ضحية خناقات منتصف الليل!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الواحدة بعد منتصف الليل.. صوت الزوجين يرتفع، بعض ابواب شقق الجيران تنفتح لاستطلاع مسلسل الخناقة التي تكررت كثيرا.. صوت بكاء الطفلين ونحيبهما يرتفع أيضا، بعدما أطلقت الام صرخة مدوية بعثت بداخلهما الخوف والرعب حيث انهى الأب المشهد بصفعة قوية على وجهها الذي التهب وكادت ان تنفجر منه الدماء، وخذ يدفعها خارج شقة الزوجية وطردها بعد منتصف الليل وسط نظرات تعاطف الجيران الذين تسابقوا يعرضون عليها ان تبقى بصحبتهم حتى الصباح وإلى ان تهدأ الأمور.

اشتاطت الزوجة غيظا، واسودت الدنيا أمام عينيها، ولم يكن أمامها غير تحرير محضر بقسم الشرطة، وتم الحكم بحبس الزوج شهرا مع إيقاف التنفيذ.

وأمام المستشار صلاح إبراهيم رئيس محكمة القاهرة للأحوال الشخصية، وقفت تطالب بحضانة طفلها الكبير الذي يبلغ من العمر ١٠ سنوات نظرا لمرضه، وحاجته الملحة لوجودها بجانبه، كي تقوم بتمريضه خاصة وان زوجها لن يتمكن من القيام بهذه المهمة، وغير متفرغ لهذا العمل، لذا تطلب من المحكمة ضمه إلى حضانتها.

ومن بين صفوف الجالسين ينهض الزوج قائلا: سيدي القاضي.. كيف لها أن تطلب الآن استرداد الطفل وهي التي سبق وأرسلته لي متنازلة عن حضانته بحجة مرضه، واحتياجه إلى نفقات باهظة حتى يشفى من مرضه، فكيف؟ لام تنازلت بمحض إرادتها عن حضانة طفلها ثم تعود وتطالب به.

اقرأ أيضا

|صرخة داخل محكمة الأسرة.. مراتي تزوجت مهندسا وأنجبت طفلين وهي على ذمتي!

وبصوت متحشرج، ونظرات لوم وعتاب ترمق بها الزوج ترد الزوجة قائلة: لم يكن معي وقتها أي أموال أتمكن من الانفاق على طفلي المريض، وسبق أن أرسلت له أن يبعث لي بعض من النقود لشراء الدواء لكنه رفض بإصرار، فهل كنت اترك ابني ليموت بين يدي نتيجة إصراره، وعناده واضطررت إلى العمل حتى أتمكن من تدبير النفقات اللازمة لرعاية طفلي المريض والذي ازدادت حالته سوءا نتيجة أيضا لإهمال أبيه قي رعايته وتمريضه.

وبدموع تتساقط ببطء شديد، تقول أنا لم أتنازل عن طفلي أبدا لكن الظروف كانت اقوى مني  فهو فلذة كبدي، ونور عيني، وأرسلته إلى أبيه خشية أن يكون ضحية الخناقات والمشاكل التي بيننا، وانهمرت في بكاء مرير، تطالب بضم الطفل لرعايته.

وفي النهاية قضت المحكمة بأحقية الزوجة في حضاتة طفلها المريض خاصة وهو لم يتجاوز سن خدمة النساء، وفي حاحة ماسة لرعاية وحنان الأم في هذه السن وفي ظل الظروف المرضية.