الهجرة إلى القرية في موسم الأضحية

طقوس المصريين في عيد الأضحى.. العودة للجذور والاحتفال وسط اللمة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في الأعياد والمناسبات تظهر عادات وطقوس مميزة للمصريين، وعلى رأسها العودة للأصول والجذور، ومع حلول العيد ينشط موسم الهجرة العكسية من المدن إلى الأرياف للاحتفال بالعيد بين الأهل والأقارب، والعودة إلى ذكريات الطفولة في مسقط الرأس.

ونجد الكثير من أبناء المدينة يهجون من ضوضاء وتلوث العاصمة، إلى هدوء وسكينة القرى والمحافظات التى بها عائلاتهم، بحثا عن إجازة سعيدة واستعادة للذكريات الجميلة وسط تجمعات الأهل والأقاب فى بيت العائلة، حيث إلتقاء الأجيال المختلفة وأبناء الأعمام والأخوال.

التجمع يوم العيد صباحًا من أجل الذهاب لأداء الصلاة في الساحات، والتجمع بعد ذلك لأداء شعيرة النحر، ومن أهم ما جعل محمد محمود من أبناء محافظة الاسماعلية التمسك بعادة قضاء العيد في بلدته، خاصة بعد وفاة والديه.

اقرأ أيضا  .. | أول أيام عيد الأضحى.. «الزراعة» تكثف حملات التفتيش على المجازر

وقال محمود: "لازم أعيد مع اخواتي، اتعودنا طول عمرنا إننا نشترك في الأضحية مع بعضنا البعض، يشتريها أخي المقيم في البلد، ويرعاها ليوم العيد، لنتجمع وأولادنا يوم العيد والاحتفال بالأضحية، ونقضي اليوم في بهجة وفرحة، تعد هي فرحة العيد لنا وأبنائنا".

سمر خليل طالبة فى الجامعة، إعتادت على الذهاب مع أسرتها لقضاء العيد كل عام في قريتهم بمحافظة كفر الشيخ، قائلة: "العيد في البلد ليه طعم تاني، الجو حلو، والهدوء ممتع، وريحة الزرع ترد الروح"، لافتة إلى انها تنتظر هذه الإجازة لتريح أعصابها من توتر وضوضاء المدينة التي تعيشها طوال الوقت.

أما محمد كمال ابن محافظة المنوفية فأشار إلى أنه اعتاد منذ أن كان طفلا أن يذهب لقضاء العيد مع والده في القرية، إلا أن الظروف الآن تغيرت، فبعد أن كبر والتحق بوظيفة في القطاع الخاص وتزوج، زادت الانشغالات والمسؤليات، ولم يعد بإمكانه الذهاب كل عيد لقريته.

وتابع أنه كلما كانت ظروف عمله تسمح بذلك لا يتردد أن يذهب لقضاء أي مناسبة في بلدته وسط أقاربه وأهله، مؤكدًا أنه يتمنى أن يبقى أولاده على صلة وتواصل بأهلهم وجذورهم.

السفر للصعيد مشقة وعناء، ويستلزم قضاء نصف يوم على الأقل فى المواصلات، إلا أن هذا لم يمنع أمير محمدي من أن يسافر وأسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلة واحدة لقضاء الأعياد والمناسبات في قريته في صعيد مصر، قائلا: "ما اقدرش أغيب في العيد بالذات عن أمي، دي بتستناني أنا وبنتي أكتر ما بتستني العيد".

وأكد أن العيد لا يكون له طعم أو معنى بعيدا عن أهله، خاصة وأن كل من هو متغرب لظروف الحياة والمعيشة من أبناء العائلة، يعود لقضاء العيد وسط العائلة، قائلا: "الكل يتجمع في عيد الأضحى، ومن لم تسمح له ظروفه بالحضور في عيد الفطر لا يمكنه التأخر في الأضحى، حيث الالتفاف حول الأضاحي، والكل يشارك فى عمليات الذبح والسلخ والتقطيع، ومن رجال ونساء وحتى الأطفال فتساعد في التوزيع".

وتقول أم وسام "ربة منزل" أن العيد في القرية مختلف تماماً عن المدينة، من حيث الطقوس والعادات وحتى بهجة العيد، لافتة إلى أنها تسافر مع زوجها وأولادها الى الشرقية، حيث مسقط رأس زوجها وعائلته، وفي الصباح يخرج الجميع للتهنئة والمعايدة، "لازم الصبح أعيد على سلايفي وأولادهم، والعيال تخرج للشارع مع اولاد أعمامهم، وبعد ذلك نجتمع حول الأضحية "عجل" والكل يعمل من رجال ونساء حتى ننتهي من عمليات السلخ والتقطيع والتعبئة".

ويقول رأفت محمد موظف مقيم بالقاهرة، إنه منذ أكثر من 30 سنة خرج من محافظته ومسقط رأسه الشرقية بحثا عن عمل واستقر الأمر به فى الجيزة، إلا أنه طوال الـ30 عاما لم يقض العيد خارج بلدته بالشرقية، قائلا: "العيد مايبقاش عيد إلا فى بيت العيلة وسط إخواتي وولاد عمي، دي عادة ربنا مايقطعها".

وأشار إلى أن ظروف الحياة ومشاغلها قد تضطره لعدم الذهاب لبلده أوقات طويلة، إلا أن العيد لايمكن أن يقضيه بعيدًا عن المنزل الذى ولد وكبر به، لافتا إلى أنه أحيانا يفضل أولاده البقاء فى المدينة لقضاء العيد من أصدقائهم في التنزه والفسح، إلا أنه وزوجته لايمكن ان يتغيبا عن العيد مع العائلة خاصة وأنه أكبر إخوته.