما الجائحة  (السابعة) فقد اندلعت بجنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 ثم إلى الأمريكتين في عام 1991 وتتوطن الكوليرا الآن العديد من البلدان.  

سلالات ضمات الكوليرا  
هناك الكثير من المجموعات المصلية لضمات الكوليرا، على أن مجموعتين مصليتين منها حصراً، وهما O1 وO139، تسببان اندلاع الفاشيات.

وقد تسببت ضمات الكوليرا O1 في اندلاع جميع الفاشيات الأخيرة، فيما تسببت ضمات الكوليرا O139 - التي حددت لأول مرة في بنجلاديش في عام 1992 – في اندلاع فاشيات بالماضي، ولكنها لم تتسبب بالآونة الأخيرة سوى في الإصابة بحالات مرضية متفرقة.

ولم يكشف عن وجودها خارج آسيا ولا يوجد فرق في الاعتلالات الناجمة عن المجموعتين المصليتين كلتيهما.  

وبائيات المرض وعوامل خطره 
يمكن أن تكون الكوليرا مرضاً متوطناً أو وباءً والمنطقة الموطونة بها هي عبارة عن منطقة يكشف فيها عن حالات مؤكدة للإصابة بالكوليرا خلال فترة 3 سنوات بالاقتران مع وجود بينات تثبت انتقال المرض فيها على الصعيد المحلي (ما يعني أن الحالات لا تفد إليها من مكان آخر) ويمكن أن تندلع فاشيات أوبئة الكوليرا في كل من البلدان الموطونة بها وفي تلك التي لا تظهر فيها الكوليرا بانتظام.  

وفيما يخص البلدان الموطونة بالكوليرا، فيمكن أن تندلع فيها فاشيات موسمية أو متفرقة، وتتسبب في حالات تفوق أعدادها التوقعات أما في البلدان التي لا تظهر فيها الكوليرا بانتظام، فإن فاشيتها تعرف على أنها وقوع حالة مؤكدة واحدة على الأقل للإصابة بالكوليرا بحيث تكون مسندة ببينات تثبت انتقال المرض على الصعيد المحلي في منطقة لا تنتشر فيها الكوليرا عادةً.  

ويرتبط انتقال الكوليرا ارتباطاً وثيقاً بقصور سبل إتاحة المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي. وتشمل المناطق المعرضة للخطر تقليدياً الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، وكذلك مخيمات المشردين داخلياً أو اللاجئين.  

ويمكن أن تسفر العواقب المترتبة على وقوع أية كارثة إنسانية - مثل تعطل شبكات المياه ومرافق الصرف الصحي أو نزوح السكان إلى مخيمات غير ملائمة ومكتظة – عن زيادة خطورة انتقال الكوليرا إذا كانت بكتريا المرض موجودة فيها أو إذا وفدت إليها من مكان ما. ولم يسبق الإبلاغ قط عن أن الجثث غير المصابة بعدوى المرض قد شكلت مصدراً لانتشار الأوبئة.  

واستمر عدد حالات الكوليرا التي يجري إبلاغ المنظمة بها في الارتفاع خلال السنوات القلائل الماضية، حيث أخطر 24 بلداً خلال عام 2020 بنحو 369 323 حالة و857 وفاة. ويُردّ التباين في تلك الأرقام والتقديرات المتعلقة بعبء المرض إلى عدم تسجيل العديد من الحالات بسبب قصور نظم الترصد والخوف من تأثيرها على أنشطة التجارة والسياحة. 

الوقاية والمكافحة  
يعد اتباع نهج متعدد الأوجه عاملاً أساسياً في مكافحة الكوليرا والحد من الوفيات الناجمة عنها، وهو ينطوي على استخدام توليفة من أنشطة الترصد وتوفير إمدادات المياه والصرف الصحي وشروط النظافة الصحية والتعبئة الاجتماعية والعلاج ولقاحات الكوليرا الفموية.  

والجدير بالذكر ان جامعة ووهان الصينية أبلغت عن رصد حالة إصابة بالكوليرا، الأمر الذي دفع السلطات إلى الاندفاع لتتبع المخالطين خوفاً من انتشار المرض على نطاق واسع.

ووفقاً لوكالة «بلومبرج» للأنباء، فقد قالت إدارة الصحة بالمنطقة إنها جمعت عينات من جميع مخالطي الطالب المصاب بالمرض، وأغلقت بعض الأماكن لتطهيرها.

وأضافت أنه لم يتم اكتشاف حالات أخرى حتى الآن.

والكوليرا، مرض خبيث ينتشر عن طريق الطعام والماء الملوثين ويسبب إسهالاً حاداً، وهو نادر نسبياً في الصين، حيث تم اكتشاف حالة واحدة في مارس وخمس حالات العام الماضي.

لكن ظهور المرض في مدينة ووهان له أهمية خاصة، بسبب ارتباط اسم المدينة بظهور وتفشي فيروس كورونا.

يأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه النظام الصحي في الصين تدقيقاً غير مسبوق مع عودة انتشار «كورونا» في جميع أنحاء البلاد رغم النهج الصارم الذي تتبعه بكين للقضاء على الفيروس.

وتصنف الصين الكوليرا على أنها مرض من «الفئة أ»، وهو التصنيف الأقوى والمشترك فيه فقط الطاعون الدبلي.

اقرأ أيضا |تعرف على أسباب الشعور بصداع الجبهة