خبير أثرى يكشف حقيقة الحوض المرصود «ينبوع العشق» بالسيدة زينب 

الحوض المرصود
الحوض المرصود


في حي السيدة زينب بالقاهرة ، يوجد مستشفى يْطلق عليه اسم "مستشفى الحوض المرصود".. فهل خلف هذا الاسم من قصة؟!

يُطلق هذا الاسم على المستشفى؛ بسبب ارتباطه بما يْسمى الحوض المرصود.. فما هذا الحوض وما حقيقته ؟!

الباحث الأثرى د. حسين دقيل يكشف حقيقة، ذلك مؤكدا إن الحوض المرصود، ما هو إلا "تابوت مصري قديم" من حجر الجرانيت الأسود، وليس حوضا كما يُطلق عليه.

وقد طلق عليه الفرنسيون (ينبوع العشق)، في حين سماه المصريون (الحوض المسحور)، حيث اشتهر بأنه يخلص العشاق من آلام الحب والفراق، والغريب أن كافة الروايات التي ذكرها المستشرقون وكذلك المؤرخون العرب حول (التابوت) تتمثل في أن: من يشرب من الحوض يُشفى من لوعة الفراق ويتخلص من آلام الحب!!

كان التابوت بحسب ما ذكره المؤرخ المملوكي (ابن إياس) يُستخدم كسفينة يستقلها 4 أشخاص فقط، لعبور النيل من ضفة إلى أخرى، فإن زاد العدد عن ذلك تتعرض للغرق، وهو ما لم يعجب حاكم مصر وقتها "كافور الإخشيدي"، فبادر إلى جمع علماء مصر لديه وكلفهم بقراءة النقوس الهيروغليفية المدونة على هذا التابوت، ولكن عجز العلماء عن قراء النقوش المدونة على هذا التابوت، فألقى كافور التابوت بجوار مسجد بالسيدة زينب.

اقرأ أيضا :-خبير آثار يرصد نماذج من المنشآت الخيرية الإسلامية بالقاهرة التاريخية

ولما زار الرحالة التركي (أوليا جلبي) مصر في القرن السابع عشر الميلادي، روى تفاصيل عن تلك الأسطورة، وقال إن هذا التابوت مملوء بماء زلال براق، يستسقي منه الرائح والغادي ليل نهار، من الإنسان والحيوان، دون أن ينقص من مائه شيء ولا يُفهم من أين يأتي إليها الماء، ومنذ ذلك الحين، وقد عرف أن ماء هذا التابوت لها قدرات سحرية.

وذكر الفرنسيون التابوت أو (الحوض المرصود) في كتاب وصف مصر، بأنه عبارة عن تابوت فرعوني من الجرانيت الأسود، وضعه أحد بكوات المماليك أمام جامع الجاويلي بحي السيدة زينب بالقاهرة، واستخدمه الأهالي في سقاية المياه ليشرب منه المارة، ثم سرت شائعات بأن من يرتوي من مياه هذا الحوض، يُشفى من آلام العشق والفراق، فأطلق عليه سكان القاهرة (الحوض المسحور).

 وقد رسم الفرنسيون التابوت وبه ثقب من أحد جوانبه لتصريف المياه. كما سجل علي باشا مبارك في خططه التوفيقية قصة هذا التابوت.

 ولأن المستعمر كان يطمع في أخذ كل ما هو جميل من مصر، فقد حاول الفرنسيون نقل التابوت إلى بلادهم؛ غير أن الإنجليز منعوهم طبقا لاتفاقية الإسكندرية عام 1802، لكنهم لم يتركوه في مصر ؛ إذ سرعان ما قام الإنجليز بنقله إلى بلادهم.

وها هو الآن بالمتحف البريطاني بلندن يزوره مئات الآلاف من دول العالم كل عام.