بريطانيا تثمن فتح الحكومة المصرية المجال للقطاع الخاص | حوار

محرر الأخبار خلال لقائه مع مدير شئون الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية تصوير- سامح مسلم
محرر الأخبار خلال لقائه مع مدير شئون الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية تصوير- سامح مسلم

بحث ستيفن هيكي مدير إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية، مع المسئولين المصريين التعاون الثنائي والإقليمي.

وفي حوار لـ «الأخبار» قال ستيفن هيكي إن لندن تتطلع لزيادة الاستثمارات البريطانية في مصر، في ظل تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار السياسي الذي تتمته به مصر في السنوات الأخيرة، وأكد ضرورة التوصل لحل سياسي لملف سد النهضة الإثيوبي، والعمل مع مصر في تحضيرات استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، وإلى تفاصيل الحوار:

ما التغير الذي لاحظته في مصر عن فترة عملك كنائب للسفير البريطاني في القاهرة بين 2013 و2015؟

أعتقد أن هناك تغيرات ضخمة جداً قد حدثت في مصر منذ 2015، وكما تعلم فقد كانت الأعوام بين 2011 و2014 صعبة على مصر وكذلك على شركاء مصر مثل بريطانيا، ومنذ 2015 حدثت تغيرات كبيرة فمن الواضح وجود استقرار وهو ما لم يكن موجوداً خلال فترة عملي بالقاهرة، التغير الأهم هو في مجال الاقتصاد التي حدثت وتحديداً مشاريع البنية التحتية والتطوير حول القاهرة، التجمعات السكنية والكباري الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة التي أوشكت على الانتهاء، وهي مشاريع مثيرة الإعجاب ولافتة للنظر، الأمر الاخر الذي لاحظت تغيره هو المزاج العام لدى المصريين الذي أصبح أكثر إيجابية وتفاؤل عما كان عليه في 2015، وقد تحدثت مع ممثلي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكذلك الشركات البريطانية العاملة في مصر، وقد خرجت بانطباع إيجابي عن المستقبل أكثر بكثير مما كنت عليه في 2015.

◄ ما أجندة المباحثات التي أجريتها في مصر؟

الأولوية كانت للعلاقات الثنائية، في ظل العلاقة التاريخية المهمة جداً وكذلك علاقات الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، كما ناقشت التطلع لتحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومن المهم زيادة الاستثمارات البريطانية في مصر خاصة مع وجود العديد من الفرص الاقتصادية نتيجة الاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية، وقد تباحثت مع المسئولين في وزارة الخارجية المصرية عن كيفية تشجيع المستثمرين البريطانيين على المجييء لمصر، كما كان لدينا نقاشات بشأن الأوضاع في المنطقة مثل ليبيا حيث يمكننا العمل سوياً على إيجاد حل هناك وهي أزمة مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات، وكذلك الوضع في سوريا في ظل عدم الاستقرار وغياب التقدم في مفاوضات النظام والمعارضة، ومن المهم تعاون مصر والغرب في الملف السوري، كما ركزنا على التهديد الإرهابي لداعش، وقضايا اللاجئين حيث زرت الأردن قبل مجيئي لمصر واطلعت على أحوال اللاجئين هناك، لكن بدون مصالحة داخل سوريا لن يكون من الممكن تحقيق تقدم على صعيد اللاجئين.

ما آلية التعاون بين مصر وبريطانيا في مجال استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ؟ وهل تعتبرها فرصة لجذب مزيد من الاستثمارات في الطاقة المتجددة؟

مؤتمر كوب 26 في جلاسكو العام الماضي خرج بنتائج مهمة ونثمن الدور المصري خلال المؤتمر، الآن هناك تعاون بين البلدين للتحضير لمؤتمر شرم الشيخ، وسيكون هناك دور أساسي ليس فقط من الحكومات وإنما أيضاً القطاع الخاص والشركات التي ستأتي من كل العالم، وبالتالي نتمنى أن تكون فرصة لمزيد من الاستثمارات في الطاقة الشمسية وغيرها من الطاقات المتجددة.

الحكومة المصرية أعلنت نيتها التخارج من بعض القطاعات الاقتصادية ومنح فرصة أكبر للقطاع الخاص.. ما تعليق بريطانيا؟

تابعت ما أعلنته الحكومة المصرية عن تحسين ظروف العمل للقطاع الخاص، ونحن نثمن قيام الحكومة بالكثير من الاستثمارات خاصة في قطاع البنية التحتية منذ 2014 ولكن حالياً ومستقبلاً لابد أن يكون هناك دور أكبر للقطاع الخاص بهدف توفير فرص عمل للشباب، ومن المهم التركيز على جذب استثمارات من القطاع الخاص الدولي، وعلى صعيد بريطانيا نحن المستثمر الأول في مصر، ولدينا الخبرة في الاستثمار بمصر، ونتمنى أن يركز القطاع الخاص على الاستثمار في مصر.

