بينى وبينك

المبدع الصغير

زينب عفيفى
زينب عفيفى

الثورات لا تحدث مصادفة. هكذا أخبرنا التاريخ. الثورة تحدث عندما يشتد الظلم والقهر والفساد والاستبداد، وتحدث أيضا ضد الأفكار الإرهابية التى تهدد أمن الأوطان وتدمر حياة الإنسان، وهذا النوع من الثورات هو الأهم والأخطر لأنه يواجه قوة ظلامية تعمل فى الخفاء، متنكرة لا تظهر بوجهها الحقيقى مما يتطلب مواجهتها بسلاح الفكر المستنير والعقول المفكرة. من أجل ذلك جاءت ثورة 30 يونيو للقضاء على الأفكار المتطرفة والمعتقدات الخاطئة والموروثات المضللة، بسلاح التنوير، لمواكبة التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المصاحبة للثورة.

ومازالت الثورة مستمرة تحارب الإرهاب الفكرى المتطرف، ليس بالشعارات وإنما بالأفعال كى تصنع أجيالاً جديدة تؤمن بحرية التعبير وقبول الرأى الآخر وتنمية القدرات الثقافية والفكرية لأولادنا، من خلال المسابقات والجوائز الثقافية مثل «جائزة الدولة للمبدع الصغير» تحت رعاية السيدة انتصار السيسى حرم السيد رئيس الجمهورية للمبدعين من الاطفال والنشء من سن 5 الى 18، بهدف الاكتشاف المبكر للمواهب الصغيرة وتحفيز الطاقات الإبداعية فى مجالات الثقافة والآداب والفنون والابتكار، وذلك ضمن الأهداف الاستراتيجية العامة للدولة، والتى تعمل على بناء الإنسان المصرى وترسيخ هويته من خلال خلق آليات مؤسسية تعمل على تشجيع الأطفال على القراءة والكتابة والإبداع والابتكار، لتحقيق الريادة الثقافية لمصر..

وما زلنا نطالب بإعادة المكتبة المدرسية وحصة القراءة الحرة فى المدارس لفتح آفاق للمناقشة الحرة لطلاب المدارس لتصحيح المفاهيم الخاطئة وخلق حوار معرفى بين الاستاذ والتلميذ تجنبا لتسرب الأفكار المضللة لأطفالنا وشبابنا، وهذا ليس أمرا مستحيلا، فى ظل ثورة 30 يونيو المستمرة فى محاربة الأفكار المتطرفة وتكوين جيل جديد يمتلك الوعى والانتماء لبلده ليس بالشعارات، وإنما بالتفعيل لأهداف الثورة.