ماتت «ملاك روسيا».. لماذا أنهت ناديا زوجة ستالين حياتها؟

ناديا زوجة ستالين
ناديا زوجة ستالين

في عام 1934، اجتازت روسيا بفضل زعيمها «ستالين» أزمة سوداء من أشد أزماتها؛ حيث ساوم رجالها دروب الذل ونساؤها كادت أن تكون مشاعا للجميع.. تحيق بها المصائب والويلات من كل ناحية وتنتشر فيها الفوضى والمجاعة ويعمها البؤس في أقصى مداه.

 

الجرائم والقطائع التي كانت ترتكب في هذا اليوم في روسيا الحمراء قد نسيها الجيل من عهد المفعول وستالين الدموي بوحشيته الغريزية لا يوازيه إلا سفاح القرون، هذا ما قاله كيريل كاكابدس صديق ستالين.

 

كان كيريل هذا من أقرب المقربين إلى ستالين ومن أدرى الناس بأسراره وخباياه.. عينان صغيرتان يحول فيها الشر تلمعان في رأس بيضوي وجه مكمود وجبهه ضيقة أنف محدوب يطل على شاربين نبتا في تربة غير صالحة على شفه لم تقل يوما كلمة خير.

 

له أذنان كانهما لصقتا لصقا برأسه العنيد.. شفته السفلى تنم عن خبث لا حد له وذقنه المعوجة نحو اليمين تعبر عن أخلاق شرسة وطبع لئيم.. هذا هو ستالين الأحمر حاكم روسيا المطلق، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في 29 يوليو عام 1934.

 

 

روعت روسيا من أقصاها إلى أقصاها عندما دقت النواقيس دقات حزينة معلنة وفاة «ناديا» الزوجة الثانية لستالين، وكان موتها فجيعة الجميع كان يدعونها ملاك روسيا وكان يدعوها الفلاحين إلهة الرحمة وكان يقول عنها الجميع: المرأة التي ستنقذ روسيا وهذا ما سبب هلاكها.

 

اقرأ أيضًا| «أنتم ما بتفهموش».. أزمة زبيدة ثروت مع المخرج والمؤلف بعد رقصة مثيرة

 

واشتهر ستالين بشقه الحيواني وانغماسه في الملذات حتى الفجور وكانت زوجته تعلم ذلك حتى حق العلم ولا تنطق بكلمة واحدة بل كانت تكتفي بأن تقول لصديقاتها: أعلم كل شئ ولكني أريد أن أبق إلى جانبه لأخفف من ويلات روسيا.

 

والشعب بأسره لا يجهل مواقفها المشرفة في الدفاع عن حقوقه المغتصبة وعن الأبرياء المظلومين وكانت تقف وجها لوجه أمام زوجها الطاغية تناقشه الحساب وتنقد عنقه وجبروته فكان ينتهزها بقوله: أنت شريكي في المنزل وليس في الحكم.. فترد عليه: أريد أن يكون ستالين رجلا واحدا لا اثنين فيقول لها: إنك تضايقني كثيرا وترهقيني برحمتك وشفقتك الرخوة.

 

وعندما كانت تلح وتبكي أمامه يشفق على الناس من الجوع والبرد والعري ويرحم الأبرياء من الإعدام والتعذيب وكان يضرب رأسه بيده الاثنين وهو يصيح مثل الخنزير المصاب: كفي كفي.. إنك تثيرين أعصابي.. إغربي عني إنك لست أهلا لأن تكوني زوجتي.. إذهبي حينما تشائين إلى الصين أو الهند.. إذا أردت بشري هناك بحنانك ورأفتك وأمسحي في معابد الأصنام دموعك الرخيصة دموع التماسيح.

 

فكانت تتركه غاضبة وتذهب بنفسها تساعد المحتاج بمالها الخاص وتواسي المصاب بكلامها الطيب الحنون، ولما علم ستالين بذلك منع عنها مخصصاتها القليلة واستولى على حليها وأهداها لعشيقته ولذلك ما كان غضبه هائلا عندما ترامي إليه أن عشيقاته أعدن بدورهن الحلى إلى زوجته.. وأن هذه الأخيرة أرسلتها خفية إلى أشخاص معينين الروس البيض بباريس.

 

وهنا لعب الشيطان برأسه ففي العشيقات إلى سيبريا ووضع زوجته ناديا وهي - الزوجة الثانية له بعد رحيل الأولى- تحت مراقبة شديدة فكانت لا تخرج من المنزل إلا بصحبة ثلاثة من ضباطه الأمناء الذي انتهى بهم الأمر إلى الإعدام رميا بالرصاص، وانتهى الحال بانتحارها في عام 1918 كما تحدث مؤرخون روس وقتها.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم