المفهوم الاستراتيجى للحلف يعتبر «الإرهاب والهجرة» تحديين.. وتلميحات بدور فى مالى

قادة الناتو يختتمون قمة مدريد بتوجهات عدائية تجاه روسيا

الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء البريطانى على هامش أحد الاجتماعات
الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء البريطانى على هامش أحد الاجتماعات

واصل قادة حلف شمال الأطلنطى (الناتو) اليوم مناقشتهم فى اليوم الأخير من أعمال قمتهم التى بدأت الثلاثاء فى العاصمة الإسبانية مدريد، وهيمنت على محادثاتها الحرب الجارية فى أوكرانيا.


وأجرى قادة الحلف اليوم مناقشات حول تبعات الحرب على أسعار الغذاء العالمية نتيجة ما وصفوه بـ«الحصار الروسى على صادرات الحبوب الأوكرانية».


وفى خارطة طريق استراتيجية جديدة تم تبنيها فى قمة مدريد، صنف الحلف روسيا على أنها «التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء». وصادقت دول الحلف على تعزيز وجودها العسكرى على جناحه الشرقى مما سيرفع عدد «قوات الجهوزية العالية» إلى أكثر من 300 ألف جندي.


ويمثل هذا التغيير دفعة لدول البلطيق، وخاصة إستونيا التى ضغطت بشدة من أجل تغيير نهج الحلف فى المنطقة.وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس، لدى وصولها إلى المحادثات، أمس: «أنصتوا إلى مخاوفنا، واتفق الجميع أمس على أن تعزيز الجناح الشرقى مهم للغاية».


ووجه حلف الناتو» رسالة للصين، للمرة الأولى، أمس الأول، معتبرا أن «السياسات القسرية (التى تتبعها بكين) تتحدى مصالح (الحلف) وأمنه وقيمه» على حد وصفه.


ووعد قادة الناتو فى وقت سابق بدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا فى مواجهة روسيا، فى موقف دانه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين منتقدا «الطموحات الإمبريالية» للتكتل العسكري.


ورحب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى خطابه اليومى بهذه «القمة الخاصة» التى وصفها بأنها «قمة تحول».وقال زيلينسكى إن «الحلف يغير استراتيجيته تلبية لسياسات روسيا العدوانية المعادية لأوروبا».

وقبل ذلك، دعا «دول الناتو إلى الإسراع فى تسليم أنظمة دفاع صاروخى إلى أوكرانيا وزيادة الضغط بشكل كبير على الدولة الإرهابية».وفى مؤتمر صحفى فى العاصمة التركمانية عشق أباد، انتقد بوتين موقف الغربيين، مؤكدا أن «دعوة أوكرانيا إلى مواصلة القتال ورفض المفاوضات لا تؤكد فرضيتنا بأن أوكرانيا ومصلحة الشعب الأوكرانى ليست هدف الغرب والحلف الأطلنطى فحسب بل وبأنها وسيلة للدفاع عن مصالحهم الخاصة».


وحدد المفهوم الاستراتيجى الجديد للحلف «الإرهاب والهجرة» ضمن العناصر التى يجب مراقبتها خلال العقد المقبل، ويشير إلى الجناح الجنوبى كمصدر خطر جديد على الاستقرار.
فى سياق آخر، أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم، أنه لا يستبعد تدخل حلف شمال الأطلنطى فى مالى إذا لزم الأمر.

جاء ذلك بعد أن ذكرت قمة الحلف فى مدريد الإرهاب ضمن «التهديدات المختلطة» التى يمكن أن تستخدمها القوى المعادية لتقويض استقراره. وتقول الأمم المتحدة وفرنسا والكثير من المراقبين إنهم قلقون للغاية بشأن تدهور الوضع الأمنى فى مالي.


وتغرق مالى فى أزمة أمنية وسياسية وإنسانية حادّة منذ اندلاع حركات التمرد العام 2012 فى الشمال، وامتد انتشار الإرهابيين إلى الوسط وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاوِرتَين.

اقرأ ايضا | قادة «السبع» يتفقون على الاتحاد في دعم أوكرانيا