حملات لتطهير مقابر القليوبية من «السحر والأعمال».. ورأي فقهي: دجل و«شو»

جانب من حملات ينظمها البعض لتطهير المقابر
جانب من حملات ينظمها البعض لتطهير المقابر

أعمال سحر وشعوذة .. حكايات غريبة بدأت تتردد داخل قري محافظة القليوبية، عن أعمال الشر داخل القبور، فسرعان ما نسى الناس حرمتها وذنبها عند الله، وأصبح منعدمي الضمير يلجأون إلى السحر للانتقام، في ظل ذلك بدأت حملات الشبابية في تنظيف  المقابر على مستوى المحافظة وإزالة تلك الأعمال وفكها، فلعل أبرزها شباب قرية بطا بمركز بنها، فقد قاموا بتطهير المقابر من أعمال السحر.

 

مقابر عرب العليقات بالخانكة

عثر أهالي عرب العليقات التابعة لمدينة الخانكة، بمحافظة القليوبية، داخل المقابر، على عمل مكتوب عليه اسم بنت عليه شعرها ودم تم ايجاده بالمقابر، أثناء قيامهم بتنظيف المقابر من أعمال السحر والدجل.. وقال رأفت أبو ضيف، "بنقوم كل فترة بنظافة المقابر، وأثناء ذلك نعثر على أعمال سحر وبنقوم بجلب متخصص في معرفة أصحابها وفك السحر وإبطاله"، وتابع، "تلك المرة تم العثور بجانب مقبرة على اسم بنت عليه شعرها ودم تم ايجاده، وبالعثور عليها تبين أنها تعاني منذ فترة أعراض غريبة ولا تستطيع أن تنجب.. وعلى الفور تم إبطال مفعول السحر".

 

مقابر قرية قرنفيل وطوخ

وليس ذلك العمل الأول الذي يتم العثور عليه، فقد سبق وأن تم عمل حملة على مقابر قرية قرنفيل، وبقرى  البرادعة بالقناطر الخيرية، وأجهور الكبرى والعمار بطوخ، وكفر أبو جمعة وحلابة بقليوب، حيث عثر على إجمالي عدد الأعمال التى تم العثور عليها بمقابر الـ 7 قرى 250 عملا أسودا، وتم على الفور بمشاركة مشايخ تلك القرى العمل على إبطالها.

 

مقابر العمار

نظم مجموعة من شباب، بقرية العمار الكبرى التابعة لمركز ومدينة طوخ بالقليوبية، مبادرة لتطهير مقابر القرية من أعمال السحر والشعودة، ووجدوا أعمال سحر سفلية بالموت والتفرقة وعدم الإنجاب وعدم الزواج، وتدمير في التعليم، مؤكدا أن كل هذا جعل الحزن يكسو وجه أهل القرية أثناء تطهير المقابر من تلك الأعمال، مشيرا إلى أنه تم تعميم المبادرة على كل أهل القرية بالمشاركة خلال الفترة المقبلة للانتهاء منها بالكامل.

 

مقابر أجهور الكبرى

شباب قرية أجهور الكبرى التابعة لمركز طوخ، بدورهم عثروا على طلاسم وأعمال سحر و"أحجبة" بالأسماء خلال حملة تطهير لمقابر القرية من أعمال السحر والشعوذة.

 

جدل حول الحملات

قال الدكتور عبد الشافي أحمد، أستاذ بجامعة الأزهر، إن حملات تنظيف المقابر من أعمال السحر تعد نوعا من الدجل والشو.

وأكد أحمد خلال لقائه عبر فضائية "صدى البلد" «الجن خلق مثل الإنسان بعضه صالح، والآخر طالح، ومش مطلوب أبدا نشعر أنه عدو للإنسان، الله سبحانه وتعالى أكد أن كيد الشيطان ضعيف»، مضيفا «حملات تطهير المقابر جهل وتخلف».

وأضاف أستاذ جامعة الأزهر «آية واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان، ليست خاصة بأمة محمد، بل وردت في القرآن على سبيل القصص، والسبب في المعالجين كونهم يتربحون من هذا الأمر»، مشيرا إلى أن معظم الحالات التي يعتقد البعض أنها بسبب السحر، تكون ناجمة عن مرض نفسي. 

وأشار إلى أن الجنس البشري كان يميل قديما إلى التحليل الأسطوري، ثم التحليل الديني غير السليم الذي يعارض التحليل العلمي قائلا «اللي بيعملوا سحر ما يروح يجيبوا فلوس للبنك المركزي ويحلوا المشكلات، كل ده كلام فارغ يعتمد على ضعف المستفتي».

ودخل أستاذ الأزهر في مشادة مع مصطفى فليفل، داعية إسلامي وراقي شرعي، مؤكدا أن دعوات معالجي السحر تدرج تحت بند التجهيل قائلا «بعض المعالجين يبعثوا بأعراض السيدات، ويستبيحوا أموال الناس».

وتحدى المعالج قائلا «اتفضل اعمل عمل دلوقتي، كل ده تجهيل، تأثير السحر غير موجود، السحر ورد في القرآن على سبيل الحكاية»، مشيرا إلى أن الرسول أكد أن المؤمن بتأثير السحر وتغييره الواقع لن يدخل الجنة.

وتساءل «كيف نتحدث عن تأثير السحر ؟ والله سبحانه وتعالى قال لا يفلح السحر حيث أتى»، نافيا ما يتردد حول تعرض الرسول للسحر.