الرئيس السيسي دعا لحوار وطني.. كيف ترون تلك الخطوة؟

اعتقد أنها خطوة مهمة جداً وإيجابية من قبل الحكومة المصرية لأني أعتقد في أي بلد الحوار الوطني بين الأطراف السياسية والحكومة والمجتمع المدني مهم لضمان الاستقرار، خاصة عندما نقارن الوضع السياسي في 2015 والآن نجد تغيراً كبيراً في تحقيق الاستقرار، هذا الحوار الوطني مهم وأساسي ونتطلع لنتائجه.

ما الدور البريطاني في ملف سد النهضة خاصة أنها ترتبط تاريخياً بقضايا نهر النيل؟

أدرك أن هذا الموضوع مهم جداً لمصر والمنطقة وتحقيق الاستقرار، ومنذ 2014 كان هناك بعض التقدم في المفاوضات، وبريطانيا تشجع الحوار بين مختلف الأطراف وأنا متفائل بوجود حل سياسي قريباً، والاستمرار في المفاوضات ضروري.

هناك تخوف عربي من منح إيران مزيدًا من النفوذ حال توقيع اتفاق نووي جديد معها.. كيف تتعاملون مع تلك المخاوف؟

لقد كنت سفيرا في العراق ورأيت شخصيًا تأثير إيران في العراق والمنطقة، وأدرك التهديد من الفصائل المسلحة ضد التحالف الدولي وضد الغرب وكذلك العالم العربي، ونحن ندرك أن إيران بلد مهم وكبير في المنطقة ولكن في نفس الوقت مهم وضروري احترام سيادة العراق واليمن ولبنان، ومن غير المقبول لإيران وأي بلد توفير الدعم لجماعات مسلحة في أي بلد.. وقد شهدنا تقدماً في مفاوضات فيينا لكن لا نعرف ما إذا كان هناك إرادة سياسية إيرانية لإيجاد حل وهناك حوار حالياً بين واشنطن وطهران عن بعض التفاصيل.. وفي حال وجود اتفاقية جديدة أو عدم وجودها لازلنا نواجه تهديد من إيران خاصة فيما يتعلق بالفصائل المسلحة، ما يتطلب مزيد من التعاون مع دول المنطقة مثل السعودية والإمارات، ومن المهم تقديم مزيد من الدعم من أمريكا وبريطانيا وأوروبا في مواجهة التهديد الإيراني.

هل الغرب سيواصل دعمه لدول المنطقة بمواجهة إيران حتى في حال توقيع اتفاق نووي جديد؟

بالتأكيد، سواء سيتم توقيع اتفاق أم لا سنعمل على زيادة الدعم للدول الخليجية في هذا المجال، وقد شهدنا في بداية العام هجمات صاروخية من الحوثيين على السعودية والإمارات وهذه الهجمات غير مقبولة، وهي رسالة واضحة من المملكة المتحدة وأمريكا والأمم المتحدة، ولكن الآن هناك هدنة في اليمن ودور كبير من الأمم المتحدة في هذا المجال وتعمل بريطانيا مع الأمم المتحدة والسعودية على تحقيق حل سياسي للوضع في اليمن ونتمنى تمديد الهدنة في اليمن، كما أن للحكومة المصرية لديها دور مهم في توفير الدعم لدور الأمم المتحدة في هذا المجال.

كيف يمكن لبريطانيا دعم مصر في مجال الأمن الغذائي في ظل الحرب الأوكرانية؟

نواجه تهديد كبير من روسيا ضد أوكرانيا وهذا التدخل الروسي يمثل انتهاك لسيادة أوكرانيا والقانون الدولي، وللأسف شهدنا تأثير سلبي على استقرار أوروبا والاقتصاد في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وبسبب هذا التدخل الروسي شهدنا تضخم اقتصادي في مصر والعديد من الدول.. يجب على بريطانيا ومصر العمل سوياً للدفع باتجاه إنهاء التدخل العسكري الروسي، وقد ناقشت مع الدبلوماسيين المصريين أهمية الجهد المشترك لدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد تسوية لتصدير الحبوب من أوكرانيا، في ظل المفاوضات الجارية حالياً. أيضاً من المهم أن توفر بريطانيا لمصر الدعم في مجال تخزين الحبوب في ظل خبرتنا بذلك المجال، وهناك حوار بين السفارة البريطانية والسلطات المصرية لتقديم الدعم في تخزين الحبوب.

ما الرؤية البريطانية تجاه الوضع في العراق؟

للأسف لا يوجد استقرار في العراق ولم يتم تشكيل حكومة، ولابد على بريطانيا ومصر دعم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والسياسيين الذين يريدون بناء دولة مستقلة دون تدخل من إيران أو أي بلد، وهناك فرصة لبناء دولة قوية ومؤسسات للدولة، وإلا لن يكون هناك استقرار.