تهمة مشرفة!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

«شهادتك مجروحة».. اتهام لن أدفعه أبدا، وشرف حرصت على ادعائه دوما.
ميلادى يكاد أن يتطابق فى اليوم مع ولادة «الأخبار»، لكنها سبقتنى للحياة بست سنوات، وحينما التقينا كانت شابة ناضجة فاتنة، وقعت فى غرامها وكنت شابا حديث التخرج، ولم ابرأ من هواها منذ العام ١٩٨٠، وحتى يقضى الله أمره.
منذ ذاك اليوم توحد مسارى مع مسيرتها، ولم نفترق، كانت فى عينى الصرح الشامخ، ثرية بتاريخها، متجددة فى أثوابها، انها المعادلة الذهبية التى امسكت بأطرافها.

رحلة تجاوزت الأربعة عقود، لكن مازالت حلاوة البدايات تطربنى، إذ كنت محظوظا أن احظى بحضور رموز المؤسسين الذين أطال الله فى أعمارهم: مصطفى بك، الحمامصى، زكى عبدالقادر، الصاوى، حسين فريد،...،...
والعمل مع تلاميذهم النوابغ، الجلالين دويدار وعيسى، والإسماعيلين يونس والنقيب، وسعيد إسماعيل استاذى المباشر ذى الأنامل الذهبية، ومها عبدالفتاح، وثريا حنفى،...،...

ثم جيل يصعب حصره يجمع بين الدفعات الأخيرة من خريجى آداب صحافة، والدفعات الأخيرة من إعلام القاهرة، وكم كان جيلى محظوظا أن تستقبله «الأخبار» فى ظل هذه الكوكبة من الرواد والموهوبين، النجوم المتلألئة فى شارع الصحافة.

سنواتى الأولى فى «الأخبار» كانت حلما رائعا، مازالت تفاصيله بعبقها تملأ جوانحى، كان المايسترو موسى صبرى لا يتنازل عن التجديد المستمر، والسبق الصحفى، وتوزيع يلامس المليون نسخة، وقد يتجاوزها فى الأحداث الكبرى، ولا أنسى فلسفته التى تكثفها مقولة: دع مائة زهرة تتفتح، فأثمرت زهورا لا تحصى، نجوما ناصعة، أجيالا متعاقبة من القيادات، كثير منهم اعتلى سدة رئاسة تحرير العديد من الإصدارات، فضلا عن نوابغ فى كل فنون المهنة.
غيض من فيض، إذ لا يمكن اختزال مسيرة ٧٠ عاما هى عمر «الأخبار»، ومشوار يتجاوز ٤٠ عاما فى كواليسها، عبر سطور أو حتى صفحات، لكنها لمحات سريعة عفو الخاطر تحكمها المساحة.
علاقة هى محل فخر العبدلله الذى عشق مهنة